رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والإستشارية اليمني يكتب عن :خارطة الطريق التي أوصلت اليمنيين الى الاختناق في النفق .
خارطة الطريق التي أوصلت اليمنيين الى الاختناق في النفق .
كتب/عبدالملك العجري
عضو المجلس السياسي لأنصار الله
عضو مجلس الشورى
التصميم الذي اعتمده المبادرة الخليجية للمرحلة الانتقالية لم يكن قاصرا عن نزع فتيل الصراع والحرب بل ويحتوى على العديد من الالغام والمطبات المفخخة على سبيل المثال من ناحية ترتيبات الإدارة التشاركية مقارنة بمعظم تجارب البلدان التي شهدت نزاعات مماثلة فانها من اجل ان تضمن ثقة الأطراف بالمؤسسات الانتقالية كانت تحرص على تحقيق اعلى قدر من الشراكة في المؤسسات التنفيذية التي تحظى بمعظم الصلاحيات سواء أخذت بالنموذج الرئاسي او بالحكومي ,ففي حال الاخذ بالنموج الرئاسي تكون الرئاسة تشاركية بين المكونات على شكل مجلس رئاسة او نحوه وفي النموذج الحكومي تمنح معظم الصلاحيات للحكومة مع تحديد لصلاحيات الرئيس .
المبادرة الخليجية اخذت بالنموذج الرئاسي وكان عليها ان تتبنى مجلس رئاسي الا انها ذهبت في الاتجاه المعاكس الى اقصى حد ففوق ما منحه الدستور للرئيس منحته صلاحيات شبة مطلقة على الحكومة ومجلس النواب ومؤتمر الحوار فاضافة الى كونه رئيس مؤتمر الحوار كان قرار هذه الهيئات محكوما بالتوافق و يكفي ابسط خلاف على أي قضية لترتفع آليا للرئيس ويصبح رايه فيها حاسما الامر الذي يعني عمليا ان الرئيس هو الذي سيحسم كل مسائل الخلاف سيما المصيرية منها وهذا ما حدث بالفعل والكارثة ان هادي ليس ماندلا ولا يتمتع بنسبة بسيطة من مهارات مانديلا القيادية التي اهلته ان يقود المصالحة الوطنية والتحول الديمقراطي السلمي في جنوب افريقيا بنجاح .
الراعي الإقليمي والدولي أراد هادي المفتاح السحري للوصول بالمرحلة الانتقالية الى الهدف المرسوم سلفا والقوى السياسية كانت ترى في هادي الشخصية التي لا تمانع تحريكها من خلف في الاتجاه المرغوب ومنثم تواطؤوا على قبول منحه هذه الصلاحيات ,وجاءت الرياح بما لا يشتهي السفن فهادي الذي أرادوه مفتاحا لمطامحهم ومطامعهم كان القفل الذي أوصلهم الى طريق مسدود والاختناق في النفق .
هذا عيب واحد من العيوب الكثيرة والكارثية للمبادرة نتناولها في مناسبات لاحقه