دعا إلى وقف العدوان على غزة :رئيس الجمهورية في خطاب له بمناسبة العيد الـ 34 للوحدة اليمنية : السلوك العدواني لأمريكا وبريطانيا يهدد السلم والأمن الدوليين ويعرض مصالحهما للخطر
Share
جدَّد رئيسُ المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي محمد المشاط، التأكيدَ على رسوخ الوحدة اليمنية، ووقوف كُـلّ الوحدويين الأحرار في مواجهة المؤامرات التمزيقية والاستعمارية التي عادت بشكل جديد حاملة معها مطامع قديمة.
وأكّـد في كلمة له، مساء الثلاثاء، بمناسبة العيد الوطني الـ 34 للوحدة اليمنية، أنه “عندما نُحْيي هذه الذكرى كمحطةٍ سنوية يجبُ إحياءَ معاني الإخاء والمحبة والتسامح والتعايش والتعاون والتكامل فيما بيننا”.
وقال: “لا ينبغي أن نسمَحَ لخلافاتنا السياسية مهما بلغت أن تلغيَ هُــوِيَّتنا اليمنية الوحدوية، ويتوجب أن لا نسمح للأفكار الهدامة والمشاريع الضيقة أن تضعنا وبلدنا في مهب الريح”.
وأضاف: “لقد حدثت ممارسات ظالمة وأخطاء جسيمة بحق أهلنا في جنوب البلاد وفي شمالها على حَــدٍّ سواء، ولكن من الخطيئة أن نحمّل الوحدة أخطاءَ النظام البائد”، لافتاً إلى أنه “ليس من العقل ولا من الحكمة ولا من المصلحة لبلدنا ومنطقتنا التفكير في معالجة مشاكلنا من خلال التفريط أَو التضحية بوَحدة البلاد”.
ولفت إلى أن حفظَ السلم والأمن الدوليَّين يكمُنُ في يمن واحد وموحد.
وفي السياق وجّه الرئيسُ المشاط، الحكومةَ بتأجيل الاحتفال بالعيد الوطني حتى انتهاء أَيَّـام الحداد، ومشاطرة الشعب الإيراني مشاعر الأسى جراء فاجعة الرئيس الإيراني ورفاقه، موضحًا أن “تأجيل الاحتفال بالعيد الوطني إلى الأحد القادم حتى انتهاء أَيَّـام الحداد في الجمهورية الإسلامية يمليه علينا الواجب تجاه بلد مسلم يجلُّ شعبَنا ويقاسمُ أُمَّـةَ الإسلام ومجاهديها في فلسطين الهمومَ والآلام”.
وفي سياق متصل، جدَّد الرئيسُ المشاط التأكيد َعلى الرغبة الصادقة في صنع السلام وحسن الجوار واستعادة الإخاء مع محيطنا ومع الفرقاء في الداخل، داعياً النظام السعوديّ إلى إكمال ما بدأناه معاً، والانخراط الجاد في توقيع وتنفيذ خارطة الطريق والبدء الفوري في تهيئة وتعزيز الأجواء الداعمة لبناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي.
كما دعا إلى المضي قدماً في طريق السلام وتصفير الأزمات والصراعات كليًّا والعمل معاً على جعل المنطقة ككل منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، مجدّدًا نصحَه بالحذر من أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا ومساعيهم الهدامة والتدميرية ضد شعوب وبلدان أمتنا.
وجدَّد دعوته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة لشطب القرارات والعناوين المعيقة للسلام في اليمن والاضطلاع بدور إيجابي في تعزيز وتشجيع نوايا صنعاء وتوجّـهاتها الخيِّرة.
وطالب الرئيس المشاط “أمريكا وبريطانيا بالوقف الفوري للعدوان على أهلنا في غزة والكف عن عدوانهما على اليمن والإدراك أن السلوك العدواني يمثل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين ويعرض مصالحهما للخطر”.
فيما يلي نص الخطاب:
الحمدُ لله علامِ الغيوبِ ومؤلِفِ القلوب القائلُ في مُحكمِ الِكتابِ {واعْتَصِمُوا بِحَيْلِ اللَّهِ جميعاً ولَا تَفَرَّقُوا} والقائلُ {إنَّما المؤْمِنُونَ إخْوَة} والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله مُحمدٍ وعلى أهل بيتهِ الأطهار، وارضَ اللَّهُم عن صحابته المُنتجَبينَ الأخيارَ وبعدُ.
