دفاعاً عن الحق والحقيقة د. سامي عطا
دفاعاً عن الحق والحقيقة
د. سامي عطا
عمل إعلام البترودولار، عبر برامجه المختلفة ومن خلال مجموعة من منتفعيه المحللين اللاسياسيين، على ضخ وعي زائف يستبدل عداوة إيران بالعدو “الإسرائيلي”.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت إيران عدوة، فما هي حيثيات هذا الحكم؟! هل إيران دولة عدوة بسبب كونها كياناً طارئاً نهبت أراضي شعب عربي وأقامت كيانها على أرضه ومارست التقتيل ومصادرة أراضيه وحرمانه من حقوقه؟! هل إيران دولة لا تربطنا بها أي أواصر دينية وثقافية بحيث تريد أن تسلبنا قيمنا الثقافية وتفصلنا عن جذورنا وتبتلعنا؟!
ألسنا نحن من أدخل الإسلام إلى بلاد فارس وتواشجنا معهم ثقافيا وأسسنا حضارة أطلق عليها الحضارة العربية الإسلامية، وكان معظم علماء وفلاسفة تلك الحضارة من الأعاجم كما تحدثنا سيرهم؟!
ما الذي يجعل إيران تبحث عن وجع القلب في دفاعها ومساندتها لحقنا في القدس ومؤازرة القضية الفلسطينية؟! ماذا لو تخلت عن هويتها الإسلامية التي دخلت إليها بسبب فتوحاتنا، وقررت العودة إلى جذورها الفارسية القديمة، وصارت في عداء مع الإسلام؟! هل ستكون حينها بلداً جاراً وصديقاً؟!
تعرفون لماذا هي عدوة؟! لأنها ليست في خندق إسلام التضليل والزيف والبهتان، ولم تقبل إسلاماً شكلياً بلا جوهر، ولأنها اختطت طريق إسلام نجدة وعون وسند للمظلومين وخصم للظالمين، ولأنها آزرت قضايانا العربية والإسلامية.
كما أن الإسلام الذي شكل هويتها الثقافية هو إسلام المعارضين لحكم بني أمية وبني العباس، الذين كانوا يفرون إلى الأقاصي البعيدة هرباً من بطش وظلم وجور معظم حكام الخلافتين الأموية والعباسية، أي أن جور وظلم أسلافنا ضد بعضنا البعض هو الذي شكل هوية إيران الثقافية الراهنة، وجعلها دولة تنجد المظلومين والملهوفين وتقف خصماً للظالمين؟!!
وعلينا أن نسأل: ما الذي يجبر الإيرانيين على دفع هذه الكلف الباهظة لولا ثقافتنا المشتركة التي يدفعها إلى تحمل مسؤولية العمل بمقتضى أخلاق الواجب، أخلاق المسؤولية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي؟!
هل عرفتم من هو العدو الحقيقي لهذه الأمة؟! إنه من يختلق عداوة متوهمة يضلل بها الناس عن العدو الحقيقي.