رئيس تحرير صحيفة الحقيقة يكتب عن:أعداؤنا “1”
أعداؤنا
بقلم/عبدالرحمن حسين الحمران
المنافقون
المنافقون فئة محسوبة على المسلمين , ويعملون في أوساطهم , ينشرون الإشاعات ويخلخلون الصفوف , ويخوفونهم ويثبطونهم عن نصر دين الله , وربما تراهم يصلون ويصومون ويحجون ويعملون الكثير من أعمال الإسلام, ولكن الله توعدهم بأشد أنواع العذاب , فإذا كان لجهنم سبعة أبواب , ولكل باب جزء من الناس بحسب أعمالهم السيئة , فإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار , ولخبثهم وخطرهم الكبير ؛ حذر الله نبينا صلى الله عليه وآله منهم {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} لهذا يجب أن نتعرف على النفاق ؛ لنحذره ونتجنبه , وعلى المنافقين ؛ لنحذر منهم ومن ألاعيبهم , وحتى لا نكون من ضحاياهم.
ونتوجه بتساؤلنا عن النفاق والمنافقين إلى القرآن الكريم , كتاب الهداية الذي قدم التعريف الدقيق والتوضيح الكامل عن النفاق والمنافقين يقول الله تعالى : {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنّ العِزَّة لِلّهِ جَمِيعاً (139)}
وهذا تعريف واضح لا لبس فيه ولا غموض فالمنافقون هم (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) فالذين ينحرفون بولائهم فيتولون أعداء الأمة أو يؤيدونهم أو يقفون معهم أو ينصرونهم منافقون .
كما وصف القرآن أولئك الذين ذهبوا إلى يهود بني النضير مؤيدين لهم عندما أراد النبي صلوات الله عليه وعلى آله أن يطردهم بسبب نقضهم للعهود , بالذين نافقوا في قوله تعالى :{أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} من اليهود {لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} {وَإِن قُوتِلْتُم لَنَنصُرَنَّكُمْ} أيّدوا اليهود ووقفوا إلى جانبهم فكان ذلك نفاقاً .
فالنفاق هو اختلال وانحراف في الولاء , وهذا الوصف ينطبق على الأنظمة الإسلامية التي تسارع في تولي اليهود والنصارى والتطبيع معهم .