دور المسيرة القرآنية في بناء العصر القرآني المجيد…بقلم/عبد الرحمن سلطان
من الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، أن القرآن الكريم، هو الكتاب الإلهي العظيم، المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد (صلى الله عليه وسلم)، بواسطة أمين الوحي [جبريل] (عليه السلام)، المكتوب في المصحف الشريف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختم بسورة الناس، المسجل في اللوح المحفوظ، المنزل باللغة العربية.
والقرآن الكريم هو رسالة الله – جل جلاله – الى جميع عباده، وهو كلمته الخاتمة والشاملة والمطلقة، التي لا كلمة بعدها أبداً، وهو حجته الغالية الباقية منذ نزوله وحتى يوم القيامة، وهو الكتاب السماوي الوحيد، الذي حفظه الله – تبارك وتعالى –بنفسه، وتكفل بحمايته وصيانته من شتى أعمال التزييف والتحريف، على مدار العصور والأزمان وحتى قيام الساعة.
ومن هذا المنطلق القرآني الحكيم، يمكننـا القيام باستعراض الحقائق القرآنية والجوهرية التالية:
إن القرآن الكريم، هو كلام الله رب العالمين، وهو نور الأنوار الإلهية المجيدة، وكتاب الكتب السماوية الخالدة، ودستور الدساتير الربانية الحكيمة، ونظام الأنظمة الإلهية المباركة، ومنهج المناهج الربانية الشاملة، وهو بحر العقيدة والشريعة والمبادئ الإسلامية الحميدة، ونهر العلم والمعرفة والحكمة الإسلامية العالية، وضوء العقول والقلوب والضمائر الإسلامية الحية، وجوهر البناء والوحدة والنهضة الإسلامية العملاقة، ومنبر المجد والتاريخ والحضارة الإسلامية التليدة، ورمز الشرف والعزة والكرامـة الإسلامية المقدسة، وسلاح النصر والقوة والمكانة الإسلامية العالية، وهو شمس الدعوة والرسالة والهداية الإنسانية الصحيحة، وروضة العدالة والمساواة والأخـوة البشرية الصادقة، وموئل العطاء والبناء والحضارة العالمية الواسعة.
إن السواد الأعظم، من سكان العالم الإسلامي، البالغ عددهم الآن أكثر من [1500] مليون نسمة، هجروا القرآن الكريم، وتركوا تلاوته وتفسيره وعلومه الحكيمة، وأهملوا أحكامه وشرائعه وتعاليمه المباركة، وتجاهلوا بيانه وبرهانه ورسالته الخالدة، واستهانوا بمكانته وأهميته وقدسيته المجيدة، ورفضوا اتباعه وتنفيذه وتطبيقه، بصورة متعمدة ومقصودة، دون خوف من الله – جل جلاله –، ومن عقابه الشديد، في الدنيا والآخرة.
ويعـود ذلك كله، الى انشغال السواد الأعظم في العالم الإسلامي، وتفرغهم لمتابعة القنوات الفضائية، وشبكات الاتصالات والمعلومات الحديثة، والى تعرضهم لمخاطر الغزو الفكري الخارجي، وأعماله الرهيبة والوخيمة.
إن قيام الغالبية الكبرى، في العالم الإسلامي، بهجر القرآن الكريم، والتعامل معه بعقول متحجرة، ونفوس متكبرة، وتصرفات مستهترة، أدى بدوره، الى تصدع العالم الإسلامي، واحتراقه بنيران الحروب والصراعات والأزمات المتفجرة، وتبدد وحدته وتقدمه ونهضته الشاملة، وتعرضه لأخطر الغزوات والهجمات الأجنبية المعادية، وتراجع مكانته الإقليمية والدولية، وإخفاقه في مواكبة روح العصر العالمي الجديد، ومسايرة تحولاته التاريخية والحضارية والاستراتيجية الكبرى.
إن الرجوع إلى الله – تبارك وتعالى-، والعودة إلى القرآن الكريم، وتفسير آياته الحكيمـة، ونشر علومـه الواسعة، وتطبيق نصوصه الكريمة، واتباع السنة النبوية المطهرة، والتمسك بمبادئ الوسطية القرآنية الحكيمة، والتحلي بروح الفكر والخطاب والدعوة الإسلامية الصحيحة، – إن ذلك كله – يمثل المنهج الوحيد، الكفيل بإنقاذ العالم الإسلامي، وتخليصه من ويلات الحروب والصراعات والأزمات المحدقة به في الوقت الراهن، والجدير بإخراجـه إلى شاطئ الأمن والأمان والسلام، حتى يصير بمقدوره القيام ببناء مستقبله الواعد، وتحقيق وحدته وتقدمه ونهضته الشاملة، وترسيخ مكانته الإقليمية والدولية العملاقة، في عالم جبل على احترام الأقوياء، وترك الضعفاء.
إن استمرار غالبية الأمة الإسلامية الواحدة، في مزاولة الأعمال المخالفة لأوامر الله -جل جلاله-، والمنافية لتعاليمـه وشرائعه السماوية المباركة، واستمرارهم في التخلي عن الكتاب والسنة وإجماع الأمة، والخروج عن الوسطية والاعتدال والحكمة الإسلامية المجيدة، والعزوف عن المبادئ والقيم والمثل الإسلامية الأصيلة، والخروج عن الحق والعدل والسلام، – إن ذلك كله- سوف يجعل مستقبل العالم الإسلامي، مظلماً كظلمة الكهوف المغلقة، ومتفجراً كتفجر البراكين المحرقة، ومرعباً كرعب الزلازل الساحقة، كما أن ذلك أيضاً سوف يؤدي في المستقبل المنظور، إلى تقسيم المقسم، وتحطيم المحطم، وتهديم المهدم، في شتى أنحاء المنطقة الإسلامية، وعند ذلك لن ينفع الندم في أي شيء على الإطلاق، فما أكثر العبر وما أقل الاعتبار.!.
* * *
وفي ظل هذه الأوضاع القائمة في العالم الإسلامي، انطلقت المسيرة القرآنية الخالدة، بقيادة رمز الوطن والأمة، السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله تبارك وتعالى)، وأخذت تسعى اليوم، الى تعظيم القرآن الكريم، ونشر علومه الواسعة، وتحقيق نهضته الشاملة، وترسيخ وسطيته الحكيمة، وحمل رسالته العالمية، وترسيخ دوره المجيد، في مجال بناء العالم الإسلامي الجديد، وتحقيق أهدافه وغاياته الكبرى.
كما أن المسيرة القرآنية المباركة، أخذت تعمل اليوم – بجد وصدق وإخلاص- من أجل إنقاذ العالم الإسلامي، وتخليصه من جحيم القوى الصليبية والصهيونية والرجعية الغاشمة، والتي تسعى دائماً الى محاربته، والنيل من عقديته ومقدساته، وتمزيق صفوفه ووحدته، واحتلال أرضه وبلدانه، ونهب خيراته وثرواته، وقتل أهله وسكانه، وتدمير عقوله وإعلامه، وسلب حريته واستقلاله، وتبديد نخوته وحميته، وهتك عرضه وشرفه، وتزييف تاريخه وحضارته، وتكريس تخلفه وانحطاطه، وإلغاء وجوده على ميدان العلاقات الإقليمية والدولية المشتركة.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين،،،
*مؤلف الموسوعة القرآنية الكبرى
*رئيس مؤسسة المستقبل الدولي (IFF)