رئيس الوزراء يطلّع على الأعمال التحضيرية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بأمانة العاصمة
أكد رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي احتفاء بإنسان عظيم طالما حاول أعداء الأمة، وبعض المنتسبين إليه، تشويه رسالته، والإساءة لدعوته والقيم السامية التي جاء بها.
جاء ذلك أثناء زيارته، اليوم، لأمانة العاصمة للاطلاع على الأعمال التحضيرية لذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبه وآله وصحبه أزكى الصلاة والسلام- على مستوى ديوان الأمانة ومكاتبها التنفيذية والمديريات، ولقائه بأمين العاصمة، الدكتور حمود عباد، وأمين عام محلي الأمانة، أمين جمعان، والوكلاء وأعضاء المكتب التنفيذي في أمانة العاصمة والمديريات.
وأوضح رئيس الوزراء أن إقامة مثل هذه الفعاليات واللقاءات تسهم في ترسيخ السيرة العطرة للرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- في وجدان كل يمني ومسلم حول العالم؛ يعتز بانتمائه إلى الإسلام.
وقال: “اليمنيون هم أقرب أمة إلى الرسول الخاتم، وكانوا أول من ناصروه وعزروه وقاتلوا إلى جانبه، وأيضاً في مقدمة من ضحوا تضحية حقيقية بدمائهم وبأرواحهم من أجل نصرة الإسلام ونصرة رسالة النبي – صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم”.
وأشار إلى أن أمانة العاصمةَ، وهي تتقدم الصفوف في إحياء هذه المناسبة، لديها نخبة عظيمة من المفكرين والمناصرين للرسول الكريم والجاهزين للدفاع عن هذا التاريخ الطويل للدعوة المحمدية الشريفة.
وأوضح الدكتور بن حبتور أن الاحتفاء بمناسبة كهذه يعتبر نوعاً من التذكير بالمسؤولية الجماعية تجاه الدين الإسلامي الحنيف، وفي الحياة اليومية والأنشطة والأعمال، وتمثل في الوقت ذاته روح الصدق والتضحية والفداء اقتداءً بالرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام.
وقال: “إن نبينا الكريم استطاع مواصلة مسيرته الدعوية وتقديم الأنموذج على مستوى العالم عن الثبات والصبر وقوة الإرادة والخلق العظيم في سبيل حمل الرسالة وإرساء دعائم الإسلام، الذي انتشر لاحقاً، وما يزال ينتشر حتى اليوم في مختلف أصقاع الأرض”.
وعبَّر رئيس الوزراء عن تقدير حكومة الانقاذ للأنشطة والفعاليات، التي تنفذها أمانة العاصمة في ظل شح الإمكانيات المتاحة والظرف المادي الصعب الذي تمر به الدولة.. منوهاً بثبات وعزيمة قيادة الأمانة والمسؤولين فيها، وما ينجزوه من عمل لصالح الشعب اليمني والمواطنين، وسكان العاصمة صنعاء.
وأضاف: “المواطن اليمني صبر كل هذه المدة الطويلة وهو ينتظر الانتصار وثمراته وعلينا كمسؤولين أن نقدّم ما يمكن أن نقدّمه من خدمات لصالح مواطنينا وأمانة العاصمة أنموذجاً من النماذج المشرفة على مستوى الوطن بوجه عام، وعلى مستوى المحافظات الحرة التي لم يدنسها الأعداء بوجه خاصة”.
وتابع: “نحيّي بكل اعتزاز صبر وثبات المجاهدين وصبر وثبات قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وصمود القيادة في المجلس السياسي الأعلى بقيادة فخامة الرئيس، مهدي المشاط، والقيادات الأخرى التي صمدت وثبتت في مواجهة العدوان وقيادة سفينة الانتصار”.
ومضى: “كما نشكر كل مسؤول قدّم ما لديه من إمكانات ومن جهد وصبر طيلة فترة العدوان والحصار الحالية التي بها ومن خلالها استطعنا أن نحتفل في هذه القاعة، وقد حققنا جزءاً من الانتصار، الذي لا ريب سيتحقق الجزء الباقي منه بعون الله أولا ثم بصبر شعبنا وحكمة وشجاعة وثبات قيادتنا”.
