دليل النصر وفجر الشهادة .. الشهيد ” زيد على مصلح “
“رحم الله أخي الشهيد زيد فقد نال ما تمنى وتُوَّج وساماً رفيعاً بالشهادة، وصار في مصاف الأولياء، ورفض الخنوع في زمن الذل”.
.. الشهيد القائد السيد “حسين بدر الدين الحوثي”
ونحن نختتم أسبوع الشهيد تحضرنا ذكرى استشهاد رفيق درب الشهيد القائد، وساعده الأيمن، إنه سيد شهداء المسيرة القرآنية، قلم الجهاد والاجتهاد السيد “زيد بن علي بن مصلح سند”.
وهو عالمٌ مُحقق، وفقيهٌ مُدقق، وباحثٌ حصيف، ومُفكرٌ مُجدّد، وإداريٌ مُتمكّن، وشاعرٌ وأديبٌ مُفلق، ومُثقفٌ موسوعي، ومُرشدٌ وخطيبٌ مفوّه، ومُصلحٌ اجتماعي، وشخصيةٌ اجتماعية ورسالية مُؤثرة، وقيادي عسكري من الطراز الأول، ومجاهدٌ كربلائي.
له سجل جهادي ونضالي حافل، ويُعد من الرواد المُؤسسين للشعر الثوري والأدب المُقاوم والإنشاد العصري في اليمن، وأحد أبرز المتصدرين لنشر الثقافة الجهادية، وله باعٌ طويل في معترك الصراع الفكري، ومُقارعة الفكر التكفيري.
وصفه الشهيد القائد بـ”حمزة العصر”، وكان لسانه الصادح ونائبه في العديد من المناسبات والاحتفالات، والمهام والمسؤوليات، والزيارات الدعوية والتوعوية للمناطق، وحل القضايا الاجتماعية، بسبب غزارة معرفته الدينية والثقافية والعُرفية، ووعيه وفهمه، ونباهته وحكمته وحصافته وبُعد نظره، ولباقته في الحديث والإقناع والتعامل مع الأخرين، وسِعة صدره.
ويُعتبر أحد أهم أركان وأعمدة ومُوسسي المدرسة القرآنية، وأفرغ كل وقته لترسيخ دعائمها، ومقارعة الباطل بلسانه وقلمه، لدرجة أنه كان قليل اللقاء بأسرته، وقدّم حياته في سبيل الله ودفاعاً عن المشروع القرآني..
وكان طوال حياته عاشقاً للجهاد والتضحية والشهادة، ومن شواهد ذلك في أشعاره:
“لفجر الشهادة قلنا نعم .. وللذات لا، لا، ولا للصنم
نعم للكتاب نعم للقتال .. ولا للسُّهاد ولا للعدم
نعم للجهاد نعم للنضال .. ولا للحياة بحُلْك الظُلَم
نعم للرصاص بصدر العِداء .. ولا للإهانة لا للألم
ورب البرية لن نستكين .. ولن نعلن الذل بعد القسم
نُفجِّر في الأرض أفكارنا .. لنُشفي بالنور جُرح الأمم
ونُعلي القرآن وأحكامه .. لكي يترك الظلم من قد ظلم”
المولد والوفاة:
مولده بمديرية “مران” من أعمال محافظة صعدة في العام 1384 هـ، الموافق 1964، وهو الأرجح، وقيل في العام 1375 هـ، الموافق 1956، واستشهاده بمنطقة “الخربان” غرب “مران”، في 19 جمادى الأولى 1425 هـ، الموافق 7 يوليو 2004، وقيل في 13 جمادى الأولى 1425 هـ، الموافق 1 يوليو 2004، وقيل في 18 جمادى الأولى 1425 هـ، الموافق 6 يوليو 2004.
ولأهمية المكانة العلمية والجهادية والقيادية لهذه القامة الثورية داخل المسيرة، تم تحديد أسبوع الشهيد “13 – 19 جمادى الأولى” بتاريخ استشهاده رضوان الله عليه، لتذكير الأجيال المعاصرة بما كان عليه جيل المُؤسسين من ثبات وصمود واستبسال في سبيل الحق، ونُصرة المستضعفين، ومقارعة الظالمين، ومواجهة المستكبرين، وإحياء ما اندرس من معالم الدين، وإعادة الإعتبار للهوية الإيمانية.
