رئيس اللجنة الثورية العليا يستقبل مشائخ ووجهاء محافظة صعدة
استقبل الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا اليوم بصنعاء مشائخ ووجهاء محافظة صعدة والشخصيات الإجتماعية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة.
ورحب رئيس اللجنة الثورية في اللقاء بأبناء المحافظة ووجهائها قائلا : نرحب بكم وأنتم السباقين في مواجهة العدوان والصلف والاستكبار والمطالبة بالدولة المدنية والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات في الجمهورية اليمنية “.
وأشار إلى الجريمة التي ارتكبها العدوان بإعلان محافظة صعدة منطقة عسكرية بأكملها .. مؤكدا أنه لو لم يكن أبنائها بالصفات التي عرفوا بها لكسر العدو جغرافيتها ومواطنيها وغيرها من المناطق.
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن الاستهداف لم يكن لأشخاص بحد ذاتهم أو جهة محددة بل شمل الجميع .. وقال ” أنتم يا أبناء صعدة رجال الحضارة والقيم الذين لم تتجاوزوا أحد ولم تقفزوا على أحد ولم تتجاهلوا أحد ولم تطالبوا بأكثر من الحق الذي تستحقونه، وحقق صمودكم وثباتكم وإبائكم رفع راية الوطن والحرية والاستقلال “.
وأشار إلى المبادرات المتكررة والتنازلات التي قدمت من أجل تجنب الحرب والعدوان وإيقاف العمليات العسكرية وحقن الدماء دون جدوى.. مذكرا بالاستهداف المتعمد للمحافظة عبر الحروب الست التي شنت عليها بتحالف النظام السابق مع أمريكا والسعودية وغيرها وبحملاتهم الطائفية والمناطقية والمبررات الواهية وغير الصحيحة التي لا تجيز في أي حال أن تستهدف أي محافظة من أجلها وكيف تصاعدت الأمور إلى أن أقروا بخطأ ذلك واعترفوا بخطأهم واعترفوا لصعدة وأهلها بعد أن أجبرهم صمودهم على ذلك وتضحيات أبنائها.
وقال الأخ محمد علي الحوثي” ثم عادوا ليستهدفوا الشعب اليمني بكامله بنفس المبررات في 2004 التي حيكت على الجمهورية اليمنية ووصفونا بالمتمردين والآن يطلقون علينا نفس الصفة ووصفونا بأننا أثنى عشرية، مكررين الآن نفس الدلالات والعبارات التي حاولوا أن يلغوا هذه الهامات الوطنية وأن يبيدوها فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا”.
وأكد أن قوى العدوان وتحالفاتها لن تستطيع أن تحقق أي انتصار إلا من خلال الحوار، وان الفشل الذي حققوه في الحروب الست على صعدة يتعزز اليوم ومحافظات الجمهورية تلتف مع صعدة في خندق واحد لإدراكها بصدق المشروع وحقيقته، وان مواجهتنا اليوم لأمريكا مباشرة بعد أن أوكلت إلى السعودية والنظام السابق في الحروب الست ولم تحقق أي انتصار بل فتحت قلوب وعقول وبيوت اليمنيين لكم جميعا.
وأضاف ” لقد حوصرتم في الحروب الست واليوم يحاصر أبناء اليمن، وواجهوكم بحرب عبثية واليوم يواجه الشعب اليمني بحرب عبثية ، لا طائل ورائها وهروب من مواجهة العدو الحقيقي للجميع وهو الكيان الإسرائيلي الغاصب “.
وأردف رئيس اللجنة الثورية العليا قائلا ” إن أعداء اليمن في المنطقة أصبحوا مع الإسرائيليين في خندق واحد وهم يعلنون يوم أمس حزب الله وقيادته منظمة إرهابية خدمة للعدو الإسرائيلي، وعدوانهم وتحالفهم على اليمن يؤكد أن اليمن مستهدفا لذاته كما كان يقول الشهيد القائد وهاهم اليوم يؤكدون على أن خطر الموقع الاستراتيجي لليمن اشد عليهم من الخطر النووي الإيراني الذي شغلوا به العالم “.
ومضى بالقول ” لقد أوصل الشعب اليمني عبر صحافة المواطن البسيطة المتمثلة في وسائل الإعلام الاجتماعي وفي ظل الحصار الخانق على المشتقات النفطية وتدمير الكهرباء وحجب القنوات وقصف الوسائل الإعلامية وقتل الإعلاميين، أوصل هذا الشعب العظيم حقيقة العدوان ومظلومية الشعب إلى العالم “.
وأوضح أن هذا الصمود ناتج عن وعي وثقافة يمنية تتمثل في صعدة الصمود وكل اليمن الأصيل، وصعدة التي عرفت برجالها وسيوفها المشهورة التي تحولت اليوم إلى صواريخ تصنعها صعدة بدلا من السيوف وتقهر بها العدو المتغطرس والمتكبر، وكسره في كل جبهات الحدود وهو ما يجعلكم في جدارة لكسر كل من يحاول أن يعتدي عليكم وسيحاسب بجرائم الحروب من أعلن صعدة منطقة عسكرية ولن نخضع له ولتحالفه الذي يخدم العدو الإسرائيلي.
