رئيس الجمهورية : الأعداء فشلوا في منع عمليات اليمن.. وصمود غزّة سيتكلَّل بنصرٍ تاريخي
Share
أكَّد فخامة الرئيس مهدي المشاط أنَّ عمليات القوات المسلحة في البحر تهدف لإيقاف العدوان والحصار الإسرائيلي على غزّة، وإدخال الدواء والغذاء إلى القطاع كحق إنساني مكفول، وستستمر حتّى تحقيق هذا الهدف، وأنَّ حركة الملاحة الدولية آمنة لجميع السفن في العالم باستثناء السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والسفن الأميركية والبريطانية بعد عدوانها على اليمن، محذرًا “الأميركي والبريطاني من مغبة عدوانهما على شعبنا ونحملهما كل المسؤولية تجاه التداعيات التي تترتب على ذلك”.
وفي خطابٍ مهمٍ وجَّهه لأبناء الشعب اليمني كافة في الداخل والخارج بمناسبة عيد الفطر المبارك 1445هـ، لفت الرئيس المشاط إلى أنَّه “رغم العدوان الأميركي البريطاني غير المبرر وغير القانوني على اليمن، والذي جاء دعمًا لاستمرار الجرائم الصهيونية على إخواننا في غزّة، فإنه وبعون الله وفضله فشل الأعداء في منع العمليات، والأكثر من ذلك أنهم ورطوا أنفسهم في معركة اعترف قادتهم بفشلهم وورطتهم أمام ثبات يمني منقطع النظير، وتطور ملحوظ في قدرات القوات المسلحة اليمنية”.
وأشاد بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومجاهدي فصائل المقاومة الفلسطينية رغم الحرب الكونية والإجرام الشنيع والحصار الخانق الذي يتعرضون له وما زالوا اليوم بعد ستة أشهر من العدوان أصحاب اليد العليا والكلمة الفصل، مشدَّدًا على أنَّه “سيتكلل صمودهم وتضحياتهم بنصر تاريخي”.
وأضاف أنَّ التأكيد على ثبات موقف الجمهورية اليمنية الإيماني والإنساني والأخلاقي والمبدئي على المستوى الرسمي والشعبي في نصرة الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه عسكريًا وبكل ما يمكن، وفي مختلف المجالات حتّى يتوقف العدوان الإجرامي الصهيوني على غزّة ويرفع الحصار.
كما أشاد “بالدور الكبير والعمليات النوعية والمباركة لجبهات الإسناد في محور الجهاد والمقاومة في لبنان والعراق وأحرار الأمة كافة، ونشد على أيديهم للاستمرار في عملياتهم المؤثرة والمهمّة”.
وأدان الرئيس المشاط “بشدة العدوان الإجرامي الصهيوني باستهدافه القنصلية الإيرانية في سورية والذي يعد انتهاكًا صارخًا لسيادة سورية وإيران، ونعزي ونهنئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبًا بالشهداء الأبطال الذين قضوا في هذه الجريمة، مؤيدين ومؤكدين على حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالرد”.
كما دعا “شعوب وأحرار أمتنا الإسلامية كلفة إلى التحرك الفاعل والإسهام في نصرة الشعب الفلسطيني على المستويات كافة، والخروج بالمظاهرات، والسعي للتصدي للأعداء في كلّ ميادين المواجهة ونشر الوعي والمقاطعة الاقتصادية للبضائع الأميركية والإسرائيلية، وترسيخ العداء لهذا الكيان وفضح مؤامراته، وطرد سفراء العدوّ الصهيوني”.
وشكر اليمنيِّ العظيمِ الذي وفقه الله لهذه المواقف الشامخة وتحركه الشامل وخروجَه الواسعَ بالمسيراتِ الأسبوعيةِ والفعالياتِ المتنوعةِ التي لم تنقطعْ نُصرةً وتأييدًا لفلسطينَ والتي تعبِّرُ عن الهوِيَّةِ الإيمانيةِ وأصالةِ الشعبِ اليمنيِّ وتفاعُلِهِ مع قضايا الأُمّةِ، داعيًا كافةَ أبناءِ الشعبِ اليمنيِّ إلى استمرارِ الخروجِ الأسبوعيِّ في العاصمةِ صنعاءَ وبقيةِ المحافظاتِ؛ لما له من تأثيرٍ كبيرٍ على الأعداءِ وإفشالِ مؤامراتِهم ومخطّطاتِهم.
وأضاف الرئيس المشاط: “يعز علينا أن تأتي هذه المناسبة ونحن في وضع استثنائي حيث يتعرض إخواننا في غزّة وفلسطين لأبشع جرائم الإبادة الجماعية بالقتل والتجويع من قبل العدوّ “الإسرائيلي” المجرم وبمشاركة أميركية، بينما المسلمون شعوبًا وحكامًا – باستثناء القلة القليلة من أحرار هذه الامة – صامتون ومتخاذلون، بل إن بعض الأنظمة العربية متواطئة مع الصهاينة حتّى أن المتابع لإعلامها لا يلحظ اختلافًا بين خطابها وخطاب إعلام العدوّ الصهيوني”.