النشــــأة:
نشأ وترعرع في ظل أسرة “علوية”، تعود أصولها الى الإمام الهادي “يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم” عليه السلام، وهي من الأسر الدينية المعروفة بالتقوى والزهد والورع والصلاح وكرائم الأخلاق ومحامد الأعمال وطِيب المعشر، قطنت أحد وديان مديرية “مران” بمحافظة “صعدة”.
وامتازت تلك المنطقة بخُضرتها وجمال مدرجاتها الزراعية وطِيب هوائها، كما يصفُها في إحدى قصائده:
” أُطلُّ على مران فاق جمالها .. كأني في الجنات إذ أتنسمُ
هواءٌ كعطر المسك إذ هو ثائر .. وأرضٌ كجنات بها المرؤ ينعمُ
بساتينها الخضراء تنطق آيةً .. كلوحة فنانِ بها الرمز يُفهمُ “
وكان للمحيط الأسري والجغرافي أثرٌ كبير في تشكيل وصقل شخصيته، وإكسابه مواهب الصعود إلى المعالي، وخلقت منه عالم فاضل مجتهد وأديب وشاعر رفيع في ذائقته الأدبية وتنوّعه الفكري والثقافي، وناشط رسالي لا يلين ولا يستكين ولا يخشَ في الله لومة لائم ولا يُداهن ولا يُجامل الظالمين والمستبدين، وشخصية اجتماعية ورسالية مُؤثرة.
التحصيل العلمي:
بدأ مشواره التعليمي بـ”مران” في العام 1398 هـ، الموافق 1978، وكان طالباً مُجداً ومُجتهداً وجريئاً وحصيفاً وفطناً ولبيباً منذ طفولته.
أخذ عن كوكبةٍ من عُلماء صعدة، أهمهم العلامة الحُجة السيد “بدر الدين بن أمير الدين الحوثي”، وكان لهذا العالم الجليل عظيم الأثر في حياته، ومنه نهل العلم والفقه ومكارم الأخلاق ومحاسن الخصال، والشجاعة.
حصل على عدة إجازات علمية من كبار علماء صعدة، وصار الغُرة الشاذخة في أعيان عصره بتلك البلاد، وتصدّر لتدريس العلوم الشرعية، وتتلمذ على يديه العشرات من القيادات الفاعلة في حركة “أنصار الله” والمسيرة القرآنية، منهم: “فاضل محسن الشرقي”، و”محمد الشميري” .. إلخ.
إذن فنحن أمام “شخصية استثنائية صنعتها تعاليم الله، وحرستها الملائكة، وباركت جهودها وأعمالها يد غيبية”، كما يصفه الإعلامي “زيد البعوه”:
“كان مُثمراً في كل المواسم، وحصد الجميع منه الكثير من أصناف الفواكه الثقافية والأدبية والدينية، في الصيف تنهمر أمطار العلم والمعرفة من هامته العالية فيسقي جداول قلوب الشباب بالوعي والبصيرة بصفته مدير مدرسة الإمام الهادي، وأحد أبرز المُعلمين في المراكز الصيفية لتعليم القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وفي الشتاء يُغطي عظام الفقراء والمُعوزين من برد الشتاء كمعطف أرسله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يُسمى كساء النبي، وفي الخريف يتساقط الخير من بين جوانبه يُساعد هذا، ويُؤنس وحشة ذاك، وفي الربيع يُزهر كبُستان إقحوان تفوح منه رائحة العبير العطري الفريد، يزرعُ البسمة على شفاه المرضى والمحرومين، ويُشارك الناس أفراحهم ومُناسباتهم”.
التفاعل الاجتماعي:
كان رحمه الله من الشخصيات المبادرة لأعمال الخير والبر والإصلاح بين الناس، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم وأحزانهم وهمومهم، والسبّاقين للمشاركة في الأعمال التعاونية والخيرية في المناطق التي حلّ بها ونزل.
