( دلالات الجغرافيا ، وحكاية اللون الأحمر ) ….كتب/حسين العزي
( دلالات الجغرافيا ، وحكاية اللون الأحمر ) ….كتب/حسين العزي
•• التأمل في جغرافية اليمن لوحدها – ناهيك عن بقية االأشياء – سيقودك حتماً الى إدراك لماذا أطلق عليها عليها لقب ( مقبرة الغزاة ) ولماذا سميت ( اليمن السعيد ) ولماذا قلدها التاريخ لقب ( بلد الفاتحين ) ؟!
•• نعم من خلال الجغرافيا وحدهايمكنك :
€- الوصول الى تفسير دقيق لشخصية الانسان اليمني ، ( سعادته – شهامته – مروءتهُ – فصاحتهُ – بلاغتهُ – كرمهُ وكرامتهُ ، علمهُ وحكمتهُ ، قوتهُ وبأسهُ – إيمانه وعزمهُ ، صبرهُ ونصرهُ وانتصاراتهُ وووووالخ )
€- والوصول كذلك الى إدراك السر الإلهي الذي أودعه الله في أهلها ، إذ كل شيء فيها صممه الله على نحو يشعرك بالعظمة ، فالجبال والسهول والوديان وحتى السواحل جاءت بأنماط هندسية عجيبة .. يغمرك فيها الجمال الطبيعي وتعيشه فيها الى حد العشق ، وتصدمك فيها الهيبة الرهيبة الى حد الرعب ، وهذه الثنائية – في اعتقادي – هي من منحت اليمن كل الألقاب ليكون عبر المدى ( اليمن السعيد ) لكل أهله وأصدقائه ، وليكون في الوقت نفسه ( المقبرة الموحشة ) لكل الغزاة والطامعين عبر التاريخ .
•• لن أتوقف هنا عند الأشكال الهندسية للجبال والمرتفعات فهذه الثنائية قد تبدو ساطعة الوضوح ربما أكثر من شعاع الشمس في وقت الظهيرة .
•• فقط سأتناول هنا نموذجاً من تضاريس الساحل لكي يدرك من يظن سواحلنا خطوطاً رخوة كم هو مخطيء وكم هو غبي في حساباته ، وليعرف أيضاً أن هذه الثنائية تحضر في هذه الخطوط بنفس الأحجام وبنفس المستويات والقوة الموجودة في مناطق جبالنا الصم ، لا بل ربما تميزت عن الجبال بكونها قد تجيد خداع العدو أكثر من غيرها ، فتشحذ فيه السذاجة والإندفاع الأحمق الى أقصى مدى والى الحد الذي قد ينط به فرط الغباء الى بعض الهرولة ولكن ليس إلى شَيْءٍ غير الموت الزعاف ، تماما كما هو حاله اليوم في ذباب والمخا .
•• وعودة الى موضوعنا تعالوا لنأخذ على سبيل المثال الشكل الهندسي لجغرافية الحديدة ستجد أنها تربض على البحر بطريقة تمنحها صورتين كل واحدة منهما عكس الأخرى تماماً :
€ – الأولى : من جهة الأرض حيث يطل عليها أهلها من سبع محافظات كبرى فتبدو بناظريهم كالعروس فائقة الجمال ، ومن هنا لاشك جاءت تسميتها بعروس البحر الأحمر .
€ – أما الصورة الثانية فمن جهة البحر : حيث تبدو الحديدة أمام الغرباء كتمساح ضخم فاتحاً فكيه الى الدرجة الأخيرة ، وينتظر قدوم الكائنات الغريبة لإطباق الفكين الرهيبين عليها بسرعة الضوء وبقوة ترليون حصان ، تماماً كما هو الحال بالنسبة لوضعية المخا وذباب وبقية التماسيح اليمنية التي تبين أنها أنها نوعية يمكنها فقط أن تأكل دون توقف ..
•• في نمط الحديدة يبدو التمساح بفم كله طواحين موتٍ أحمر ، وفوق ذلك يبدو محتزماً بسبعة أحزمة
كلها ألسنة نار لاتنطفيء ، وكلها أسنان متجددة وصلبة تزيد ولاتنقص ، ويتكسر تحت صريرها الحديد ويلين ، فيما هي لاتلين ولاتضعف ، حيث تنتشر على محاذاة الخط الممتد من فتحة الفك الأعلى وحتى النقطة الأخيرة في الفك الأسفل سبع محافظات الواحدة منها تساوي بعض دول الخليج عدة مرات ، وفي مجموعها يتكدس في العادة أشرس ما أنجبته اليمن من المقاتلين ، ومعهم مانسبته ٨٠٪ من سكان اليمن الذين قد يفوقون في تعدادهم كل سكان دول الخليج مجتمعة )
•• والآن صار بإمكانكم أن تعرفوا لماذا وكيف أجبر أجدادنا هذا البحر على اختيار اللون الأحمر من بين كل الألوان ؟ وعلى ان يحمل من بين كل بحار الدنيا إسم ( البحر الأحمر )