رئيس مجلس النواب ونائبه يلتقيان بعثة الاتحاد الأوربي وسفراء عدد من الدول الأوروبية
التقى رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي ونائب رئيس المجلس الأخ عبد السلام صالح هشول زابية اليوم بعثة الاتحاد الأوروبي.
وفي اللقاء رحب رئيس مجلس النواب ببعثة الاتحاد الأوروبي برئاسة أنطونيا كالفو بويرتا وتضم سفيرة مملكة هولندا لدى اليمن يرما ماريا جوس فان يو وسفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى بلادنا كريستيان تيستوت والمبعوث الخاص لوزير خارجية مملكة السويد إلى صنعاء هانس بيتر سبمتاباي ورئيس القسم السياسي في بعثة الاتحاد الأوروبي ريكاردو فيلا.
وأكد أن الوضع الإنساني في اليمن كارثي جراء استمرار العدوان والحصار وعلى المجتمع الدولي وفي المقدمة الإتحاد الأوروبي السعي للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي تتسبب بها تحالف العدوان بقيادة السعودية والذي أدى إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية لنحو 30 مليون مواطن إضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض كالكوليرا والدفتيريا وغيرها واستمرار نزوح ملايين المواطنين.
وأشار رئيس مجلس النواب إلى ما سببه العدوان والحصار من تدهور للأوضاع الاقتصادية والمعيشية نتيجة الممارسات العدوانية الممنهجة وتوقف رواتب موظفي الدولة بسبب إجراءات نقل البنك المركزي إلى عدن والاستيلاء على النقود المطبوعة في روسيا فضلا عن الاستيلاء على موارد الدولة من النفط والغاز والضرائب والجمارك.
وقال” نعول كثيرا على هذه الزيارة وهذا التحول ونمد أيدينا للسلام العادل والشامل لا الاستسلام رغم أن تحالف دول العدوان شن ضد اليمن حرب ظالمة إستخدم فيها الأسلحة المحرمة دوليا على مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكنا فيما تتحرك كل وسائل الإدانة والشجب والاستنكار لمجرد تعرض صحفي للحبس، بينما اليمن يتعرض لحرب إبادة وحصار شامل أهلك الحرث والنسل لملايين اليمنيين والعالم يتفرج ولم يستنكر هدم المنازل على رؤوس ساكنيها وكذا استهداف الأسواق والمدارس والجامعات وصالات الأفراح والصالة الكبرى خير شاهد ودليل والذي راح ضحيتها أكثر من ألف مواطن بين شهيد وجريح”.
ولفت رئيس مجلس النواب إلى ما يعانيه الشعب اليمني جراء إستمرار العدوان الذي طال حتى دور الإعاقة والمكفوفين ورياض الأطفال فضلا عن ما فرضه من حصار بري وبحري وجوي .. مشيرا إلى أن العدوان على اليمن خلف أكثر من 50 ألف شهيد وجريح ومعاق.
وأشار إلى حجم المعاناة الناتجة عن حجز السفن والتي تنتظر في الغاطس ثلاثة أشهر حتى يتم تفتيشها .. مبينا أنه حتى أكياس القمح والدقيق يتم تفتيشها ومن ثم تحميل التجار والمستوردين عبء الغرامات والتأخير وذلك إمعانا في زيادة الأعباء على المواطنين لخلق مجاعة وكارثة إنسانية.
وأضاف” كل هذا بحجة البحث عن الصواريخ الإيرانية مع أنهم يحاصرون اليمن من أقصى البحر إلى أقصي المحيط وتتحكم سفنهم الحربية وطائراتهم في حصار بري وبحري وجوي مطبق فكيف ستدخل الصواريخ وهم يمنعون وصول الغذاء والدواء “.
وقال” نحن في حالة دفاع عن النفس ومن حقنا أن ندافع عن سيادة ووحدة بلادنا من أي عدوان خارجي يستهدف اليمن الأرض والإنسان، ولعلكم اطلعتم على حجم الدمار أو سمعتم عن القرى الحدودية التي تم تدميرها بالكامل وكيف تستباح الأهداف المدنية في كافة المحافظات اليمنية وبالأخص محافظة صعدة “.
وفي معرض رده على سؤال السفير الفرنسي عن أن هناك إنقسام للبرلمان .. أوضح رئيس مجلس النواب أنه ليس من العدل المقارنة بين الأغلبية التي يمثلها مجلس النواب لأكثر من 230 عضوا من أعضاء مجلس النواب مقابل أولئك النفر الذين باعوا ضمائرهم وارتهنوا في حضن الخارج وجلبوا الدمار لأبناء اليمن وما يزالون يحرضون على قتل الشعب اليمني وحصاره.
وتسال قائلا ” كيف لمن يزعم أنه يحارب لإستعادة الشرعية أن يدمر مقدرات بلاده ومن يزعم أنه يحارب من أجل الجمهورية في حين يدمر القصر الجمهوري رمز الثورة والجمهورية “.
وطالب رئيس مجلس النواب بسرعة العمل على وقف الحرب على اليمن وإنهاء الحصار وعودة السفارات والبعثات الدبلوماسية لممارسة مهمامها من العاصمة صنعاء.. مبديا استعداد البرلمان تسهيل مهام بعثة الاتحاد الأروبي وسعيها لوصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية المتضررة جراء العدوان والحصار.
وأوضح أن الإتحاد الأوروبي ودوله تحظى باحترام وتقدير البرلمان والشعب اليمني لمواقف الاتحاد الرافضة استمرار العدوان على اليمن وتأكيده في أكثر من مناسبة بأنه لا حل عسكري للوضع الحالي وأن الحل في اليمن سياسي.