وتابع قائلاً: “لقد بات من الواضح لدى كلّ أبناء أمتنا الإسلامية وبتصريحات معلنة دون أي خجل من قادة الكيان الصهيوني الغاصب تؤكد أن استهدافهم لفلسطين وغزّة ليس المحطة الأخيرة وإنما يأتي في سياق المشروع الصهيوني الكبير والذي يزعمون فيه بأن كيانهم يمتد من النهر إلى النهر، ولهذا فإنه من البديهي والمنطقي ولمصلحة كلّ دول المنطقة الفهم الصحيح لخطورة هذا العدوّ ونزعته التوسعية وسلوكه الإجرامي وكيفية مواجهته على ضوء القرآن الكريم، والذي يحتم على المسلمين جميعًا التوحد والاعتصام بحبل الله والتحرك بجدية ومسؤولية وشمولية لردع هذا الكيان، وما لم يتحرك المسلمون فإن دولهم وحكوماتهم ستكون الهدف التالي له، ولن يسلم أحد من شره”.
واستطرد قائلاً: “السلوك الإجرامي لهذا الكيان وتصرفاته العدوانية قد تجاوزت القوانين الدولية والمحرمات الإنسانية كافة، فقد طال أذاه دولًا مستقلة ذات سيادة كمصر والأردن ولبنان وسورية، ضاربًا بمعاهداته معهم وبالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط في تأكيد على نزعته العدوانية والتوسعية، وما جريمته باستهداف القنصلية الإيرانية في سورية إلا مثال واضح وجلي على أن هذا الكيان لا يتورع عن ارتكاب أي جريمة مهما كانت”.
ورأى أنَّ “كلّ هذه الحقائق الماثلة أمامنا تثبت أن خيار التطبيع مع هذا العدوّ ومسالمته لن تعود على صاحبها بالنفع أو الأمن، وإنما تعتبر خيانة للأمة ومخالفة لله وتوجيهاته، ويتعارض مع مصالح شعوب أمتنا وستكون النهاية الحتمية للمطبعين هي الخسارة في الدنيا والآخرة، وأن التصرف الصحيح والمنطقي لأمتنا وشعوبنا هو الالتزام بتوجيهات الله سبحانه وتعالى في جهاد هذا العدو، وقد أكدت الأحداث صوابية هذا الخيار، بل إننا عندما نشاهد حجم التضامن والدعم والإمداد العسكري والسياسي والإعلامي الأميركي والغربي لهذا الكيان الغاصب في عدوانه الظالم على أبناء فلسطين في قطاع غزّة يتحتم علينا أن نضاعف جهودنا نصرة ودعمًا لأبناء الشعب الفلسطيني حتّى تحرير أرضهم بالكامل”.
وقال الرئيس المشاط إن “موقف الجمهورية اليمنية الرسمي والشعبي موقف مشرف، وقد اختار شعبنا اليمني العظيم بكلّ فئاته ومكوناته وأطيافه منذ اللحظة الأولى الاصطفاف الكامل مع فلسطين وشعبها المظلوم شعبيًا وعسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا وإعلاميًا، وقد قدم شعبنا في هذا السياق مواقف مشهودة وبارزة لا نظير لها على مستوى العالم، وعمد هذه المواقف بالدماء الزكية لعشرات الشهداء والجرحى انطلاقًا من انتمائه الإيماني الراسخ، وما زال شعبنا على أهبة الاستعداد لتقديم المزيد”.
وأوضح أنَّ “موقف اليمن الرسمي والشعبي الشامل المساند للشعب الفلسطيني، وما أقدمنا عليه من خيارات تصعيدية لمنع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من المرور في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن له هدف إنساني نبيل وهو إيقاف جرائم الإبادة الصهيونية في حق أبناء غزّة ورفع الحصار عنها وإدخال الدواء والغذاء، وهو خيار فاعل ومهم ومؤثر، وقد نجحت قواتنا المسلحة في إنجاز هذه المهمّة والتي كان لها تداعيات كبيرة داخل الكيان الصهيوني المحتل”.
رئيس المجلس السياسي الأعلى تقدم بأسمى آيات التهاني وعظيم التبريكات إلى قائد حركة أنصار الله اليمينة السيد عبد الملك الحوثي، وإلى كا أبناء الشعب اليمني الصامد في ربوع الوطن كافة، بشماله وجنوبه وشرقه وغربه، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، خاصًا بالتهنئة “أبطالنا المجاهدين في القوات المسلحة والأمن بتشكيلاتها كافة، حماة الديار المرابطين في ثغور العزة والكرامة في البر والبحر وهم يسطرون مواقف خالدة دفاعًا عن وطنهم ونصرة ومساندة لإخوانهم في غزّة الإباء والبطولة”