وكانت له كاريزما قيادية، وشخصية جذابة، وحضور مهيب، وتأثير سحري على مُستمعيه، وألهبت خطاباته الحماسية قلوب المؤمنين ضد الطُغاة والمُنافقين، وامتلك أسلوب بلاغي وقُدرة عجيبة في المُحاججة والإقناع كما يذكر مُعاصريه، ونال مكانةً رفيعة في قلوب الناس.
السجل الدعوي والجهادي:
في العام 1412 هـ، الموافق 1991 أنشئ الشهيد القائد مدرسة الإمام “الهادي” عليه السلام في “مران”، وأوكل مهام إدارتها للسيد “زيد”، وهو أحد المشاركين في تأسيسها، وكان لها أهمية كبيرة في نشر شُعاع فكر المدرسة القرآنية، وقصدها طُلاب العلم من محافظات صعدة وصنعاء الأمانة والمحافظة وحجة وذمار وعمران ..ألخ.
شهدت فترة إدارته إقامة العديد من الدورات التأهيلية والتثقيفية، ناهيك عن استقطاب واستقبال الوفود الزائرة للمدرسة، وطباعة ملازم الشهيد القائد، وإخراج محاضراته في أشرطة الكاسيت.
وفي 20 يناير 2002 أطلق الشهيد القائد أول صرخة بالشعار، مُعلناً التصدي لمخططات المستكبرين، وكان للشهيد “زيد” قصب السبق إلى جانبه في العمل التوعوي بخطورة المخططات الإستكبارية في اليمن والمنطقة، ووصلت صرخات الحرية إلى الجامع الكبير بصنعاء، وأحدثت ردة فعل عنيفة لدى السفير الأميركي، وبدأت الضغوط تنهال على النظام الحاكم، فشن سلسلة من الاعتقالات الظالمة ضد طلاب وعلماء المدرسة القرآنية، طالت أكثر من 700 شخص.
وفي أواخر العام 2002 زار السيد “زيد” مع عددٍ من قادة المسيرة عدة مناطق في محافظة “حجة”، منها “المفتاح”، و”كحلان الشرف”، و”قارية”، و”أفصر”، و”عاهم”، و”وشحة”، والتقى خلال زيارته بالعديد من القامات العُلمائية الجهادية، منهم السيد “عبدالله بن محمد النعمي”، والذي لحقه الكثير من الأذى، وتعرّض للسجن عدة مرات بسبب مواقفه المناصرة للمسيرة.
ومنذ بداية المشروع القرآني في تسعينيات القرن العشرين، كان السيد “زيد” على الدوام في مُقدمة المناصرين والمشاركين في هذا العمل الرسالي والتوجه الإيماني الجهادي، والمُخلصين له، والباذلين الغالي والنفيس في سبيل الله بنفوس راضية مُحتسبة مُطمئنة:
“عهداً سأبقى مُخلصاً مُتفانياً .. لله جُندياً بكل مكان
ولكل من يسعى بكل جهوده .. مستبسلاً في نصرة الديان
في دفع كيد الفاسقين وبغيهم .. في نصرة المظلوم والولهان
أنا ملك ربي إن دعاني دينه .. سلّمت نفسي وامتطيت حصاني
رباه فاجعلني لدينك مُخلصاً .. حتى تُواري جثتي أكفاني”
ولا عجب، فهو رضوان الله عليه من الرجال القلائل الذين حملوا “همّ” أمّتهم، وتألموا لما تعانيه من ظلم واضطهاد وضياع، في زمنٍ “عزّ” فيه الناطقين بالحق خوفاً من سياط السلاطين:
” أمسى الخلي شجي القلب حيرانا .. مُنغّص الطبع باكي العين سهرانا
يرى الزمان وقد دارت دوائره .. حتى غدا الجور للقسطاس ميزانا
بل أصبح الحر من ظلم الطغاة يرى .. في الموت حلاً وفي الأجداث أوطانا
ضاقت به الأرض بل مادت بساكنها .. تشكو الولاة إلى الرحمن طُغيانا
واستفحل الشر واستشرى الظلام بها .. واستبدل الناس بالمعبود شيطانا
عادت ثمود على فيل لأبرهة .. تقوده حامياً بيتاً وأركانا
ألقى إلى العرب نمروداً بمعوله .. وعاد قارون يدعو اليوم هامانا
وشيّد الصرح للفرعون قادتنا .. وزُجَّ في السجن موسى إذ تحدّانا
قِف ساخراً واقلب الكفين في عجبٍ .. من أمةٍ فاخرت بالذل عنوانا”
وكأني به يُحاكي وضعنا اليوم في ظل عدوان تحالف العاصفة على اليمن 26 مارس 2015، الآتي كإمتدادٍ لحروب صعدة الست الظالمة والجائرة، ولذات الأهداف والغايات، أملاً في إنجاز ما عجزت عنه الحروب الست، وهيهات لهم ذلك، فالمسيرة اليوم بفضل الله وقوة سواعد رجال الله ويقظتهم في أوج قوتها وازدهارها، واليمن لم يعد الحديقة الخلفية المٌستباحة، كما اعتادها أعراب “مُردخاي” الدرعية.