وأكد الدكتور بن حبتور أن القيادة تحرص على الجمع بين تحقيق النصر والحقوق المشروعة للشعب اليمني بما فيها الحرية والرواتب والموانئ والخدمات، وعدم التفريط بالوطن وقضاياه.
وفي اللقاء، الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية، الدكتور حسين مقبولي، ووزراء الإدارة المحلية، علي القيسي، والدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، الدكتور علي أبو حليقة، والدكتور حميد المزجاجي، وأحمد العليي، ومدير مكتب رئيس الوزراء، طه السفياني، أكد أمين العاصمة أن زيارة رئيس الوزراء والوزراء لأمانة العاصمة والاطلاع على الفعاليات التحضيرية للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يشكل دفعة معنوية لمضاعفة الجهود، وتكريس الأعمال لإحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة في الأمانة.
وأشار إلى أن الأعمال تسير بوتيرة عالية من خلال إقامة الفعاليات والأمسيات على مستوى كل حي وحارة في مديريات الأمانة وقطاعاتها ومكاتبها التنفيذية.
ونوَّه الدكتور عُباد بارتباط اليمنيين وحبهم لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وولائهم له على مر التاريخ.. لافتا الى أن احتفالا أبناء اليمن بذكرى مولده -عليه الصلاة والسلام- يعكس مدى فرحتهم الغامرة، فيما على العكس من ذلك يغيظ به الكفار وأعداء الإسلام.
وقال: “إن تواجد قيادة مؤسسات الدولة وهيئاتها الدستورية في إحياء هذه الفعالية يعكس مدى وحدة التوجه وروح العمل كفريق واحد من أجل إنجاح احتفالات اليمنيين بذكرى المولد النبوي الشريف، وعمومية فرحة أهل اليمن بهذه المناسبة العظيمة”.
إلى ذلك، اطلع رئيس مجلس الوزراء ومعه نائبه لشؤون الخدمات والتنمية، الدكتور مقبولي، ووزراء الإدارة المحلية القيسي وأمين العاصمة وأمين عام محلي الأمانة جمعان على مشروع تمكين الخدمات الالكتروني التابع لأمانة العاصمة.
واستمع الزائرون من وكيل الأمانة للشؤون المالية، مازن نعمان، والمسؤولين إلى شرح عن المشروع، الذي يهدف إلى تبسيط الإجراءات أمام طالبي مختلف الخدمات ممن أصبح بإمكانهم الحصول على الخدمات العامة بصورة آلية من منازلهم أو مقار عملهم.
وأوضح الوكيل نعمان أن النظام يحفظ للدولة عوائدها القانونية، وفي الوقت نفسه يحمي المواطن من الابتزاز، أو زيادة الرسوم دون وجه حق.. لافتاً إلى أن النظام يعد نافذة إلكترونية موحدة يربط ديوان الأمانة في المديريات ويحقق الشفافية مع مختلف العمليات المتصلة بتقديم مختلف الخدمات مع إمكانية ربطه بالوزارات لمتابعة أعمال المكاتب التنفيذية أولا بأول.
وأفاد بأن تقديم الخدمات يتم وفقاً للرقم الوطني المعتمد من قِبل مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني.. مؤكداً إمكانية تعميم النظام الذي تم إعادة برمجته من قِبل فريق فني تابع لأمانة العاصمة على المحافظات للاستفادة منه بما ينسجم والتوجيهات العليا بتبسيط الإجراءات، وتحقيق الشفافية ومكافحة الفساد.
وقد أشاد رئيس الوزراء بهذا المشروع، الذي يعد خطوة متقدمة في تقديم الخدمات على المستوى الحكومي.. لافتاً إلى أن قيمة المشروع الحقيقية تكمن في تسهيل الإجراءات أمام المواطن الذي يتابع معاملاته الخدمية.
واعتبر المشروع من الأعمال المهمة والنوعية، التي تخدم الحاضر والمستقبل، ما يتطلب تعميم هذه التجربة على المحافظات؛ لما فيه صالح المواطنين والتخفيف من المشقة التي تواجههم في متابعة مصالحهم.
وأكد الدكتور بن حبتور أن المواطن الصابر، طيلة سنوات العدوان والحصار، ينبغي أن يبذل الجميع قصارى جهودهم للتخفيف من معاناته.. معبِّراً عن الشكر لأمين العاصمة وجميع المسؤولين، الذي ساهموا في إعداد المشروع، والكادر الوطني الذي أنجزه.