رئيس الجمهورية يؤكد استمرارية المعركة ضد الفساد وينبه المتورطين لمراجعة حساباتهم
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط امس الأربعاء، على استمرارية المعركة ضد الفساد، مشيرا إلى أنها ليست معركة سياسية لتصفية الحسابات، ونبه المتورطين إلى مراجعة حساباتهم فيما تبقى من العام الحالي، على أن العام القادم لا رحمة فيه لأي فاسد.
وأوضح الرئيس المشاط في كلمة له خلال اللقاء التشاوري لبناء القدرات والتنسيق بين قيادات أجهزة الدولة أن المسؤول في موقع المسؤولية يجب أن يستغل الموقع الذي هو فيه للصالح العام من غير التعذر بالإمكانات، لافتا إلى أنه يجب تحمل المسؤولية وتحويل كل الصعوبات إلى فرص، والتحديات إلى تطلعات وطموح لما يصبوا إليه شعبنا.
وقال إنه إذا حصل هناك إرادة ونية وجدية فبالإمكان التوصل إلى الحلول والانتاج والابتكار، مؤكدا أن “علينا تحمل المسؤولية”، وأن من يرى نفسه غير مؤهل لهذه المسؤولية عليه أن يقول إنه غير قادر قبل أن تتحول إلى لعنة عليه.
وأضاف “لا يجب أن يحتقر أحد عمله مهما كان بسيطا أو كانت نتائجه بسيطة، فلكل موقف أثر، مشيرا إلى أن المسؤولية تتلخص في أن نكون عند مستوى تطلعات وطموح وتضحيات شعبنا، وهذه مسؤولية كبيرة جدا.
ولفت إلى أن الايجابيات كثيرة ولا نحاول أن نتحدث عنها كثيرا لأنها ملموسة ويلمسها المواطن، قائلا “نركز على الجانب السلبي في كيف نقوي ونسد كل الجوانب السلبية والثغرات الموجودة”، مضيفا في ذات الوقت أن الحالات الايجابية كثيرة وقد بدأت أنشطة لمسناها في الأيام الماضية فيما يتعلق بتفعيل المنظومة العدلية وموضوع إدارة الشكاوى ومكافحة الفساد.
وأكد الرئيس الاستمرار في مثل هذه الأنشطة سواء على المستوى المحلي أو على المستوى المركزي، مشددا على أن تكون هموم المواطن وتحقيق كل الخير له ضمن أولوياتنا، وإن لم تكن كذلك “فلا خير فينا ولا خير في خططنا ولا خير في أعمالنا”.
واعتبر أن هذه الورشة بداية عملية ستستمر حتى نخلص إلى برامج عمل واضحة وموحدة في إطار الرؤية الوطنية.
وبشأن نصف الراتب قال الرئيس المشاط: “أنا أقف أمامكم الآن وأنا متأسف، كلنا متأسفين جميعاً، في الصعوبات المتعلقة بموضوع الموظف الحكومي، الذي لم نستطع الإيفاء بنصف الراتب كما وجهنا سابقاً، طبعاً في هذا الصدد وزارة المالية اعتذرت لأنه بعد القرار الذي اتخذناه حصلت صعوبات والعالم كله يعرف، دخلنا في جائحة كورونا، دخلنا في الإجراءات التعسفية التي قام بها العدوان على ميناء الحديدة”.
وأضاف “وزارة المالية لم تستطع أن تفي بالالتزام التي ألزمناها بها، وهذا ما يجب أن يفهمه المواطن، لأنه الكثير يسأل، لماذا الرئيس وجه ثم لم ينفذ؟، رغم أن الواقع والمتغيرات التي حصلت عالمياً وليس على مستوى اليمن، كانت في هذا الصدد لدول مستقرة فما بالكم ببلدنا وهو في وضع وظروف استثنائية صعبة، أعاقتنا عن تحقيق ما يمكننا لهذا الشعب”.
وتابع “سنمضي في مكافحة الفساد لأنها معركة قيم ومبادئ وقانون ووفاء لتضحيات الشعب”، مخاطبا المسؤولين بالقول “في إطار إخلالك بمسؤوليتك فلن يحميك حزبك ولا انتماؤك، لن ينفعك إلا عملك وأداؤك”، مضيفا “إذا دخلت مؤسسة الدولة فأنت مسؤول دولة لا تنتمي إلا إلى المواطن إلى مؤسستك إلى دولتك”.
وأشار إلى أنه اطلعنا على التقييمات الأولية لأداء الحكومة وهناك حالات إيجابية، وهناك بعض الوزراء كان أداؤه صفرا وهذا مؤسف جداً، لافتا إلى أنه تم إعطاء فرصة لتنشيط وتفتيح الأفكار وبعد الانذار تأتي العقوبة.
ومخاطبا المندوب السعودي المتفائل بموقفه في مجلس الأمن قال الرئيس المشاط: “تفاؤلك في غير محله طالما استمر العدوان والحصار”.
وأردف أنه إذا أراد السعوديون أن يشعروا بالتفاؤل فعليهم الدخول إلى بوابة السلام عبر الجوانب الإنسانية، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يشعر أحد من مسؤولي دول العدوان بالطمأنينة أو الإيجابية، حتى يدخلوا للسلام وللحلول السلمية.