دلالات الاستنفار الأكبر في مواجهة العدوان (حملة إعصار اليمن)
جسد الشعب اليمني خلال سبع سنوات من العدوان الأمريكي السعودي، قيم الولاء لله والوطن في نهج الصمود والثبات والامتثال لتوجيهات قائد الثورة في مواجهة استمرار العدوان في التصعيد، واستهدافه لليمن أرضا وإنسانا.
وفيما يشارف العام السابع من العدوان على الانقضاء، حاملاً معه بشائر النصر اليماني الذي يلوح في الأفق بصمود منقطع النظير في مختلف المجالات، بات اليمنيون أكثر تماسكاً وثباتاً، متسلحين بهوية إيمانية تتجلى في رفض الخنوع وتلاحم الجبهة الداخلية وترسيخ الثوابت الوطنية.
وبموازة ما يعمد إليه تحالف العدو من تصعيد وتشديد الحصار ومحاولة إحداث تغيير في أوراق استراتيجيته العسكرية في الحرب على اليمن، تحرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على رسم خارطة طريق باتجاه تكريس ثقافة الاصطفاف والولاء والهوية الإيمانية في أوساط المجتمع اليمني، تجسدها صحوة التوجه بتجديد التمسك بمشروع الهوية ودعم خيارات النصر.
وفي ظل تزايد الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب اليمني من استهداف بآلاف القنابل المحرمة دوليا، وقتل للأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير للمنشآت المدنية والبنية التحتية، ومنع وصول الدواء والمشتقات النفطية والاحتياجات الأساسية، تتجه قيادة الثورة والمجلس السياسي إلى تعزيز جهودها في مواجهة مخططات قوى البغي والاستكبار.
ورغم تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي ومعاناة ملايين اليمنيين جراء ما يفرضه العدوان من قيود وتداعيات صعبة على الأزمة الاقتصادية، يأبى أبناء الشعب الاستسلام لمشاريع العدوان، بل تتعزز جهودهم في رفد الجبهات والوقوف إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية بكافة الوسائل وحشد الامكانات في طريق المواجهة وحث خطى النصر
واستشعاراً للمسؤولية بمواصلة التحرك والاستنفار والمزيد من التحشيد ودعم الجبهات بالمال حتى تحقيق النصر، أعلنت القيادة الحكيمة تدشين حملة ” إعصار اليمن ” ما يضع الجميع أمام خيار الاستنفار الأكبر للوقوف في صف الوطن لمواجهة العدوان.
ونظراً لما تمثله هذه الحملة من أهمية ضمن أولويات تعزيز خيارات الدفاع عن الوطن من أجل تحقيق النصر وترسيخ موقف الحق ضد الباطل في مواجهة غطرسة وصلف العدو، بدأت مؤشرات التفاعل معها على المستوى الرسمي والشعبي تجسيدا لوحدة الصف الوطني والتحشيد للجبهات لمواجهة العدوان .
وفيما تترسخ مواقف الصمود وأصالة الارتباط بالهوية وقيم الانتماء للوطن ورفض الانسلاخ عن الهوية، والإرتهان للخيانة، يتجه أبناء المحافظات إلى تجسيد هذه المسئولية الوطنية والدينية بتعزيز النفير والتحرك في مواجهة طاغوت البغي والاحتلال والحفاظ على التراب الوطني ووحدة الكيان المجتمعي.
وفي نظر المراقبين والسياسييين تمثل الحملة رسالة قوية للعدوان وأدواته أن اليمن مقبرة الغزاة وأن أبطال الجيش والأمن ورجال القبائل الأحرار لهم بالمرصاد، وأن عليهم مراجعة حساباتهم، فاليمن رقم صعب لا يقبل القسمة، ومهما حشد، فإن أرض وصحاري اليمن كفيلة بالتهام جيوشهم وتبديد أوهامهم ومخططاتهم التآمرية.
ومحافظة صنعاء كغيرها من المحافظات حصن منيع لإفشال مؤامرات العدوان وأدواته، كونها سباقة بمواقفها ورجالها وأموالها لرفد الجبهات وتجسيد أنموذج البذل والعطاء والمشاركة في التحشيد والنفير والتضحية والفداء دفاعا عن الوطن واستقلاله.
