دعاء المؤمنين في ميادين العمل يكون من واقع الشعور بالحاجة
دعاء المؤمنين في ميادين العمل يكون من واقع الشعور بالحاجة
{ أَنتَ مَوْلاَنَا}(البقرة: 286) أنت وحدك مولانا، ولينا ولي أمرنا من له الأمر فينا من له اختصاص تدبير أمرنا وشؤوننا، أنت ملكنا أنت إلهنا أنت وحدك مولانا، مولانا هنا بمعنى ولينا ولي أمورنا، من إليه نرجع، ومن به نلتجئ، ومن منه ننتصر ونطلب التأييد، ومن بهديه نهتدي، ومن له وحده نذعن، ومن بحكمه وحده نرضى، ومن له وحده نستجيب.
{أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة: 286). ليس أنت مولانا تنزل لنا المطر وتبارك لنا الأرزاق، [وتشتغل معنا] تعمل معنا، هكذا أصبح واقعنا نريد من الله أن يعمل معنا يهيئ الأشياء التي نحن بحاجة إليها ولا نستجيب له، ولا نؤمن به إيماناً فعلاً عملياً بأنه مولانا، ولا ننطلق في ميدان المواجهة لأعدائه، أما المؤمنون فهم قالوا هذه من واقع الشعور بالحاجة، وهم لم يدعوا فقط لأن ينطلقوا في ميادين المواجهة بل هم في ميادين المواجهة مع أعداء الله، هم في مواجهة مع أعداء الله؛ لهذا كان دعاؤهم دعاء من يعمل، دعاء من هو في ميدان المواجهة {أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة: 286).
وهكذا المؤمنون يدعون الله سبحانه وتعالى وهم في ميادين العمل وليس في زوايا بيوتهم ولا في زوايا مساجدهم، بعيدين عن واقع الحياة، بعيدين عن الأعمال التي لا بد أن ينطلقوا فيها كما أمر الله سبحانه وتعالى.
المؤمنون يدعون الله دعاء من يؤمن بأنه هو وحده وليه أنت ولينا {أَنتَ مَوْلاَنَا}(البقرة: 286)، وها نحن في ميدان المواجهة لأعدائك {فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} هكذا هو دعاء المؤمنين.