أيُّها الشعبُ اليمنيِ العزيزِ في داخلِ الوطنِ وخارِجه:
أُحييكم بِتحيةِ اليمنِ الواحدِ والمُوحد، وأُبارِكُ لكم حلول الِذكرى الرابِعةِ والثلاثينَ لِقيامِ الوِحدةِ اليمنيةِ الخالدةِ في الثاني والعِشرينَ مِن مايو الأغر.
إنَّ هذا اليومَ في حقيقتهِ لم ينتجْ وِحدتَنا اليمنيةِ، وإنَّما هو يومٌ كَشفَ عنها ورَسْمَنَها وأضْفى عليها شيئاً مِن الطابعِ الرسمي إنْ صحَّ التعبير، ذلكَ إنَّ الوحدةَ ثقافةٌ أوْجَدها اللهُ في إسلامنا الواحد وقُرآنِنِا الواحد، ونبينا الواحِد، وفي قيمِ اليمنيينَ وكُلِّ ما يربِطهُم بِربهمُ الواحدِ.
أيُّها الإخوةُ والأَخوات:
وفي هذهِ الذكرى المجيدةِ يجِبُ أن ننظُرَ إليها كمحطةٍ سنويةٍ لإِحياءِ معاني الإِخاءِ والمحبةِ وإشاعةِ روح التسامُحِ والتعايُشِ، والتعاوُنِ والتكامُلِ، والتسامي على الجراح، ونبذِ كُـلّ أسباب وعوامل الفرقةِ والكراهية؛ باعتبَار هذه القيم جزءاً لا يتجزأْ من معاني وامتداداتِ ومقتضياتِ هُــوِيَّتِنَا الإيمانِيَّةِ الوحْدَوِيَّةِ، ولا ينبغي أبداً السماح لِخِلافاتِنا السياسيةِ مهْمَا بَلغتْ أنْ تدْفعْنا لِمُغادرةِ هُــوِيَّتِنا الجَامعة، كما لا ينبغي أنْ نسمحَ لِلأفكار الهدامةِ والمشاريعِ الضيقةِ أنْ تضعْنا وبلدِنَا في مهبِّ الريح.
نعم لقد حدثتْ مُمَارساتٍ ظالِمةً وأخطاء جسيمةٍ بِحقِ أهْلِنا في جَنُوبِ البِلادِ وفي شَمالِها على حَــدّ سواء، ولكنْ مُمَارساتٍ مُعَيَّنةٍ مِنْ هُنا أَو هُناك، وليسَ مِنَ العقْلِ ولا مِنَ المنْطِقِ ولا مِنَ المصْلحةِ لِبلدِنا ومنطِقَتِنا التفكير في معالجةِ مشاكِلنا من خلالِ التفريطِ أَو التضْحِيةِ بِوحدةِ البِلاد.
وهذا أمرٌ يُدْرِكَه كُـلّ العالمِ؛ ذلِك أنْ مصْلحةَ اليمنِ ومصالِحَ الإقليم والعالمِ وحفظَ السِّلْم والأمْنِ الدَوْلِيَين كُـلّ ذلك يكْمُن في يمنٍ واحدٍ وموحد، مع بقاءِ بابِ الإنصافِ والحلولِ والمعالجاتِ العادلةِ مفتوحاً، وهو بِإذنِ اللهِ كفيلٌ بِحلِّ كُـلّ المشاكلِ والقضايا الخِلافية.