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى الجهود التي تتكاتف يوما بعد آخر لكشف هذا المخطط الإجرامي وزيف وإدعاء من يدعون أنهم مسلمين من هؤلاء الأعراب عملاء أمريكا وإسرائيل والتعبير عن مظلومية الشعب اليمني .. معربا عن الشكر والتقدير البالغ والعميق لكل من يساهم في ذلك من السيد حسن نصر الله والصحفي الراحل محمد حسنين هيكل وكل الشرفاء والصادقين مع أنفسهم ومع ضمائرهم .
وأشار إلى انسحاب الجيش واللجان الشعبية من المناطق الجنوبية وتركها لأهلها والقوى التي إدعت أنها كفيلة بتحقيق الاستقرار فيها فعم فيها الخراب والقتل والتفجير والتفخيخ والاغتيال رغم تمركز قوى الاحتلال فيها، وانتشار الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش .
وقال ” إن من يقوم بالقتل والتفجير والاغتيال في المحافظات الجنوبية هو ذاته من كان يمارس هذه الأدوار في المناطق الشمالية ومن غرفة عمليات واحدة تشن الحرب وتدير الإرهاب وتزيف الحقائق والوقائع وتدعي الدفاع عن الإسلام برفقة مرتزقة العالم من البلاك وتر والجنجويد حتى ليعجز المرء أن يفرق بين دمائهم عندما تختلط كما أشار إلى ذلك قائد الثورة “.
وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن المشروع والقضية والهدف الذي يدافع اليمنيون عنه اليوم هو مشروع الاستقلال والكرامة والحرية والإسلام والتعايش وعدم إلغاء الآخر وهي المبادئ التي يؤمن بها أبناء صعدة وكل المحافظات اليمنية الذين لم يدنسوا بالأفكار الشيطانية التي غرستها السعودية وأدوات الطغيان في المنطقة.
وأشاد رئيس اللجنة الثورية العليا في ختام كلمته بأبناء محافظة صعدة والصورة التي قدموها كملحمة تاريخية سيسجلها التاريخ لهم بأحرف من نور في معركة الاستقلال والحرية .
وكان محافظ صعدة محمد جابر عوض أكد صمود أبناء المحافظة على خط مواجهة العدوان الدائم والمتجدد وتقديمها قوافل المدافعين عن الكرامة والعزة والإستقلال والحرية ضد الظلم الأتي من الداخل بتوجيه المحيط الجغرافي أو الغزاة والمحتلين القادمين من وراء الحدود بتحالف البغي والعدوان الحديث.
واستعرض واقع المحافظة تحت تأثير الحروب الست والعدوان الحاصل الآن الذي دمر كامل بنيتها التحتية والاستهداف اليومي والدائم لكل مناطقها بمختلف أنواع الأسلحة وارتكاب المجازر بحق المدنيين ومحاولات العدوان تهجير سكانها وصولا إلى إبادتهم نهائيا وخاصة في المناطق الحدودية .
وقدم المحافظ في كلمته معلومات رقمية عن المحصلات المعلوماتية لما ارتكبه العدوان من جرائم في المحافظة وأعداد الوفيات من المدنيين والنساء والأطفال المتزايدة يوميا.
ولفت إلى الاستهداف القديم للمحافظة عبر حرمانها من المقومات الأساسية لتطور الحياة والنهوض بأبنائها وأبرزها حرمانها من وجود جامعة أو خدمات الطاقة والصحة والاتصالات إلا في حدود بائسة وغير قابلة للتطوير نتيجة الحرمان الدائم من الحصص الايجابية في الموازنات والمخصصات.
وقال ” لقد تحمل أبناء محافظة صعدة ثلث حصيلة العدوان وثلث الكارثة اليمنية اليوم لتصبح صعدة كتابا مفتوحا للجروح والمشكلات والدروس والعبر والنضال والصبر “.
فيما قدمت خلال اللقاء عدد من المداخلات من قبل أبناء ومشائخ المحافظة حول احتياجات المحافظة ومشكلاتها والحلول المقترحة لذلك .. مؤكدين في ذات الوقت الصمود والثبات والتحدي حتى تحقيق النصر والاستقلال الذي يليق باليمن.
كما ألقيت عدد من القصائد الشعرية المعبرة عن روح الكفاح والنضال والساخرة من التحالف العدواني على اليمن وعملائه ومرتزقته.
وكان الحضور قد وقفوا دقيقة حداد على أرواح الشهداء تليت فيها فاتحة الكتاب على أرواحهم الطاهرة .. متمنين للجرحى الشفاء العاجل ولليمن بالنصر والثبات.
حضر اللقاء عدد من أعضاء اللجنة الثورية العليا.