خيوط النور
خيوط إخلاص عبود
من يتابع محاضرات السيد القائد يعلم مدى ارتباطها ببعضها،اليوم الثاني عشر وكل يوم مرتبط بماقبله،وكل محاضرة تؤكد وتفسر ماقبلها،وكأنها خيوط نور، ودليل للخروج من متاهات الحياة،بدأها بالأجل ليخبرنا أن الأجل والموت ،الرحيل يعني أن الباب قد أغلق، وأن الفرصة قد انتهت، ليجعلنا بعد أول يوم نسمع بقلوبنا،وعقولنا،وأبصارنا ،ومشاعرنا ،وجلودنا،وكل ذرات أجسادنا،لكل ما يمكن أن يكون فرصة قبل أن يأتي ذلك الأجل، وهي (التقوى) التي تحدث عنها كثيرا ،ليخبرنا أن التقوى الحل مما تحدث عنه بعد ذلك، وهو وصف حال البشر بعد الموت، أقسامهم وأشكالهم، ومآلهم،ليجعلنا نثق أن من هو ألد أعداءنا(الشيطان الرجيم)من كنا نسمع وساوسه في الدنيا،هو من أخرج أبوينا من الجنة، لنفهم أننا نترك كتاب الله الذي فيه توجيهات،وأوامر ونواهي وحلول ونجاة وفوز ونجاح وحياة طيبة،تركنا كل ذلك مقابل وساوس فقط، ليست وعود حقيقية وليس لها آثار طيبة،ولا نهاية سعيدة.
كلام ليس من كلام البشر،ولا خطب علماء البلاط،ولا تضليلات علماء الكلام ،ولا فلسفات منافقيَّ الثقافة والتعلم،هو كلام انعدم قائلية ، ومات السابقون فيه،وقُتل الداعين إليه،كلام قرآني،ديني ،إسلامي،نوراني،توعوي،ثقافي،تعليمي،تربوي،زاكي لكل من ذاب فيه وخشع معه،لقد عايشنا كل تلك الأيام بتقواها بجنتها ونارها،عايشنا آجالها،وانغمست مشاعرنا في التأثر ،نتقدم بعد كل محاضرة تقدمًا عجيبا،ونتغير تغيراً ملحوظاً.
تحدث اليوم سيدي وقائدي عن العدو اللدود،والشيطان الحقود، وجيش منظم غير معدود، عن مخلوقات جعلت عملها في الدنيا إضلال الناس،ومسؤوليتها إفسادهم، تتقرب للشيطان بخروج الناس عن طاعة الله،وتتعبد الشيطان بجعل الناس تعصي الله،بدون أمر ولا سلطان،وبدون ضغط ولا قهر ولا إرغام،ولكن بخطوات الترغيب لمن مالت نفسه في الرغبات، وخطوات الشهوات لمن ذابت نفسه في طريق الشهوات، ومداخل الخوف لمن عاش سجين الخوف والذل والبعد عن الله ،وأبواب الغضب لمن تحمل نفسه حب الإستعلاء والتكبر والغرور.
أخبرنا أن الإنسان يحمل في جوفه شيطان مصغر،اسمه (الميول)تميل النفس إلى ماعودتها أنت، إلى ما رغبتها أنت،إلى مازينت لها أنت،ثم يأتي من بعدها الشيطان ،ليزينويشجع ويؤجج ويرغب ويحذر ويخوف ،فمن مال الميول الشيطاني الثاني ضعف في حين يقوى عدوه،حتى يصل إلى درجة أن يصبح عبد للشيطان، خادم للشيطان،لا يحتاج إلا لوسوسة للتحرك،ولا أكثر من دعوة من الشيطان لينطلق للإستجابة،وبكل جد وجهد واجتهاد.
رأينا اليوم الشيطان ماثلاً أمامنا، يعض على أنامله من الغيض، ويشتعل بنار جسمه،ونار حقده وكراهيته وغيضه على مايرى ويسمع من هذا القائد العظيم،الذي فضحه وفضح جانبا مما يفعل،وننتظر بشوق وشغف،وينتظر (الشيطان)بقهر وغيض وكراهية،وسيحاول بكل جيوشه المجيشة أن لا يصل إلينا تكلمة المحاضرات غداً ،وسيبقى ضعيفًا إلى أبد الآبدين.