رئيس تحرير صحيفة الديار عابد المهذري يكتب عن :بانوراما عن شيئ ما من جزء عم !
الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الديار عابد المهذري يكتب :بانوراما عن شيئ ما من جزء عم !
انسجام تام بين تفاصيل الصورة والألوان ..
تجانس على أعلى مستوى بين الجزئيات داخل البرواز ..
مشهد يبدو شكليا ؛ كمزرعة نخيل سامقة او مثل بستان رمان .. وحقيقة يظهر متشحا ملامح أسوار خريطة نصر كاسح عرضها اصقاع الجزيرة والإقليم .
حديقة ورد .. حقل بن .. مشتل زيتون .. غابة أقحوان .. ميدان حرب .. معسكر عنفوان .. ملعب ابطال .. ساحة فرسان .. مصنع رجال .. او هكذا يمكن رؤية اللقطة الفوتغرافية من عدة زوايا بانورامية ينقصها نص تعبيري عذب التدوين باذخ الجزل يليق ويرقى بمضمونها شخوصا وحكايا تكتظ بقصصها يوميات واحداث وبصمات الشعث الغبر .. صناع الاعجاز والانجاز في الظرف الصعب .
ما نشاهده هنا من لوحة مهيبة تحمل من الهيبة ما يجبر جبابرة العالم ان يخروا ركعا سجدا ؛ عند أقدام الانسان اليمني الذي يسطر على أرض الوغى أنصع تجليات الشجاعة وأروع ملاحم الانتصار الاسطوري الخارق للعادة والخارج تماما عن المألوف .
تأملوا في احتشاد رزنامة المهابة المتسامقة على شاشة هواتفكم الآن .. انظروا الى رفرفة بيرق اليمن في قلب الصورة .. ولا تنسوا ان الاستعداد والجهوزية لمعركة النفس الطويل الى يوم القيامة ؛ أمرا حقا وخيار أكيد وقرار محسوم ؛ لا مجرد كلام هدفه لفت الانتباه .
حدقوا جيدا في تموضع العلم المتربع سياج القمة .. تأملوه ؛ يحلق مثل نسر فارد جناحيه لرياح الاعاصير .. غير آبه بسوء طقس الأجواء لأنه مطمئنا بالذين حوله ؛ يحرسونه ويدافعون عنه من مباغتة الغدر وتربص الغزاة وهجمات المعتدين .
العلم الخفاق هو الوطن .. والصقور حراس النسر ؛ هم أهل هذه الرايات الشامخة بالعزة والإباء ؛ متراصة بكل تحفز وجهوزية ؛ على جانبي العلم الرسمي لدولة مجيدة وشعب عظيم تحمل بين الامم اسم الجمهورية اليمنية .. البلد التي يتحالف في العدوان عليها نصف طواغيت الدنيا ؛ خلايجة اغنياء وعرب مرتزقة وأجانب أشرار ؛ التأموا في جيش واحد كل القارات ؛ سعوديون واماراتيون وسودان ومغاربة وامريكان وصهاينة وجنجويد ودواعش وملاعين والدين من كل جنس وصنف وقطر وشكل ولون ؛ في مؤامرة كونية ضد اليمن .
لا مجال لقراءة الصورة الملحمية هذه بلغة الشعراء الرومانسية .. ولا يوفيها حقها التعليق عليها بلغة منتسبي الصحافة ونخب الثقافة والسياسة وخبراء الميديا .
نحتاج الى لغة عسكرية تزمجر مفرداتها كهدير جنازير الدبابات .. لغة عسكرية تدوي حروفها كأصوات المدافع .. لغة عسكرية تعزف عباراتها سيمفونية نشيدنا الوطني برشقات من معابر الجرامل .. وبإيقاع متناغم مع أزيز طلقات القناصات .. وتقاسيم موسيقية تستلهم من زخات رصاص الكلاش واصوات قعقعة رشاش الشيكي ؛ لحن بيان الانتصار .. اذ يرتد للملأ كصدى يعزف زئير الابطال خلف المتارس .. يقتحمون مواقع العدو الحصينة .. يسحقون ارتاله المتطورة .. يدمرون جحافله .. يكسرون زحوفاته للمرة الألف بعد المليون حسرة وخيبة وهزيمة تجرعها جيوش العدوان في جبهات مواجهة عددها الكثير لم يسجل من قبل في اي حرب سبقت هذه الحرب الملعونة من ألعن مخلوقات الكون على أطيب وأنبل بشر بين الخلائق .
