رئيس تحرير صحيفة الحقيقة يكتب عن:أعداؤنا “2”
أعداؤنا
يقلم/عبدالرحمن حسين الحمران
مستويات النفاق
غالبا ما يكون المنافقون من طبقة الأذكياء , الذين يمتلكون القدرة على التضليل والخداع وخلخلة الصفوف ونشر الشائعات , وليسوا على درجة واحدة من النفاق , فالنفاق مستويات متعددة , ودرجات متفاوتة , والمنافقون كذلك , وقد ذكر القرآن الكريم فئات المنافقين , وكيف نتعامل مع كل فئة , ومن هذه الفئات :
-
من وصل بها نفاقها إلى مستوى القتال , أو جرَّت الآخرين لحرب الأمة المؤمنة , كما تفعل اليوم دول العدوان وأياديها في اليمن , وهذه الفئة المنافقة المعتدية المحاربة يجب مواجهتها والتصدي لها يقول الله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً}.
-
من فئات المنافقين تلك التي بلغت درجة رهيبة من الخبرة النفاقية , والقدرة على القيام بنشاطها النفاقي دون أن يتعرف عليها أحد , وقد استطاعت هذه الفئة أن تتخفى حتى على رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كما قال الله تعالى :{وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}.
-
من هذه الفئات من هي أدنى مستوى في النفاق , وهي فئة المتخاذلين والمتنصلين عن المسؤولية , أو من يسمون أنفسهم بالمحايدين , وكانت على اتصال سري بالعدو , لكنها لا تمارس أي نشاط عدائي بل هي مسالمة , فنتركهم ولا نعترضهم بسوء كما قال الله تعالى :{فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً}.
-
ومن أغرب فئات النفاق , تلك التي تتحرك في أوساط المجتمع بطابع إسلامي , وتتمظهر بالدين , وتنشر سمومها ونفاقها وخداعها باسم الدين , وتستغل منابر المساجد , وتحوِّل مساجد الله إلى مساجد الضرار التي تضر بالأمة , وقد بدأ نشاط هذه الفئة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}والمناطق التي يقع فيها مثل هذه المساجد يجب على الأمة أن تصلح وضعها , وإذا لم تستطع فعليها أن تحذِّر من هذه المساجد ومن القائمين عليها.