ونوه رئيس مجلس النواب بمواقف عدد من الدول الأوروبية وكذا البرلمان الأوروبي الذي قرر وقف بيع السلاح إلى دول تحالف العدوان.
وجدد الموقف المبدئي لنواب الشعب الداعي إلى السلام العادل والمشرف للشعب اليمني .. وقال يمكن للاتحاد الأوروبي ودوله الصديقة لليمن أن تقوم بدور مساهم ومساعد في إنهاء العدوان ووقف العمليات العسكرية ورفع الحصار الشامل جنباً إلى جنب مع جهود الأمم المتحدة وعدد من الدول الصديقة وبما يؤدي إلى عودة الاستقرار في اليمن والمنطقة ويساهم في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين”.
وأعرب عن أمله في أن تنقل بعثة الاتحاد الأوروبي ما شاهدوه ولمسوه خلال زيارتهم لليمن إلى العالم.
وطالب بفتح ميناء الحديدة .. وأضاف ” عليكم أن تتأكدوا بأنفسكم من صحة فتح ميناء الحديدة من عدمه “.
فيما طالب نائب رئيس مجلس النواب بفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء والسماح بوصول المساعدات والغذاء والدواء والمشتقات النفطية وعودة العالقين في الخارج من المسافرين والمرضي .
وأشار هشول إلى ما يقوم به من يدعون الشرعية من الدعوة لتقسيم اليمن في مخالفة للدستور اليمني الذي ينص على استقلال اليمن ووحدة أرضيه.. وقال ” بالرغم من سيطرة من يسمون أنفسهم بالشرعية على الموارد إلا أنهم لم يصرفوا رواتب الموظفين حتى اليوم”.
وأضاف ” بالنسبة لما يتعلق بالبرلمان فإن دستور الجمهورية اليمنية ينص على أنه لا يمثل البرلمان إلا من كان داخل الأراضي اليمنية ومن مقره بالعاصمة صنعاء وأنه لا يجوز نقله إلا بموافقة أغلبية أعضاء البرلمان وفي ظروف أمنية تستدعي نقله ويتعذر معها إنعقاد الجلسات في مقره وهذا ما لم يحدث، فالعاصمة صنعاء أكثر المدن اليمنية أمنا واستقرار فيما محافظة عدن تعاني من التفجيرات والأعمال الإرهابية وبشكل يومي “.
ولفت نائب رئيس مجلس النواب إلى أنه ورغم إغراءات السعودية لعديد من أعضاء البرلمان إلا أن معظم الأعضاء أوفياء لأرضهم ووطنهم وللقسم الذي أقسموه تحت قبة البرلمان بأنهم لن يفرطوا باليمن ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه .
وقال ” لا شرعية لأي حكومة إلا بمنحها الثقة من مجلس النواب وأن آخر حكومة منحت الثقة كانت حكومة بحاح التي قدمت إستقالتها لتمنح الثقة بعد ذلك لحكومة الإنقاذ الوطني ولا شرعية للحكومة المعينة من الرئيس الذي إنتهت ولايته “.
وأضاف ” نحن نستغرب كيف يتم مثل هذا وكيف ينطلي على دول رائدة في الديمقراطية مثل بلدانكم من دول الاتحاد الأوربي التي تحتكم للدساتير والقوانين ، كما أن الدستور اليمني يجرم إصدار قرارات من خارج القصر الجمهوري ولا يجوز لرئيس الجمهورية أن يصدر قراراته من خارج القصر الجمهوري فيكيف تصدر من فنادق الرياض، ولو كانوا حريصين على الجمهورية كما يزعمون لما ضربوا القصر الجمهوري والمعالم التاريخية والأثرية في اليمن”.
من جهتها قالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي ” يسرني أن أكون في صنعاء لأنه المكان الذي عملت فيه من قبل ولكن الظروف تغيرت وقد عملنا ممثلين لحكومة بلدنا وعلى مدى 40 عام بالاستثمار في اليمن وفي مجالات عدة منها الصحة والتعليم “.
وأشارت إلى أن الزيارة هدفها إنساني لما يعانيه الشعب اليمني جراء الحرب .. لافتة إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار الدعم الكامل لمبعوث الأمم المتحدة لدعم جهود السلام الشامل والتوصل إلى إيجاد تسوية سياسة في القريب العاجل.
ولفتت إلى ضرورة العمل على إيصال المساعدات إلى كافة المناطق المتضررة في اليمن جراء الحرب والحصار والى كل مستحقيها عوضا عن صرف المرتبات لموظفي القطاع العام.
وقالت ” نحن مهتمون بهذا الجانب وهي رسالة نبعث بها إلى العالم بما يعانيه الشعب اليمني جراء الحرب”.
وأضافت “إن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف إذا أردنا لهذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة أن تنتهي وتنهي معاناة الشعب اليمني من هذه الحرب التي تسببت بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية “.
وأشارت كالفو بويرتا إلى أن الزيارة تأتي ضمن جهود الاتحاد الأوروبي في التواصل مع جميع الأطراف لحثهم على الانخراط في محادثات لإيجاد تسوية سياسية دائمة وإيصال عدد من الرسائل ذات الطابع الإنساني.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يدعم الجهود الأممية للتوصل إلى تسوية سياسية دائمة للأزمة اليمنية، ويدعوا جميع الأطراف للانخراط وبنوايا حسنة مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث.
حضر اللقاء أعضاء مجلس النواب أحمد الخولاني ومحمد صالح البرعي وعلي مسعد اللهبي ورئيس دائرة أوربا فيصل أمين أبو رأس ونائب رئيس دائرة مكتب وزارة الخارجية سلوى الرفاعي.