ذكرى المولد النبوي الشريف.. المناسبة التي يترقبها الشعب اليمني بشغف ولهفة وتتجلى فيها حب اليمنيين للرسول الأعظم

 

 خاص: جميل الحاج

احتفاءً بنعمة الله وتقديراً لفضله، خطأ اليمنيون عن شكرهم وحبهم العميق لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم على آله وسلم في ذكرى المولد النبوي الشريف. هذه ببساطة ليست مجرد طبقة عابرة، بل هي تجسيد حيّ لارتباطهم برسول الأعظم، الذي بعثه الله ليكون هادياً ومعلماً لبشرية جمعاء، يتلو عليهم آياته ويزكيهم.

ويعتبر الاحتفال بمولد النبي الأكرم نقطة انطلاق باتجاه مولد جديد لأمة قوية منتصرة ومستقلة تكتسي هيبتها وتحتل مكانتها العالية بين الأمم كما أراد الله لها وكما كان أول مولد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باكورة ميلاد أمة الإسلام ونشر الدعوة الإسلامية.

ويعكس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف روح الوحدة والآزر بين أبناء اليمن، ويعزز الهوية الإيمانية التي يريدونها بالرسول الأعظم. من خلال هذا الاحتفاء، يجدد اليمنيون عهدهم بالتمسك بمبادئ الدين الإسلامي اقتداءً بالرسول الكريم في حياتهم، مستلهمين من سيرته عطرة الشعيرات والعبر التي تعينهم على مواجهة.

اليمنيون اوائل من أسلم وناصر الرسول

تعد ذكرى المولد النبوي الشريف في اليمن مناسبة دينية كبيرة ومميزة جدا، وليست مناسبة تقليدية.، بل هى تجسيد لعمق الارتباط بالرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحب اليمنيين له، وتعبيرا عنهم لله ورسوله. يعتبر مولد النبي الكريم نقطة فارقة في تاريخ الإنسان بين الحق والباطل، ويوافق 12 من شهر ربيع الأول من كل عام، وهو اليوم الذي يترقبه الشعب اليمني بشغف ولهفه لإحيائه.

والاحتفال بذكرى المولد النبوي في اليمن ليس فقط دينية، بل هو تعبير عن هوية إيمانية راسخة للقيم الإسلامية النبيلة.. ويتصدر أحفاد الأنصار، الشعوب الإسلامية في الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة من خلال الاحتشاد إلى الساحات بالملايين معلنين ولائهم لله ورسوله، ويجد اليمنين ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة ذهبية لتجديد عهدهم بالسير على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهو رائع للمعرفة العميقة بسيرته المباركة من ولادته إلى اليوم وإلى الأبد.. وتجسيدا حيّ لارتباطهم برسول الأعظم، الذي بعثه الله ليكون هادياً ومعلماً لبشرية جمعاء، يتلو عليهم آياته ويزكيهم.

وفي المناسبة يجدد اليمنيون العهد على تمسكهم بالمنهج القرآني وبالثقافة الإسلامية. يعتبرون الاحتفاء بالمولد النبوي واجبا دينا وعرفاً موجود ووسيلة لتوحيد الأمة العيادة الصمود في وجه الجريمة.. كما أنها تتضمن ​​فرصة لـ تعريف العالم أجمع بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم، ويتجلى حب اليمنيين للرسول الأعظم في كل زاوية من زوايا العالم، حيث تصبح الأعلام الخضراء واللوحات الضوئية جزءًا من مشاهد اليومي خلال شهر ربيع الاول، معبّرين عن أهمية هذه الذكرى وارتباطهم بالرسول الاعظم.   

كما يعبرون عن فرحتهم بمولد الرسول الأعظم من خلال تزيين المدن والشوارع بالأضواء الخضراء والزينة الجميلة. ترتدي المدن حلة خضراء تعبيراً عن الفرح والابتهاج بمولد سيد الإنسان، كما تقام الفعاليات الثقافية والدينية في جميع المحافظات، وتعقد الندوات والامسيات التي تذكر بسيرة النبي الكريم وتحث على اتباع منهجه القويم وصولا إلى الاحتشاد إلى الساحات بمسيرات كبرى في الـ 12 ربيع الأول.

 

دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

يدل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى التقوى كما قال سبحانه { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }.

ويدل الاحتفال بهذه المناسبة دليل على لين القلب ورقة الفؤاد وخشوع الإنسان وعلى الشوق لرسول الله والاتصال بذكراه والتعلق به صلى الله عليه وآله وسلم.. بينما يعكس عدم التفاعل معها الجفاف والخواء الروحي والغلظة والقسوة ومن عرف الفريقين عرف مصداق ما ذكرناه.

كما يدل على صحوة إسلامية ففي الوقت الذي تجتمع مئات الآلاف حول ملاعب الكرة أو من أجل زعيم سياسي أو في الوقت الذي نرى فيه المجتمع قد تأثر بالغزو الثقافي في ملبسه وشكله وثقافته فإننا عندما نجتمع بمئات الآلاف من أجل رسول الله وتعظيماً له فإن هذه اللوحة الكبيرة تعكس صحوة إسلامية مبشرة وهذا ما حصل بالفعل.

كما أن الاحتفال يظهرنا أمام العالم بأننا أمة ذات حضارة لها جذور ولها سمات وخصوصيات لا يمكن أن تذوب في بوتقة العولمة والتغريب أو أن تتماهى مع مشاريع الغزو الثقافي..  كما يدل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على أن مشروع الوحدة أقوى من مشاريع التمزيق والتفتيت.

ويعتبر المولد تحرراً من الغزو الثقافي والهيمنة الفكرية الغربية وانتصاراً عليها وتحدياً لها، وخطوة هامة في مواجهتها..

ومن أكبر الدلالات لإحياء المولد النبوي الشريف أننا أمة نتمسك بنبينا ونعظمه ونجله ونحرص على التأسي به وأننا لانزال نتولاه ونطيعه.

 

قد يعجبك ايضا