ذكرى الشهيد محطة سنوية لاستلهام عطاء الشهداء وتضحياتهم
للعام الخامس على التوالي يعيش شعبنا اليمني الصابر الصامد هذه الأيام الذكرى السنوية للشهيد, كما في الأعوام السابقة على واقع الشهادة في سبيل الله منهجا قرآنياً ومساراً إيمانياً ثورياً يجسده العطاء والبذل والتسابق نحو ساحات وميادين الاستشهاد دفاعاً عن العقيدة والوطن والايمان والشرف وقيم ثورته القرآنية، شعب يحمل في وعيه الإيماني المجسد بواقع الفعل والممارسة ثقافة ومنهجية.
وتشهد عدد من محافظات الجمهورية، زخما رسميا وشعبيا كبيرا، وأنشطة كثيرة ومتنوعة مرتبطة بالذكرى السنوية للشهيد، ومنها المعارض والمهرجانات والأمسيات والندوات التي تقيمها مؤسسة الشهداء والجهات الرسمية وأبناء المحافظة في عموم المديريات والعزل والقرى وسط اهتمام رسمي وتفاعل مجتمعي، الأمر الذي يؤكد المكانة العظيمة لأولئك العظماء الذين نستمد منهم معاني التضحية والفداء من أجل الدين والكرامة والأرض.
وتأتي ذكرى الشهيد السنوية هذا العام، كما أشار قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، في خطابه الأخير”مع كثير من التطورات والأحداث والمتغيرات، وخلال كل المراحل الماضية في كل عام منها كانت تأتي هذه الذكرى وقد أتت الكثير من التطورات في الأحداث ومن المتغيرات في الواقع”، لافتا إلى أن هذه المحطة السنوية، أصبحت “محطةً مهمة لاستلهام الدروس والعبر وللتزود منها طاقة معنوية تتمثل بقوة الإرادة والتصميم والعزم للثبات في هذا الطريق في توفر الاندفاع أكثر وأكثر في مواصلة المشوار في نفس الطريق، في سبيل الله سبحانه وتعالى، مع كثير من المسائل المهمة ذات العلاقة التي يتم التركيز عليها عادةً خلال هذه المناسبة ومنها التذكير بالمسؤولية تجاه أسر الشهداء”.
اليمنيون الأحرار، يحيون هذه المناسبة العظيمة من كل عام، ويجددون فيها عهد الوفاء لدماءٍ روت بطهرها كل شبر من أرض الوطن..، ويجتمعون فيها على قصص المجد والفخر والبطولات التي خطها شهداؤنا الأبرار.. ومن وقع دمائهم الزكية يشيَّدون منارة تؤجج جذوة النضال في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي حتى يتحقق النصر الكامل على امتداد الأراضي اليمنية، ولذلك استقبال اليمنيون لهذه المناسبة العظيمة, واحياؤهم لها لهذا العام هو استقبال شعب يحمل في وعيه الإيماني المجسد بواقع الفعل والممارسة ثقافة ومنهجية.
وأكد السيد القائد في هذه المناسبة المهمة على الاهتمام بأسر الشهداء، على المستوى الرسمي من المهم في كل مؤسسات الدولة وفي كل الوزارات أن يكون هناك اهتمام أكثر بأسر الشهداء وبأبناء وبأيتام الشهداء، على المستوى الصحي وعلى المستوى التعليمي، في كل المجالات المتاحة.
وسرعان ما تفاعلت حكومة الإنقاذ مع توجيهات السيد القائد، حيث اتخذ مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري اليومين الماضيين عدداً من القرارات والإجراءات ومنها إنشاء صندوق لرعاية أسر الشهداء، وتخصيص قطعتي أرض لكل أسرة من أسر الشهداء والجرحى لبناء مساكن لها، وتخصيص نسبة لأبناء الشهداء والجرحى كمنح في الجامعات الحكومية والاهلية والخاصة وفي كليات المجتمع والمعاهد المهنية وفي المدارس الخاصة والكليات العسكرية والأمنية، ووجه باعتماد درجات وظيفية لأبناء الشهداء، وتخصيص منح علاج مجانية لأسر الشهداء.
وختاما فإن اليمنيين وبفضل هذا العطاء السخي وبتلك الدماء الزكية الطاهرة، قد تحققت لهم العزة والكرامة, وكسروا بتضحياتهم غطرسة الظالمين ومن معهم من شذاذ الافاق, واسقطوا المشروع الأمريكي في اليمن والمنطقة، وكما يؤكد النفير اليماني المتدفق المستمر نحو ميادين الجهاد في سبيل الله، بأن الشهادة في سبيل الله بحد ذاتها حياة فضلا عن كون عشاقها هم من يصنعون لشعوبهم وأمتهم الحياة الكريمة ويعبدون بدمائهم طريق الحياة الكريمة العزيزة والقويمة لعباد الله المتحققة بهدى الله وبوعد الله تحت رعايته وبمقتضى رحمته وعدله وفضله الواسع في الدنيا والآخرة.