ذكرى الصرخة وحتمية الانتصار…بقلم/جمال أبو مكية
اليوم وفي ظل الذكرى السنوية للصرخة التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه ذلك الرجل العظيم الذي صدع بالحق في زمن كانت طغت فيه ثقافة السكوت والجمود جاء الشهيد القائد ورسم لنا مشروعا ثقافيا قرآنيا جهاديا هذا الرجل العظيم قرين القران الذي جاء بالصدق وصدق به باذلا لذلك روحه ودمه الطاهر في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الامة الإسلامية اجمع فحينما شاهد الامة الإسلامية تحت رحمة اليهود واصبح من يحكمها هم اليهود من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة تلك الامه التي اراد الله ان تكون عزيزه وكريمة اصبح اليهود هم من يحكمها ويحتلون ارضها وينتهكون عرضها وبعد ان شاهد العدو الامريكي والاسرائيلي محتلا للأرض الطاهرة والمقدسة في فلسطين والعراق وشاهد هذا العدو وهو يتوغل في احتلال الشعوب ويعبث ويدمر وينتهك الاعراض كما حصل في سجن ابوغريب انطلق الشهيد القائد ذلك الرجل العظيم وكان لابد له من موقف امام ما يعمله هؤلاء اليهود فانطلق مجاهدا داعيا ومثقفا للناس بثقافة القران الكريم وعبر مشروعه القرآني وملازمه المعروفة من هدي القران الكريم مخاطبا للناس انه لابد ان يكون لهم موقف مما يحصل وفي١/١٧ من العام 2002 اطلق الشهيد القائد صرخته المدوية الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام تلك الصرخة التي كانت عليهم بمثابة ضرب الرصاص والتي استوحاها من القران الكريم وقال يجب علينا ان نعلن البراءة من اعداء الله كأقل واجب واقل قليل امام ما يعمله اليهود بحق ابناء امتنا وان نعمل على مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية حتى لا نكون شركاء لهم في مواقفهم ونكون شركاء في قتل ابناء الامة الإسلامية ..
لكن ما يسمونها بالديمقراطية وحقوق الانسان وحق التعبير عن الرأي والرأي الآخر لم تستطع ان تتحمل تلك الكلمات التي لا يتجاوز ترديدها أقل من دقيقة انطلق البعض من الشباب لترديدها في الاجتماعات وفي الجوامع وعلى رأسها الجامع الكبير بصنعاء عقب خطبة الجمعة لكن العدو الامريكي والاسرائيلي لم يتمالك نفسه حيث كنا نسمع في اغلب وسائل الاعلام ان امريكا تشعر بالقلق مما يحصل في الجامع الكبير بصنعاء عندها اوكلت امريكا للسلطة او النظام السابق مواجهة هذا المشروع الثقافي القرآني فعمل النظام السابق على شن عدة حروب قبل الحرب العسكرية كالحرب الاقتصادية والنفسية والثقافية والإعلامية بدأت السلطة بالزج بالكثير من الشباب ممن يرفعون هذا الشعار العظيم او حتى يحملونه كان النظام السابق يعمل على ايقاف هذا الصوت وهذا النور ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون..
عملت ايضا على فصل الكثير من وضائقهم وقطع مرتباتهم لكنهم لم يستطيعوا ان يؤثروا اويعيقوا هذا المشروع وهذه المسيرة القرآنية المباركة استمر الشهيد القائد حسين بدر الدين ما يقارب عامين يدعو ويثقف الناس بثقافة القران الكريم الا ان اليهود استشعروا خطورة هذا القائد وهذا المشروع القرآني العظيم وفي العام 2004 أوكلوا إلى النظام السابق مهمة شن الحرب على السيد حسين بدر الدين واتباعه في منطقة جبل مران تلك المنطقة الجغرافية التي لا يتجاوز مساحتها 20 كيلو مترا مربعا ولا يتجاوز عدد انصاره آنذاك خمسمائة مقاتل قام النظام السابق بإخراج عشرات الألوية بكامل عتادهم وعدتهم ومؤنهم لمقاتلة تلك الثلة من المؤمنين ومحاصرة ذلك الجبل من جهاته الاربع ولم يسمحوا بدخول اي شيء لا مواد غذائية ولا حتى طبية..
لكن المجاهدين المؤمنين برفقة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين جاهدوا وصبروا وصابروا وصمدوا ما يقارب ثلاثة اشهر كانت ثقة الشهيد القائد بالله كبيرة جدا ففي الايام الاخيرة من الحرب الاولى حوصر الشهيد القائد ومعه اطفاله ونساؤه داخل جرف سلمان وقطع عنه الماء والدواء وعمل المعتدون الظالمون على ضخ البنزين عبر انبوب ماء كان ممتدا إلى الجرف خرج الشهيد القائد ومن معه من الجرف بعد ان اثخنته الجراح محمولا على اكتاف احد رفاقه ومعه الاطفال والنساء بناءً على أمان كانوا قد اعطوه ثم قاموا بإبعاد رفاقه عنه وقاموا بإطلاق النار عليه كانت حجم المأساة كبيرة ولاتقل شأنا عن مأساة كربلاء كان السيد حسين يصدر البيانات ويوجه الناس قائلا في بيانه الاخير موضحا لهم شن هذه الحرب عليهم ايها الاخوة المؤمنون اعلموا يقينا انكم تجاهدون في سبيل الله وانتم تواجهون هؤلاء المعتدين الظالمين الذين يحاربوننا بمختلف انواع الأسلحة لصدنا عن سبيل الله وتذكير عباد الله بكتابه المجيد القران الكريم واسكاتنا عن الهتاف بهذا الشعار العظيم الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام ضد امريكا واسرائيل والتي تشن حربا صريحة ضد الاسلام والمسلمين فكلنا نعلم كما يعلم ايضا من شن هذا العدوان علينا اننا لم نعمل شيآ غير هذا وعملنا واضح منذ اكثر من سنتين ونصف وانهم الذين هاجمونا إلى ديارنا وبدؤوا بالضرب علينا ايها الاخوة المؤمنون لقد قصفونا بمختلف انواع الأسلحة بأكثر مما صبه الامريكيون على احياء بغداد والفلوجة حسب ماكنا نشاهد ومع ذلك فقد تجلت آية عظيمة من آيات الله التي فيها تأييد لنا وإبطال لكيد هؤلاء المتعدين وعبرة لنا ولهم ان كانوا يعقلون وللبيان بقية وكان سلام الله عليه يقول ان النصر قريب وفعلا ما نعيشه وننعم به اليوم ومنذ سبعة عشر عاما من ذكرى انطلاق الصرخة ونحن نواجه وفي العام الخامس اعتى عدوان امريكي سعودي شهدته المنطقة بكلها والذي هو امتداد لذلك العدوان قبل خمسة عشر عاما الذي حاول القضاء على هذا المشروع وهذا النور لكن الله أبى الا ان يتم نوره ولو كره المشركون لم يرحل الشهيد القائد عن هذه الحياة الا وقد عمل ما عليه أمام الله واسس لبناء امة قرآنية وقلبه مليء بالثقة بنصر الله لهذه المسيرة القرآنية مهما كانت التضحيات تاركا لنا الارث الكبير المتمثل اليوم في السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين سلام الله عليه..