وأكد محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، أهمية تضافر كافة الجهود الرسمية والمجتمعية والنخبوية لدعم حملة إعصار اليمن في تعزيز ملحمة الصمود ونهج الثبات والانتصارات في مواجهة تحالف العدوان.
وأشار الهادي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن جرائم وانتهاكات العدوان وحصاره الجائر وسيناريو مؤامرات تمزيق واحتلال جزء مهم من أرض الوطن الغالي لن تثني اليمنيين عن تعزيز التفافهم على قضيتهم ومشروع الدفاع عن سيادة وطنهم .
وأوضح أن لجوء قوى العدوان إلى خيار التصعيد واستهداف المنشآت المدنية والاحياء السكنية وتشديد الحصار وترويع الأطفال والنساء يكشف مستوى الانحطاط وحالة الافلاس التي وصلت إليها بعد فشل حملتها العسكرية والانتكاسات التي يتعرض لها مرتزقتها في جبهات القتال .
وقال “على تحالف العدوان أن يفهم أن الشعب اليمني بات أكثر وعياً وإدراكاً بما يحاك ضده، وأن الأيام المقبلة ستشهد استنفارا أكبر لدعم خيارات المواجهة لنيل الحرية واستقلال القرار اليمني والدفاع عن الأرض والكرامة”.
ولفت المحافظ الهادي، إلى أن وحدة الجبهة الداخلية اليوم أقوى من أي وقت مضى، رغم رهانات العدوان ومحاولاته ضرب اليمن من الداخل.. مبينا أن صمود أبناء اليمن لأكثر من سبع سنوات في وجه العدوان، يعكس الروحية والعنفوان الشعبي المتأصل بهذا الوطن.
ودعا أبناء المحافظة إلى التفاعل المسئول والجاد مع حملة إعصار اليمن من خلال مختلف الفعاليات والأنشطة والمضي في تعزيز جهود الاصطفاف والالتفاف ورفد الجبهات وإفشال مخططات العدو .
ونوه المحافظ الهادي، إلى أن هذه الحملة تتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، مؤكدا أهمية استغلال هذه الفعاليات لتعزيز الحشد للجبهات وتجسيد أنموذج التضحيات والمواقف التي قدمها الشهيد القائد في إطار مشروعه القرآني الصادح بالحق ومناهضة طاغوت الظلم والاستكبار .
وأشار إلى دلالات ما تمثله حملة إعصار اليمن من أهمية لنصرة الوطن ومواجهة التصعيد بالتصعيد في سبيل عزة وكرامة اليمن والمبادئ التي يناضل أبناء الشعب من أجلها للخروج من الوصاية الأمريكية.
وبين محافظ صنعاء، أن من ضمن دلالات إعلان حملة إعصار اليمن تعزيز الروح الوطنية والتلاحم المجتمعي وإيصال رسائل للعالم باستمرار صمود اليمنيين في مواجهة العدوان ومخططاته والحفاظ على أمن الوطن وسيادته وعدم التنازل عن شبر من أراضيه.
ولفت إلى جهود قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى في التعاطي الحكيم مع معطيات ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار والحرص على ترسيخ الثوابت الإيمانية اليمنية الأصيلة وتجديد التمسك بالهوية والانتماء وقيم الولاء لله والوطن لتحقيق النصر على أعداء الإنسانية.
وأشاد بانتصارات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وما تحققه القوة الصاروخية والطيران المسير من عمليات نوعية للرد على جرائم العدوان ضمن خيارات الحق المشروع للدفاع عن النفس والسيادة الوطنية.
كما أكد محافظ صنعاء أن المرحلة الاستثنائية الحساسة التي يمر بها الوطن تضع الجميع في موقع المسئولية للتحرك وحشد الجهود للمشاركة في معركة الفصل بين الحق والباطل .
وأوضح أن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني، منذ أكثر من سبع سنوات هي معركة تحرر واستقلال، ومن أجل نصرة دين الله والمستضعفين في مواجهة المستكبرين أمريكا وإسرائيل وأذنابهم من النظامين السعوديّ والإماراتي .
ولفت إلى ملامح الانتصارات والمكاسب التي تحققت لصالح الشعب اليمني، مؤكدا أن صمود اليمنيين وما يتحلون به من روح معنوية وإيمانية وقتالية وتقديم التضحيات كفيلة بنصر الله لهم مهما بلغت التحديات .
تقرير/جميل القشم