وفي قصيدة أخرى بعنوان “أفق وانطلق كالشُعاع النديّ”، وجّه رسالة للشعب اليمني الحر، يُحذرهم فيها من المخططات الاستكبارية التي تُحاك ضدهم وطناً وشعباً، ويستنهض هممهم وعزائمهم:
” أفق وانطلق كالشعاع النديّ .. وفجّر من اللّيل فجر الغدِ
وثب يابن أمّي وثوب القضا .. على كلّ طاغ ومستعبدِ
وحطّم ألوهيّة الظالميـ .. ن وسيطرة الغاصب المُفسدِ
وقل للمُضلّين باسم الهدى .. تواروا فقد آن أن نهتدي
وهيهات يبقى الشباب .. جريح الإبا أو حبيس اليدِ
سيحيى الشباب ويحيى الحمى .. ويُفني عُداة الغد الأسعدِ
ويبني بكفّيه عهداً جديداً .. سنّياً ومُستقبلاً عسجدي
وعصراً من النور عدل اللّوا .. طهور المُنى أنف المقصدِ “
وفي مُستهل النصف الثاني من العام 2004 تفاجأ الناس بسيل منهمر من صواريخ وقذائف البغي والعدوان على “مران”، وبدأت معها الحروب الست ضد أبناء صعدة.
معراج الشهادة:
في 18 يونيو 2004م ، قرر النظام الحاكم وحزب الإصلاح العدوان على صعدة، بتوجيه ودعم سعودي وتخطيط أميركي، والقضاء على الشهيد القائد، وفكره القرآني النوراني، وكان للسيد “زيد” صولات وجولات في مقارعة ذلك العدوان الظالم بقلمه ولسانه وسلاحه، حتى النفس الأخير إلى جانب رفيقه وقدوته ومثله الأعلى، وموضحاً لقوى البغي وناصحاً لهم بأن الهدف الحقيقي من وراء ذلك العدوان الآثم استرضاء أميركا وإسرائيل، وأن الجُرم الوحيد الذي ارتكبه السيد “حسين الحوثي” وأنصاره هو العمل بكتاب الله، ومواجهة أعداء الله، الذين هم في الواقع أعداء لكل العرب والمسلمين، وكشفه حقيقة المخططات “الصهيو – أميركية” في المنطقة.
واختار السيد “زيد” موقع “الخربان” ليتمركز فيه، وهو جبل يقع أسفل منطقة “مران” غرباً، يتصدّر مُقدمِة الصفوف في صد زحوفات المعتدين، ومحاولاتهم لاختراق “مران”، وانتهج استراتيجية عسكرية مبنية على التحصين والتمويه، وشد معنويات المجاهدين، وزرع الأمل في نفوسهم بالنصر والتمكين، بصورة أدهشت وأذهلت جيش المُعتدين.
وقبل استشهاده اتصل بأحد زملائه وودعه وحمّله سلامه للشهيد القائد: “اليوم عُرس الشهادة، أبلغ سيدي حسين عني السلام وقل له بأنني سأقاتل حتى أُقتل”.
وطلب منه المعتدين أكثر من مرة تسليم نفسه، فكان رده: “لقد سلمنا أنفسنا لله عز وجل”، في موقف إيماني يُحاكي ما كان عليه أنصار الإمام “الحسين بن علي” عليه السلام في كربلاء الطف، وما هو عليه اليوم المجاهدين في مواجهة قوى العدوان “السعودي – الإماراتي”، من الوفاء والثبات.