أيُّها الشعبُ اليمني العزيز:
لا أُريد أنْ أُطِيلَ عليكم في هذه الكلمةِ؛ ولِذلك سأُحاوِلُ التركيز على جملةٍ من الرسائِلِ في بِضْعِ نِقاط:
أولاً – يُصادِفُ يومُ غدٍ الأربعاءِ ذكرى اليوم الوطني لِلوحدةِ اليمنيةِ وهو اليومَ الذي نُقيمُ فِيهِ احتفالاتِنا المُعتادَةِ بِهذِه المُناسَبَةِ، ولكِنْ للأسف كما تَعْرِفُونَ شاءَت الأقْدارِ أنْ يتزامَنْ ذلِك مع أَيَّـام صَعْبةٍ وحَزِيْنةٍ يَعِيْشها بلدٌ عزيزٌ من بُلدانِ أُمَّتِنا وهو الجمهورية الإسلامية في إيران الشقيِق إثْرَ المصابِ الجَلَلِ والخطبِ الفادحِ الذي أَلَمَّ بِالأخِ العزيزِ فخامةِ الرئيس السيد/ إبراهيم رئيسي ورفاقهِ الأعِزاءِ -رِحِمَهُمُ اللهِ جميعاً- وفي هذا الصَّدّدِ أُوَجِّهُ الحُكُومَةِ بتأجيل الاحتفال بالمناسبة إلى ما بعد انتهاء أَيَّـام الحداد ومشاطرة الشعب الإيراني مشاعر الأسى، وهذا ما يُمْلِيهِ علينا الواجِبُ تِجاه بلدٍ مُسلِمٍ يُجِلُّ شَعْبَنا وبلدنا ويُقاسِمَ أُمَّـة الإسلام ومُجاهِديِها في فلسطين الهُمُومَ والآلام.
وهذا في حَــدِّ ذاتهِ يُعبِّرُ عن اعتزازنا بِوحدتِنا اليمنية وإحياء عملي لامتداداتِها ومعانِيها القيمية التي هي في جَوهرِها روحٌ أخويةٌ تُسافر في فضاءاتِ أُمَّتِنا الواحدةِ وتقاسُمِها الآلام والآمال على حَــدّ سواء، يقولُ رسولُ الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِهِم وتراحُمِهِمْ كَمَثَلِ الجَسدِ الواحدِ إذَا اشتكى منْهُ عُضوٌ تَدَاعتْ لهُ سائِرُ الأعضاء بالسهر والحُمَّى).
وعليهِ فليكُنْ يومَ الأحد القادِمْ إن شاء الله تعالى، هو موعِدُ الاحتفال الرسمي للذكرى الوطنية للوحدة اليمنية بدلاً عن يومِ غد.
ثانياً– وفي أفْياءِ هذه الذكرى الوُحدويِّةِ تتجدد في أعماقِنا رغبةٌ صادقةٌ في صُنعِ السلامِ وحُسنِ الجوارِ واستعادة الإخاءِ مع مُحيطَنا ومع الفُرقاءِ في الداخلِ، وفي هذا السياقِ أدعو الجميعَ في قيادة التحالفِ مُمَثلاً بِقِيادتِهِ الأولى إلى إكمال ما بدأناهُ معاً والانخراط الجادِ في توقيعِ وتنفيذِ خارطةِ الطريقِ والبدء الفوري في تهيئةِ وتعزيزِ الأجواء الداعمةِ لِبناءِ الثقةِ في الجانبَيْنِ الإنساني والاقتصادي والمضيِ قُدُمًا في طريقِ السلامِ وتصفيرِ الأزماتِ والصِراعاتِ كليًّا والعملِ معاً على جَعلِ المنطِقَةِ كَكُلِّ منْطِقةً آمنةً ومستقرةً ومزدهرة وننصُح بالحذر من أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا ومساعيهم الهدامة والتدميرية ضد شعوب وبلدان أمتنا.
ثالثاً– أدعو المجتمعَ الدولي والأمم المتحدةِ إلى شطبِ القراراتِ والعناوينَ المعيقةِ للسلامِ في اليمنِ والاضطلاعِ بدورٍ إيجابي في تعزيزِ وتشجيعِ نوايا صنعاء وتوجّـهاتِها الخيِّرةِ، كما أدْعو أمريكا وبريطانيا إلى الوقفِ الفوري لِلْعُدوان الإجرامي البغيضِ على أهْلِنا في غزةِ المظلومةِ والكفِّ عنْ عُدوانِهِما على اليمن، وإدراك أنَّ الاستمرارَ في السلوكِ العدواني يُمثل تهديداً خطيراً لِلسلم والأمنِ الدَولِيَّين ويعَرِّضُ مصالِحَهِما للخطرِ المتزايد.