رئيس تحرير صحيفة الوسط يكتب عن نموذج الوضع الذي قدمه تحالف العدوان ومرتزقته في مناطق سيطرتهم
كتب /جمال عامر
هل يمكن ان نعلي من قيمة العقل وإن بحساب المصلحة في النظر للإحداث الجارية وتقييمها بعيدا عن الاهواء والضغائن ورغبات الثأر وسطوة التأثير الحزبي.
اقصد تحديدا ماله علاقة بالمعارك الجارية في الساحل الغربي ونتائجها في ظل عاصفة من الإشاعات والتضليل حول مجريات المواجهات واقتراب ساعات الحسم في مماثلة ساذجة لمحافظة الحديدة بمديرية الخوخة او المخا.
ومن حيث المبدأ فأن أي دماء يمنية تراق هي خسارة فادحة يصعب تعويضها ولذا فأن من يظن إثما ان حرب الحديدة ستكون نزهة او معركة خاطفة فإنما هو ساذج او يخادع نفسه وللتذكير فأن مدينة لا تتجاوز بضع كيلو مترات مربعة كميدي تجاوز القتال فيها العامين ونصف.
ومع ذلك دعونا نتجاوز وعود تبخرت بالسيطرة على الميناء والمطار والسيطرة على المدينة خلال ساعات ونفترض ان مثل هذه الوعود تحققت.
لنناقش قضية هامة تتعلق بالمدن التي سيطر عليها تحالف الرياض ـ ابوظبي ـ ومدى صلاحيتها لتكون النموذج الذي ستكون عليه الحديدة.
ولنبدأ بمحافظة عدن الخارجة عن سلطة الدولة والتي لم تحصل على تنمية ولا على امن ولا حتى على حرية إذ تعيش انفلاتا امنيا بمقابل اعتقالات وتعذيب خارج القانون وتكميم الأفواه بينما المجاري الطافحة صارت احد صور مديرياتها المألوفة والأخطر من ذلك كله منهجية التفتيت التي طالت ولا تزال نسيج المجتمع الجنوبي بقبائله ومناطقه تحت عناوين دينية وحزبية.
اما ميناء عدن فمصيره اسوأ حالا من المدينة بعد ان وضعت الإمارات يدها عليه وقامت بتقويضه حتى انه لا يسمح لمسؤول بدرجة نائب رئيس وزراء ووزير داخلية بدخوله ومثله المطار دون اذن من قواتها على الرغم من كون ادارتهما عنوان لسيادة أي دولة.
ايضا هل يمكن ان نبشر مطار الحديدة بمصير مطار الريان في المكلا الذي اغلقته قوات ابوظبي وحولته الى معتقل لأبناء حضرموت.
ماذا عن تعز المقسمة شوارعا وحارات بين المسلحين حتى انها صارت ساحة اقتتال بين اطراف مقاومتها ومناطق امنة للسحل وتقطيع الرؤوس فيما ابناءها تحت طائلة الرعب المستمر انتظارا لانفجار لايعلمون متى تحين ساعته.
ولذا اقول لمطبلي اقتحام الحديدة فقط نطلب نموذجا مقنعا كي يطمئن أبناءها وبقية خلق الله على حاضر ومستقبل هذه المحافظة ثم لكل حادثة حديث.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك