خيبة كبيرة لترامب في اليمن.. إحراق أوراق القوة

على مدى عقود من الزمن، كانت أمريكا كإمبراطورية تتسيد العالم تعمل ألف حساب من أية مواجهة مع اليمن، حتى جاء المعتوه ترامب، ليدخل المعركة في التوقيت الخاطئ.

كانت المؤشرات لترامب واضحة من سلفه بايدين: لا يمكن هزيمة اليمنيين، في حين أن الكثير من الصحف الأمريكية ومراكز الأبحاث يؤكدون أن اليمن عصي على الانكسار، وأن نهاية الامبراطوريات في التاريخ كانت من بوابة اليمن، فكيف لم يفكر ترامب بهذا وعلى ماذا استند لهزيمة اليمنيين.

يشير رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط إلى أن البيت الأبيض، أشهر ثلاث أوراق هامة جداً في عدوانه على اليمن، الأولى، تتمثل في حاملات الطائرات، والثانية في الطائرات الشبح B2 ، والثالثة في المنظومة الكهرومغناطسية، وهذه أوراق كانت أمريكا تحتفظ بها لأية مواجهة مرتقبة مع روسيا أو الصين.

منطقياً، فإن لجوء واشنطن إلى استخدام هذه الأوراق، يدل على مأزقها الكبير في المواجهة العسكرية مع اليمن، وهي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على تنامي القدرات العسكرية اليمنية، واستيعاب الأعداء لهذه القوة الناشئة، وتأثيرها عليهم.

واللافت أن مسار التطوير للقدرات العسكرية اليمنية لا يقتصر على جانب معين فحسب، وإنما هو مسار متطور بشكل متسارع على كافة المستويات، كصناعة الصواريخ فرط الصوتية، والطائرات المسيرة التي لا تكتشفها الرادارات وأبرزها مسيرة [يافا]، وصولاً إلى التطور الكبير والمذهل في الدفاع الجوي، والذي بات يطارد طائرات الشبح الأمريكية المتطورة، ويسقط بكل سهولة ويسر فخر الصناعات الأمريكية [إم كيو 9].

نحن إذاً أمام متغيرات ليست بالسهلة على الإطلاق، فالتطور المتسارع للقدرات العسكرية اليمنية، ووعد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بالمزيد من التطور، يضع الأعداء في خطر كبير، ويعطي اليمن ميزة تثبيت نفسه كقوة إقليمية كبرى، بل وقوة مؤثرة في موازين الصراع العالمي.

ومن أهم الحقائق التي وضحها الرئيس المشاط في خطابه الهام والاستثنائي مساء الأحد هو خروج حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان عن الخدمة، وهذا أفقد العدو الأمريكي ورقة رابحة وهامة في تهديد الدول، والهيمنة عليها، فهذه الحاملات هي التي احتلت العراق، وأفغانستان، وهي التي ترعب روسيا والصين وكل دول العالم، ويعد الاعتداء عليها بمثابة الدخول في حرب نووية.

لكن قواعد الاشتباك تغيرت تماماً، فاليمنيين لا يهابون شيئاً، وهم أول من أطلق النار على حاملات الطائرات الأمريكية من بعد الحرب العالمية الثانية، وقد اضطرت الحاملة [آيزنهاور، وروزفلت، وابراهام لينكولن] للهروب خلال المواجهة السابقة في إدارة بايدن، والآن تعاني هاري ترومان من النزيف، وتستعد الحاملة [ فينسون] لتلقي الضربات مثل أخواتها.

ألا تعد هذه هزيمة مخزية ومذلة لأمريكا؟

بيد أن القوات المسلحة اليمنية لم تكتفِ بذلك، بل واصلت إطلاق الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، وغيرها إلى عمق كيان العدو، لتصل إلى أهدافها بنجاح، وتشكل خطراً على كيان العدو الإسرائيلي، وحين تكررت العمليات اليمنية لجأت واشنطن إلى حماية ربيبتها لتستخدم أهم أنظمة الدفاع الجوي وهي المنظومة الكهرومغناطيسية، وهذه المنظومة كانت مخصصة للمواجهة مع روسيا والصين.

يقول الرئيس المشاط: لقد تمكنت قواتنا المسلحة وخلال 10 أيام فقط من اختراق هذه المنظومة، ووصلت صواريخنا إلى عمق كيان العدو.

أما الورقة الرابحة التي كانت تعوّل عليها واشنطن في عدوانها على اليمن، فهي اللجوء إلى طائرات الشبح B-2 وإلقاء القاذفات الاستراتيجية على رؤوس المدنيين اليمنيين، بغية إخافة اليمن، وإجباره على التراجع، لكن اليمن مضى في مساره الجهادي، متوكلاً على الله، ومتكئاً على قوة استراتيجية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وعلى إرادة شعب قوي وصلب، فلم تعد هذه الطائرات تشكل أي ضرر عليه، ولا تمثل نجاحاً في ميدان المواجهة.

لقد أحرقت واشنطن ثلاثية قوتها الكبرى في اليمن، وهذا ما يعطي اليمن ميزة الانتصار الكبير غير المسبوق في التاريخ، ويعطي الفرصة لأعداء أمريكا كالصين وروسيا للخروج من حالة الخوف والقلق من الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية إلى المواجهة والقدرة على إيقاف غرور واشنطن، وهو ما لفت إليه الرئيس المشاط.

ويتكلم الرئيس بكل ثقة وهدوء واطمئنان، تماماً كما يفعل السيد القائد عبد الملك الحوثي – سلام الله عليه- وهو ما يعني أن اليمن لم يدخل في مواجهة أمريكا ترفاً أو مجازفة، وإنما دخل إلى هذه المعركة، وهو يمتلك أوراق القوة والنصر، ويمتلك من التقنيات العسكرية ما سيفاجئ به العالم، وإلا ما معنى أن يقول الرئيس المشاط: قريباً ستسمعون أخباراً جميلة عن طائرات الشبح الأمريكية.

هذا يعني، أن اليمن بات لديه القدرة على إسقاطها، ولكنه بانتظار قرار الموافقة فقط، وهذا إن حدث فإن أمريكا ستدس رأسها في الوحل من الخزي والفضيحة.

لقد كان خطاباً قوياً واستثنائياً غير مسبوق، وفيه من الرسائل للداخل والخارج، ما ينبئ عن مستقبل عظيم لليمن، وانكفاء للأعداء، فاليمن تجاوز المنافسة في النادي الإقليمي، وبات لاعباً هاماً في مواجهة الكبار، بل وقادراً على هزيمة أقوى الامبراطوريات في عالم اليوم.

المصدر ـ موقع أنصار الله

قد يعجبك ايضا