دفاعا عن الصف …وردا على المثقف المملوء بالخواء والمنتفخ بالهواء… بقلم / عبدالرحمن الأهنومي
الثقافة قالب لا يستطيع أي ملوث بالعقد المناطقية والمذهبية أن يزج بنفسه فيها ، اما وان كانت الثقافة هي السوق البائر الذي يتسوقه عادل الشجاعة فهي اللوثة بعينها.
ثم ان الثقافة الاستهلاكية التي يتفنن فيها الرجل ويُعير بها الشرفاء من ابناء هذا الوطن هي ثقافة مهترئة ماحقة وخائبة وخائنة ،ومضطربة، متكسرة حائرة ضعيفة يقودها عجزها الداخلي إلي ضراوة خارجية وتضارب قيمي.
هذه الثقافة التي خلقت لنا مسخا خائنا عميلا يترنح بين العمالة والخيانة والارتزاق ، واخر تابعا لشلة تقوم فيها المصالح بدور المبادئ والفعل الإيجابي ، وتمتطي صهوة الوطنية والدفاع عن الوطن وهي على الضد، هي ذاتها التي تشترك في “أنا المثقف” الذي ذهب الى الرياض واعيا بخيانته قابضا للثمن على طريقة “هات وخذ” ، ليصنع من ثقافته المضطربة مبررا لخيانة بلده ووطنه ،
و”أنا المثقف” المضللة المرتمية في حسابات المصالح والمكاسب على حساب المصالح العليا للوطن ، وفي الحالتين فانها ناتجة إما عن استعداد ذلك المثقف للخيانة والفساد بمعني أن تكوينه البيلويوجي النفسي الاجتماعي تربيته، نشأته الأولي، بيئته المحيطة،
أو عن ثقافة استقاها في ظل تلك القوي التي يزدهر فيها الفساد وتترعرع فيها الخيانة ، ونتيجة للادراك المشوش للأنا، للهوية : لم يعد قادرا هذا المثقف الاخير ان يصنف نفسه هل هو صحفي، مستقل ، قيادي في حزب ، مرتزق، عميل ، وطني، معارض لسلام حقيقي قائم على التوازن والتكافؤ ، ومسلم لسلام أجوف.
وبما أن الخيانة لا تأتي من فراغ بل من بذور كمنت في أرض قميئة استمرأتها واستحلت الماء الآسن الذي يرويها إلى ان أصبح المثقف مكتسباً عجزاً قميئاً يدافع عن سياسات عرجاء مروجاً لأفكار مهزوزة وغير عملية ،
فحين يتحدث عادل الشجاع عن ثورة 2014 التي رفعت شعار الكرامة وتحرير القرار السياسي ، باعتبارها سبب في غزو اليمن واحتلال بعض اراضيه ، ويتحدث عن العدوان والغزو لا ليعبر عن موقف وطني يفترض ، بل مروجا لهزيمة بكل أشكالها ، فهو يعبر عن حالة انا المثقف” مستقاة من قوى ازدهر فيها الفساد وترعرت فيها الخيانة!
الموقف الملتبس الذي وقع فيه عادل الشجاع أنه ساق الاحداث السياسية وفق مقاربته الخائبة هو ، وكان عليه أن يمايز موقفه عن موقف الخونة وهم يسوقون نفس المبررات والعناوين باعتبارها اسباب للعدوان على اليمن، لكن لم يختلف عن جوقة المرتزقة والعملاء في أن ثورة 2014 كانت سبب لما حدث من عدوان وخراب وتدمير وقتل ، ولم يختلف عنهم في أن اولئك الشرفاء التواقين الذين يقاتلون دفاعا عن اليمن هم السبب في هذا وهم من كونوا النزاعات الطائفية والمناطقية.
الوعي الذي ترتكز عليه اطروحات الشجاع وعي قميء وشاذ ، وما اعرفه عن الرجل انه عضو قيادي في المؤتمر الشعبي العام ، ذهب ضمن وفد جنيف1 ، وقال لولد الشيخ نحن حزب سياسي ولسنا مليشيا قيل له فيما معناه هل انتم طريق ثالث؟
وبعد مدة لا بأس بها طالب بضرورة اشراك حزبه في تفاوضات السلام ، وباعتباره مشارك في المواجهة التي اصبحت في نظر الشجاع حرب أهلية في بعضها ، ومغامرة في بعضها الاخر ، وهنا السؤال عن موقف حزب المؤتمر وقياداته من تلبيسات هذا واستهتاره؟
لا أدري من أين ياتي هذا وامثاله بكم التناقضات ويتجرعون كؤس الهزائم وأي موقف يقفه هذا وأمثاله ، وأيا يكن فإن على الشجاع ان الخطاب الملتبس والمقلوب هو خطابه هذا ، اما المشتركات التي يتحدث عنها فهي لالئك الذين وهبوا ارواحهم على طول خطوط المواجهة غير آبهين ولا مكترثين بخواء مثقف ممتلئ بالهواء .
لا علاقة للشجاع وامثاله من بنات المواقف الملتبسة والمخادعة لا بصف وطني ولا بجبهة وطنية ولا بموقف وطني واحد ، هذا رجل ممتلئ بالعقد المناطقية والمذهبية ، ويزامن كل مواقفه من منظار نفعي ذو ابعاد مذهبية ومناطقية.