رئيس الوفد الوطني المفاوض: اجتماع سيئون يفتقد للمشروعية الدستوريّة والقانونيّة ويشوبه الكثير من المخالفات الدستورية
في تصريح خاص لقناة الساحات تعليقاً على اجتماع برلمان هادي في سيئون، وصف رئيس الوفد الوطني المفاوض والناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام ما حدث بأنه اجتماع يفتقد للمشروعية الدستوريّة والقانونيّة للبلد ويشوبه الكثير من المخالفات الدستورية من حيثُ المكان، العدد والنصاب.
وتابع عبدالسلام في تصريحه:” حتى في الحالات الاستثنائية التي تتطلّب أن يكون هناك موقف استثنائي يتطلب موافقة الثُلثين داخل المجلس، النصاب الأساسي حتّى المتمثّل بالنّصاب الطبيعي غير مُكتمل، وهذا اتضح من خلال الإنعقاد الباهت والفاشل، حتّى عدم التركيز على صور من حضر ومحاولة حشو ذلك المكان بسفراء وشخصيات أخرى لإعطائه مشروعيّة خارجيّة، كذلك ترحيب الأميركيّين والبريطانييّن، هذا كمن يُحاول أن يمنح الحياة للميّت أو للمريض المُحتضر”.
وقال عبدالسلام أن المخالفات القانونية داخل نظام المجلس وداخل الدستور والقانون اليمني واضحة وهي تأكيد على عدم دستوريته أو قانونيّته، مُشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار تدخّل وعدوان خارجي بشكل تامّ، عدوان على البلد جاء بدون أي مشروعيّة ولا قانونيّة لا على مستوى اليمن ولا على مستوى المجتمع الدولي ولا حتّى على مستوى مجلس الأمن.
وأضاف عبدالسلام:” إذا كان من يُسمّى برئيس اليمن أعلن بعد انطلاق العدوان على اليمن أنه لم يعرف بالعدوان إلا من خلال التلفاز وهو من يقول المُعتدي نفسه أنهُ جاء بطلب منه، ثمّ حتى قرارات ما يُسمّى بمجلس الأمن بما فيها 2216 لم يأت إلا بعد العدوان بـ 18 يوماً وحتى هذا القرار نفسه لم يمنح ولم يُتيح لأي طرف بأن يتدخّل بهذا العدوان على اليمن”.
عبدالسلام أكد أن هذا الإجتماع أتى في إطار الإشراف الأمريكي السعودي وفي سياق استمرار العدوان على اليمن وتفتيته واستهدافه لا أكثر ولا أقلّ، لافتاً إلى أن هذا الإجتماع لا علاقة له بأن يُعطي مشروعيّة للعدوان إنما محاولة لاستخدام آخر مؤسسة وطنيّة لم يستطع العدوان أن يستهدفها لعدة اعتبارات خاصة انه فشل في استهداف ما سبقها من مؤسسات لذلك هو الآن يُحاول.
ورأى عبد السلام أن الهدف من هذا الإجتماع هو الخروج من الفشل والتباين الواسع الذي قامت به تلك المؤسسات لديهم، محاولةً منه للتنصّل من مؤسسة عبدربه منصور هادي ومن مؤسسة الحكومة التي تُسمّي نفسها شرعيّة لأنها فشلت في أي إدارة حقيقيّة لليمن، من الناحية الأمنية والسياسية والعسكرية.
وما حصل يُعدّ محاولة لإيجاد صيغة سياسية جديدة للدخول إلى مرحلة جديدة من التفاوض يكون فيها مصالح متباينة ومحاولة الخروج من خسائر إسقاط عبد ربه منصور هادي الذي أصبح أساسياً وخياراً ضرورياً لدول العدوان للخروج من هذه الورطة بأن يُوجدوا مثل هذه الشرعية السياسية.
عبدالسلام أكد أيضاً أن هذا الإجتماع لن يؤثر على مسار المفاوضات السياسية لا في الشكل ولا في المضمون، مُشيراً إلى أن ما لم تستطع القوة العسكرية والهمجيّة والحصار والعدوان الظالم والغاشم على اليمن أن تُحقّقه فلن تُحقّقهُ اجتماعات شكليّة باهتة شابها الكثير من الإشكالات والخلافات الدستورية والقانونية حتى من حيث المكان الذي لم يستطيعوا به الذهاب الى ما يسمونه العاصمة المؤقتة “عدن” وهذا كشف فضيحة كبيرة جداً أنّ تلك الشرعية المزعومة غير مُرحّب بها في أي مكان في اليمن.