وثبت رضوان الله عليه ثبات الجبال الرواسي في مواجهة المعتدين مع ثُلة قليلة من المؤمنين.
ويذكر المجاهد “طه السفياني”، أن أحد المجاهدين طلب من السيد “زيد”، وكان حينها في موقع “جارية”، وصف “الحرب”، فقال: “والله ما ريح البارود عندي إلا كريح العطورات، ووالله ما شوقي لمقاتلتهم ومجاهدتهم إلا كشوق ذلك الرجل الجائع المنتظر في الصحراء لفريسته”.
بعد أن اشتد الخناق عليه ومن معه، أطلق مقولته التاريخية، والتي لا زال صداها يتردد على مسامع المجاهدين في جبهات العزة والكرامة إلى يوم الناس: “سأجعل من مترسي هذا سُلَّماً للنصر أو معراجاً للشهادة”، وكان له الفوز بالشهادة بعد مرور شهر من العدوان الآثم على “مران”.
شهدت “مران” في يوم استشهاده أكثر من 50 طلعة لطيران المعتدين، في دلالة على الرعب الذي اعتراهم من هذا القائد الهصور.
وعندما وصل خبر استشهاده إلى السيد “حسين الحوثي”، قرر الإسراع في تدارك الموقف، ونزل الى الموقع رغم خطورة الوضع بصحبة 8 من رفاقه، وتمكن من تحريره، ودحر المعتدين، وأمر بدفن السيد “زيد” في نفس الموضع الذي أُستشهد فيه، على أمل أن يتم تشييعه ودفنه في مكان مناسب يليق بمقامه في قلوب الناس، وتمتم والعبرة تخنُقه: “ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، رحم الله أخي الشهيد زيد فقد نال ما تمنى وتُوَّج وساماً رفيعاً بالشهادة، وصار في مصاف الأولياء، ورفض الخنوع في زمن الذل”.
برحيله فقدت المسيرة أبرز عُلمائها ورجالاتها المُخلصين، لكن دمه الزكي الطاهر كان وقوداً لاستمراريتها وثباتها وصمودها، وصيرورتها فاعل محلي يحسب له المحيط الإقليمي ألف حساب بفضل الله وبفضل دماء عشرات الآلاف من شهدائها، ولم يعد بمقدور أحد تجاوزها فيما يتعلق بتقرير مصير ومستقبل اليمن سلماً وحرباً.
الإنتاج الفكري والأدبي:
عُرف بـ”شاعر المسيرة” منذ نشأتها وانطلاقتها، وكان شعره انعكاساً لما يحمله بين جوانحه من الشعور بالمسؤولية تجاه دينه وأمته ووطنه، فجاءت قصائده زاخرة بالبصائر القرآنية والمعارف الربانية التي تنمّ عن غزارة علمه ودقة فهمه لحقائق العقيدة ومقاصد الشريعة.
وكان له هوى في مجال الإنشاد، وأنشئ فرقة “الرسالة” الإنشادية، واستخدم العديد من الوسائل لنشر فكر المدرسة القرآنية بما في ذلك المسرح.
له العشرات من القصائد، وتم نشر ديوان له بعنوان “فجر الشهادة”، تحقيق الأديب “ضيف الله حسين الدريب”، وكتب العديد من القصص المسرحية، وله العشرات من الخطب المُسجلة في فنون متعددة.
وتخليداً لهذه القامة الدينية والجهادية والأدبية السامقة أُعلن في ربيع الأول 1429 هـ، الموافق مارس 2008 بمحافظة صعدة عن تأسيس مؤسسة “زيد علي مصلح” للإنتاج الفني والإعلامي، وحملت على عاتقها منذ انطلاقتها إيصال صوت المظلومين، وهي من أهم المؤسسات الفنية والإعلامية والثقافية المُتصدية للعدوان العبري، وأنتجت العديد من الأفلام الوثائقية والأناشيد والزوامل والأفلام القصيرة والفلاشات المُتعددة عن وقائع المواجهات العسكرية وتداعيات العدوان، والتصدي له إعلامياً وثقافياً.