رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والإستشارية اليمني‏ يكتب عن الرجل الإنقلابي في زمن الوصاية المعولمة ..

 

عندما يقول السيد عبدالملك الحوثي لا للزمن السعودي ولا للزمن الأمريكي ,وعندما تقول ثورة 21 سبتمبر لا لتوصيات صندوق النقدي والبنك الدوليين للإصلاح الاقتصادي في اليمن فذلك انقلاب كامل الأركان, انقلاب مزلزل و كامل الأركان على الشرعية التاريخية للزمن السعودي في اليمن ,انقلاب على الشرعية المشروطة بمقاسات الزمن السعودي لمزاول السياسة والسلطة وتقاليده التي ارساها لعقود من الزمن كراعي ومصدر للشرعية .

انقلاب على قواعد الأرتباط الدولي للزمن الامريكي وعقيدة المحافظين الجدد والتعديلات التي ادخلتها على مفاهيم وقيم أساسية عالمية كمفهوم السيادة والاحتلال ,الارهاب والسلام ,الحرية والاستبداد, الديمقراطية والديكتاتورية ,والتطرف الاعتدال,والخير والشر .
العقيدة التي قال عنها ريتشارد هارس مسؤول التخطيط في الخارجية الامريكية انها تشكل مذهبا جديدا في السيادة, فالسيادة ليست صكا على بياض يمنح الحكومة حرية الفعل داخل حدودها ,السيادة التزام , وفشل أي حكومة في الوفاء بالتزامها يفقدها بعض مزايا السيادة ويبيح لحكومات كالولايات المتحدة التدخل ويمنحها حق ما يسميه “حق الدفاع الذاتي او الوقائي أو ألاستباقي .
العقيدة التي اباحت لأمريكا التصرف باعتبارها “قانونا بذاتها” يتجاوز القوانين والأعراف والمؤسسات الدولية فهي من يقرر مصير نظام الحكم لبلدة ما ,سيما المنطقة العربية من حيث البقاء او التغيير أو السقوط .
انقلاب على عقيدة السوق والوصايا المقدسة للبنك والصندوق الدوليين والتي لا ترى حرجا ان يموت الانسان جوعا والصوامع مليئة بالغلال “فهي ظاهرة طبيعية منشأها ندرة الموارد في عالم يفيض بسكانه ,وللسوق وحدها أن تقرر ما يكون وما لا يكون , حتى وان نالت من أهم ما يميز الدولة الوطنية وهي السيادة على سياستها المالية والنقدية والاقتصادية ,ومن يتمرد على ارادتها يصير طعاما لتروس مكنتها العملاقة التي تعمل بلا قلب لاشباغ غرائزها المتوحشة .
قد يعجبك ايضا