رئيس وزراء العدو الصهيوني يفاخر بالتطبيع مع الدول العربية بينما المستوطنون لا يريدون حلاً مع الفلسطينيين!
في الوقت الذي أشارت فيه نتائج استطلاع رأي إلى أن غالبية المستوطنين غير مهتمين بتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، أقر رئيس الوزراء الإحتلال، بنيامين نتنياهو، بأن استمرار هذا الصراع يشكل عقبة أمام إقامة علاقات أو تطوير علاقات قائمة مع العالم العربي، مشيرا في الوقت عينه إلى أن ما يحافظ على السلام البارد بين كيان الاحتلال وبين مصر والأردن هو كون “إسرائيل” قوية جدا ومتقدمة جدا، وتملك قوة ردع كبيرة، على حد قوله.
وأكد نتنياهو، الذي لم يخف عنجهيته واستعلائه على العرب الـ”أصدقاء” والـ”أعداء، أكد مشاركة “إسرائيل” في معرض “إكسبو” في دبي، مشيرا إلى علاقات تجمع الكيان مع ست دول عربية على الأقل وتقدم التطبيع، وهذا طبعا لا يشمل المملكة الأردنية ومصر. وكتب نتنياهو على حسابه في “تويتر”: “إسرائيل” ستشارك العام القادم في معرض إكسبو في دبي. نقيم علاقات مع ست دول عربية على الأقل، وأضاف نتنياهو، قائلا: التطبيع يتقدم خطوة بعد خطوة، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى علاقات سلمية. ووفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست”، فإن المعرض سيقام في تشرين الأول (أكتوبر) من العام القادم 2020، مستقطبا حوالي 190 دولة، ومن المتوقع أنْ يكون أكبر معرض عالمي يقام في الشرق الأوسط وإفريقيا.
في السياق عينه، نقل مراسل الشؤون السياسية في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، إيتمار آيخنر، عن نتنياهو، الذي كان يتحدث في مؤتمر سياسي، بمناسبة مرور ربع قرن على توقيع اتفاق السلام مع الأردن، نقل عنه قوله إن حكومته تقيم علاقات مع ست دول عربية، ولديها رغبة جامحة في إقامة علاقات مع المزيد، وتعميق هذه العلاقات إلى أوسع وأعمق الحدود، لكنها تصطدم بحاجز القضية الفلسطينية، على حد تعبيره.
وأردف قائلا إن الدول العربية، بما في ذلك حتى مصر والأردن، تطلب تسوية القضية الفلسطينية أولا، ونحن نقول لهم إننا نفعل الأمرين معا، نتقدم مع الفلسطينيين ونتقدم معهم، لكن الأمر عالق حتى الآن، وأنا أخطط بشكل فعلي لخرق جدار الجمود في علاقاتنا مع الفلسطينيين والعودة إلى الحوار معهم، وكلي ثقة بأن صراعنا معهم سيجد حلا جيدا في نهاية المطاف، وعندها تفتح على مصاريعها أبواب العالم العربي لأفضل علاقات بيننا، على حد زعمه.
وكان المؤتمر المذكور إحدى المحاولات النادرة للحديث عن السلام مع الأردن، إذ حاولت حكومة نتنياهو إقامة أي نشاط بالمناسبة، احتفالا أو مؤتمرا أو ندوة، فلم تجد تعاونا من الحكومة الأردنية. لذلك بادرت النائبة في الكنيست ميراف ميخائيلي، لعقد مؤتمر يقتصر على النواب الإسرائيليين في مقر الكنيست. ومع أن نتنياهو يعتبر المسؤول الأول عن تراجع العلاقات مع الأردن، فقد كان خطيبا رئيسيا، حيث قال: نحن نقدم مساعدات إلى الأردن، بشكل علني وبشكل خفي. ولكن في الطرفين نسمع تصريحات محرجة تعرقل مساراتنا. ففي الأردن يتحدثون كثيرا عن ممارسات إسرائيلية ضد الأقصى، بلغت حد القول إننا نزعزع أساسات المساجد هناك، وهذا غير صحيح طبعا، لكن الكلام فيه يؤثر على الناس ويغذي التحريض. ولكن ليس هذا فقط، ففي الأردن وفي مصر، وفي دول الخليج الفارسي، يربطون بين التقدم في الموضوع الفلسطيني وبين العلاقات معهم، وسنتقدم، كما قال.
وتحدث بالموضوع وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فقال إن “إسرائيل” أرادت إقامة حفل بمناسبة مرور 25 عاما على إبرام اتفاقية السلام الإسرائيلية-الأردنية، ولكنْ رفض الأردن حال دون ذلك، هذا هو الواقع المعقد اليوم، في العلاقات بين الدولتين، كما قال.
وتزامن انعقاد هذا المؤتمر مع نشر نتائج استطلاع رأي حول مواقف الإسرائيليين من شؤون العلاقات الخارجية، والتي دلت على أن غالبية الإسرائيليين غير مهتمين بعملية السلام مع الفلسطينيين، لأنهم مقتنعون بموقف حكومة نتنياهو التي تزعم أنه لا يوجد شريك فلسطيني في عملية السلام، ويؤيدون ما يقوله نتنياهو في مختلف شؤون السياسة الدولية. وقد أجرى الاستطلاع معهد “ميتافيم” للسياسة الخارجية في تل أبيب، ضمن برنامجه السنوي الذي يتم تحت عنوان “مؤشر السياسة الخارجية الإسرائيلية. وتم إجراء الاستطلاع في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.