راعي البقر والرقص على الدفوف البدوية .. ترمب يتحضر لامتصاص ضرع البقرة
عين الحقيقة/ علي مخلوف
يتهيأ راعي البقر للنزول بجزمته التكساسية على أرض قريش في الجاهلية، يمسح شفتيه قبل الشروع بامتصاص ضرع البقرة السعودية، ثم يشخص بعينيه إلى كثبان الربع الخالي وبيوت الشعر، متسائلاً متى سيبدأ هل سيستطيع الملك السعودي العجوز الرقص بالسيف معي أم أنه سيوكل تلك المهمة إلى ولي عهده الأخرق.
أفكار تزدحم في رأس ترمب قبيل ذهابه إلى السعودية، لكن الفكرة الأهم في ذهنه هي أنه كيف سيستطيع امتصاص الأموال والاستثمارات والاتفاقيات من الرياض مقابل الملف السوري، على اعتبار أن رجل الأعمال الأمريكي يعرف من أين تؤكل الكتف ، وكتف السعودي يمكن أكلها من خلال إغوائه بعروض ضد سورية وتصعيد الأمر فيها.
زيارة ترمب هذه شبيهة بزيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش إلى السعودية، حينها تم استقبال بوش كمغترب سعودي تعود أصوله إلى العشيرة، تم تأدية رقصة السيف على الدفوف البدوية، وفُرشت أمامه المناسف واستنفرت كل المملكة كاستنفار قريش ضد محمد وعشيرته في الجاهلية.
وبما أن الدسم هو العنوان العريض لهذه الزيارة فإن الملفات التي سيتم تناولها لن تقل دسماً عن منسف بسمن عربي، هناك الملف السوري وضرورة رفع واشنطن لسقف مواقفها ضد دمشق وحلفائها، وتفعيل خطة مناطق الحكم الذاتي وصولاً إلى مرحلة انتقالية لا يكون هناك مكان للقيادة السورية فيها، فضلاً عن الملف الإيراني وإعادة العقوبات على طهران، واعتبار الملف النووي معها لاغياً، مع إمكانية إعادة وضعه على نار ساخنة في المطبخ السياسي للمجتمع الدولي.
سيقوم أباطرة الحجاز بتهيئة كل مناخ الإغواء للرئيس الملياردير، على مايبدو فإن ترامب سيقوم باصطحاب صهره اليهودي جاريد كوشنر النهم للمال هو أيضاً، والذي يقوم أيضاً بمهامه على أتم وجه من قبل اللوبي الصهيوني الموجود في واشنطن والمرتبط بتل أبيب، حيث يُعتقد بأنه ستوكل لكوشنر مهمة لعب دور الوسيط بين السعودي والإسرائيلي في الفترة المقبلة، وزيارته هذه إلى السعودية تأتي في هذا الإطار.
التوقعات من هذه الزيارة هي أن تحمل تصريحات نارية من قبل الجانبين الأمريكي والسعودي ضد كل من سورية وإيران بشكل مباشر، وضد روسيا لكن بشكل أقل فجاجة خوفاً من تصعيد الموقف أكثر مما ينبغي.
ستكون هناك تصريحات تدعو لتغيير القيادة السورية، وقد يتحمس ترمب للإعلان عن عزمه إعادة دعم الجماعات المسلحة بطريقة أكثر فعالية مما كانت عليه خلال السنوات الست الماضية، كما أنه سيغازل حلفائه الأتراك والأردنيين الذين سيلعبون دوراً هاماً في خطته المقبلة ضد دمشق، أما السعوديون فإنهم سيستغلون تلك الزيارة جيداً وسيركزون على فكرة عدم القبول بحل سياسي إلا برحيل القيادة السورية، إضافةً إلى إطلاق النيران السياسية على طهران والإتيان على ذكر حزب الله وضرورة إخراجه من سورية.
أما الملف الكيماوي الذي سيُعمل عليه فإنه سيكون بالتأكيد على أجندة تلك الزيارة، وسيعمد السعوديون إلى التباحث بشأن ما يمكن فعله بعد ترويج بروباغندا تظهر المملكة على أنها منتصرة سياسياً وتنجح باستقطاب الأمريكي في المنطقة، وذلك بعد أن سادت فكرة تقول بأن واشنطن تتقارب مع موسكو وتتخلى تدريجياً عن الرياض.
وحتى حلول موعد تلك الزيارة فإن السعوديين سيكونون مشغولين من الآن في إخراج سيوفهم الصدأة لأداء رقصة الترحيب بترمب، فيما ستتفرغ فتيات آل سعود بمسح شعورهن بالزيت والطيب للتأثير في قلب الرجل الذي لم يتعلم حتى الآن الرقص سواء على أنغام الجاز الأمريكية.