عبد السلام أضاف أنّ الإجتماع الذي يحتاج إلى ترسانة عسكرية لحمايته في مناطق يُسمونها “محرّرة” كشف فعلاً أنه غير مرحّب بهم حتى في تلك المناطق في جنوب الوطن، وأنهم يعيشون حالة من الإنفصام مع الذات وباتوا يُدركون أنه غير مُرحّب بهم في الوطن وأنهم أحذية قذرة لعدوان خارجي له مصالحه الخاصة.
كما رأى عبدالسلام أن هذا الإجتماع هو لتحقيق مصالح الخارج وليس لمصالح اليمنيين، لأنه لا يُمكن أن يأتي شخص مهما حصل الإختلاف السياسي لُيبرّر العدوان على بلده، لذلك هذا العدوان الغاشم وكل ما نتج عنه لم يستطع أن يُحقق شيء، فضلاً عن اجتماع باهت بهذا الشكل وفي مرحلة مثل هذه المرحلة، في ظروف انعقاد واضح أنها فاشلة ويسودها الكثير من التوتر والاختلالات والتباين داخل أولئك النفر الذين حضروا ذلك الاجتماع الذي ظهر على مستوى وسائل الإعلام.
وبحسب عبدالسلام فإن هذا الإجتماع يكشف عن حرب خفيّة تدور وفقاً لمصالح تلك الأطراف المعتدية على اليمن بدءً من أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات والكثير من التفاصيل التي بدأت تُثبت أن كل طرف يُريد أن يُحقّق أطماعه في هذا البلد بتلك الأطراف التي وضعت من نفسها حالة لخدمة العدوان الخارجي ومصالح الخارج لا مصلحة البلد.
وحول إعادة العدوان على اليمن استخدام مثل هذه الأوراق، تساءل عبدالسلام:
“ها هو بعد 4 سنوات من الحرب والعدوان مازال يبحث عن المشروعية من هنا وهناك؟” مؤكداً أنه لم يستطع أن يُحقّق ما يريد أي من الأهداف الظالمة على الشعب اليمني، مشيراً أنه لا يُمكن أن تُحقّق أي نتائج ايجابية”.
إسماعيل محمد المحطوري
المواد
وقال عبدالسلام: ” ما زالت الرئاسة في الرياض والحكومة في السعودية وأبوظبي والقاهرة وفي بعض الدول في الخارج لم ولن يضفي هذا الإجتماع اي مشروعية لها وهي بهذا الشكل.
وشدّد عبدالسلام على أن ما قد يصدر عن هذا الإجتماع يحتاج أصلاً إلى شرعية لأن العدوان وكل ما صدر عنه غير شرعي وهو عدوان يخالف الفطرة والقوانين والدستور والقانون اليمني والسيادة الوطنية وينتهك كل القوانين الدولية وما عُرف عن استقلال اليمن وسيادته.
وتابع: ” لا يمكن أن يأتي هؤلاء النفر ليُضيفوا أي مشروعية لا على قرارات جديدة ولا الاقرار باتفاقيات سابقة وما أُريد من هذا الإجتماع هو ايجاد صيغة سياسية جديدة للتخلص من أعباء مؤسسة عبدرربه هادي في رئاسته المنتهية ولايته وكذلك فيما يصدر عنها من حكومات في المهجر والخارج، أما في الداخل فلن تؤثر: إن لم تؤثر الحرب العسكرية فضلاً عن مثل هذه الإجتماعات وما يمكن أن يصدر عن هؤلاء النفر لا يمكن أن يكون ذات مقبولية أو ذات شرعية والشرعية ليست من السفير الأمريكي أو السفير البريطاني أو من السعودية أو الإمارات إنّما الشرعية لليمنيين ولأبناء اليمن.
وقال عبدالسلام: عبدربه منصور هادي انتهت شرعيته من حيث المبادرة الخليجية لعامين ولسنة مُدّدت له ثم تقديم استقالته، وانتهت بموجب أنه قَبِل بهذا العدوان بعد أن سمع به من التلفاز كأي مواطن يمني، ثمّ انتهت شرعيته حتى بالدستور اليمني في الحالة الطبيعية والدستورية الكاملة للفترة التي قضاها وغيابه الكامل عن الوطن خلال هذه الفترة وانتهت مشروعيته وهو غير متابع لما يجري في اليمن اساسا .