ليست مجرد صورة .. انها لوحة .. بل معزوفة .. خيال فانتيزي يتجسد بتلقائية متناهية على الواقع في صورة .. اللون الاحمر والابيض والاسود المنتصب أعلى سارية البيرق ؛ تنعكس ظلال الوانه بدلالاتها ومعانيها على المساحة كلها .. لتحيط المكان بلمسة وطنية يتداعى سحرها من عبارات التحدي شعارا ولعنات وصرخة وهتاف يتوعد أمريكا واسرائيل بالخزي والعار ؛ تجسيدا لوعد رب السماء للمستضعفين الابرياء بالظفر والنصر .. وعد إلهي يرسم آفاقه ؛ قولا وفعلا ؛ قائد ولد لينتصر لدماء الابرياء ويثأر للمظلومين بقهر المجرمين واسقاط عتاولة البغي وقوى احتلال ونهب الاوطان .. وفاءا لارواح الشهداء العظماء وتكريما لجروح الجنود البواسل وتضحيات وصمود ابناء الشعب اليمني الثابتون على المبدأ .
العلم اليمني ينساب كعقد فل وريحان على أكتاف المقاتلين بموضع البندقية .. والرؤوس التي تطاول عنان الشمس وهي تجلس براحة بال ومعنويات مفعمة بآيات القرآن تكاد ان تهز الاوتاد حين تقوم وتقف على الاقدام والإقدام عنوانها المرصع في صفحات تاريخ الحرب الحديثة بقلم احمد درهم والملصي ولطف القحوم وابوحسن المداني وعشرات ألوف يملأون الجنة بسيرة عطاءات كل فرد منهم فخرا وعزة ومضرب مثل على أشجع فتية خرجوا من بطون الإمهات منذ بدأ آدم وحواء التناسل والإنجاب .
يتداخل اللون الأبيض مع الأخضر في ثنائية الله أكبر النصر للإسلام ؛ ليعانق لون خوذة وأوراق الشجر في بروفيل أثير يقشعر من بهائه وروعته الغيم فيهطل مزنا ومطر بدفئ دموع الفرح عندما يسيل من الحدقات غبطة وسعادة وركعة خشوع وشكر .
فليستظل اليمانيون ولينعموا بالسكينة والأمان ؛ تحت ظلال البيرق والراية والقامات المزدانة بتيجان الخوذات الكاكية وأشجار السدر والرمان وهبوب نسيم الاقحوان الفواح من عواصف غبار بيادات رجال الله المغاوير هؤلاء ؛حينما يحيلون لون النهار على الأعادي أحمرا كجهنم ويجعلون من ذرات صحاري ميدي وصرواح وفيافي موزع والبقع والبيضاء عطرا برائحة البارود ولا عطور باريسية في زمن الحرب تهيج المشاعر وتنعش لواعج النفس كعطر البارود .. ولا هدية عطر أغلى من شحنة معبر في جعبة مجاهد من كتائب وفيالق الجيش اليمني واللجان الشعبية المرابطون في الشريط الساحلي وأودية الوسط والأطراف وتضاريس الحدود وما وراء خارطة جيزان وعسير ونجران .. من الجوف الى عسيلان برا ومن جزر البحر الأحمر وأصقاع رمال الربع الخالي غربا وشرقا .. يفرض معطيات مدارس مران ونقم وهيلان غصبا ؛ على أكاديميات فنون نابليون ؛ والشاهد عودة عساكر عيال زايد وبن سلمان وزول الخرطوم ؛ صرعى بالمئات والعشرات ؛ مجندلين في التوابيت والأكفان تنكس حزنا عليهم كل يوم أعلام بلدانهم ولا يكاد يمر يوم واحد دون سماع عويل الرياض وابوظبي والسودان على قتلاهم .. فيما صنعاء وما حولها تنام وقلوب أهلها مثخنة بالإيمان ان صباح اليوم التالي سيستقيظ فيه الناس على انتصار جديد .. ليستمر صخب الحياة الى مالا نهاية مع تراتيل الرقيحي والحليلي وأوركسترا زوامل عيسى وصولا الى سدرة منتهى المجد في الغد الأقرب ؛ لكل منا ؛ من عيدان القات هذه الأثناء والقيادة العسكرية منهمكة بمراجعة خارطة المعارك المقبلة ؛ ومعاذ الجنيد مشغول حد الغيبوبة ؛ بحبك معلقته العصماء المنتظرة .
وبينما سيظل المعتدين منشغلين بالتساؤل عما حاق بهم من العذاب الأليم .. سأنشغل انا بقراءة وكتابة ودراسة جزء عم وتفسير سورة مطلعها سؤال ينتظر جواب شاف عن كيف يتسامق هؤلاء الصناديد كسر خالد من اسرار اللوح المحفوظ .. لن يجيب عنه سواهم يوم يعودون .. ومن الشهداء يوم يبعثون .. بعدما بعثوا في الأنام عظام حرية واستشعار مسؤلية كانت رميما رهينة التدجين وثقافة الانصياع ؛ وأحيوا نفسيات أقوام كانت ركاما وحطام متكدس في دياجير الغفلة والكسل والاستسلام