خولان الطيال!
الحقيقة/كتب/مصباح الهمداني
ربما لا أبالِغْ إذا قلتُ لكم أنَّ في الرياض من كل قبيلة يمنية شخص أو شخصين أو ثلاثة، وكل واحد منهم يسمي نفسه شيخ، ويدق صدره للأغبياء من بني سعود وبني زايد ويُخبرهم بأن قبيلته صغيرها وكبيرها، شبابها و”شيبانها” معه قلب وقالب، وأنهم فقط ينتظرون ساعة الصفر…
وبعضُ هؤلاء يُمسك هاتفه ويتصل لليمن بعدَ أن يكون قد رتَّبَ الأمر بإتقان، ويتصل للأول والثاني والثالث ويقول لكل واحد: كيف حالك يا شيخ فلان وكم عدد الذين سجلتهم معنا؛ فيتعجَّبْ كبار رجال الملك السعودي حين يسمعون الأرقام، ويتعجبون أكثر من قُدرة هؤلاء (المشائخ) وسيطرتهم على القبيلة اليمنية، ويطمئنوا، ثم يغدقون عليهم بعشرات الملايين..ولو علموا بأن المرتزق يتصل لأصحابه الصعاليك لأدركوا حجم المستنقع…
لقد ظن بني سعود أنَّ اليمنيين مثل أولئك الجبناء الأذلاء الخاسئين في فنادقهم،
يأمرونهم بخلع”جنابيهم” فيخلعونها..
يهينونهم بأقذع الكلام فلا يسمعون منهُم إلا “سلمت يا طويل العُمر”
يمدون أيديهَم عليهم فلا يرون إلا أعينًا مكسورة، ورؤوسًا صامتةً مطأطئة!
لو كنتْ مكان محمد سلمان أو محمد زايد بعد هذه السنوات الأربع المذلة والمهينة لهم ولجيوشهم ولمرتزقتهم؛
لحللت فلوسي”زلطي” على أرقى مستوى، وذلك كلما شاهدت اجتماع قبيلة من قبائل اليمن على قناة المسيرة.. حينها سأستدعي المرتزقة الذين في فنادق الرياض من تلك القبيلة وأعطيهم “كفوف” حتى تتساقط أسنانهم وهكذا دواليك…
بالأمس خرجَت قبيلة خولان الطيال العالية، بقبائلها السبع؛
(اليمانيتين،بني سحام السهمان،بني جبر،بني ضبيان، بني بهلول،بني شداد،الأعروش)
لم يكُن خروجها الأول، ولن يكون الأخير، لكنه كان خروجًا مُبهِرًا، وكبيرًا، ومشرفًا، ومنظمًا…
ولم يكُن اجتماعًا فقط، بل كانوا كما قائدهم قول وفعل، وأعلنَ الشيخ البطل: خالد القيري انطلاق أكثر من 500 مقاتل من ذلك الاجتماع وتلك الساحة..
وعلى لسان الشاعر الفصيح والبطل المِقدام ابو صخر الشيخ:هلال معيض أعلنتْ خولان أولى بنود اجتماعها الكبير، في البيان الختامي حيث قال:
تعلن قبائل خولان الطيال في وقفتها المسلحة اليوم..
أولاً:وعلى لسان قبائلها كافة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها براءتها براءة الذئب من دم يوسف من كل مرتزق ومنافق يتحرك مع العدوان سابقا ولاحقًا،وأنه إذا لم يرجع إلى صوابه ورشده فإن دمه وماله سيكون هدرًا وحكمه حكم العائب الخائب…
ومما يوحي باللحمة القبلية والوحدة المصيرية فقد كان شيخ مشائخ التلاحم القبلي: ضيف الله رسام حاضرًا ومما قاله:
تعلن قبائل خولان بن عامر وخولان الطيال اللحمة والحلف والتعاون والتنسيق مع كل قبائل اليمن الأحرار كما نعلن للجميع الاستنفار إلى جبهات القتال إلى مواجهة العدوان..
وكم كان عظيمًا أن ترى آباء الشهداء يُفاخرون ويفتخرون، وأينما يممت وجهك في ذلك الحشد الكبير ترى الشموخ والعزة في وجوه القوم ورؤوسهم وبنادقهم..
وقد التقطت كاميرا المسيرة خطوات لأحدِ الرجال الشامخين وعلى كتفه سلاحه وفي محياه ابتسامة ثقة، ويسير بشموخٍ وعزةٍ وإباء، وسألتُ عنه فقيل لي أنه أحد شيوخ خولان وهو أبٌ لشهيدين..إنه الشيخ المناضل:عايض أحمد عايض.
لقد خرجت خولان خروجًا يليقُ بها، ملبية النكفَ مع الجوف وأرحب، وأعدَّت عدة وعتادًا لتلقين الغزاة أشد النَّكال..
ومما يجبُ ذكره عند ذكر خولان أنها كباقي القبائل اليمنية قدَّمت وتقدم خيرة رجالها في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، وكان أبناء المشائخ في مقدمة الشهداء كالطلوع والقيري والقاضي والزايدي وعايض …الخ
وهناك المئات من عظماء خولان الذين أرووا بدمائهم الطاهرة تراب العزة والكرامة والإباء، ولكلٍ منهم قصة يعجزُ الوصفُ عن سردها، وعلى سبيل الذكر لا الحصر لبعض الشهداء:
كالتوعري والشريف ودحان والشامي والعجيلي والكبيسي وفرحان وجماهر والسدمي …
وختامًا: تحية لخولان الطيال ورجالها الأبطال الشرفاء…
وأبلغوا سلمان وأسياده ونعاله هذا الزامل الخولاني الرائع:
جيش خولان لاتقدم فما هم شي…ياخذ الثار كل الشعب ثم القبيلة
جات خولان جات السبع تتوحشي..نكفت والقبايل كل من جاء بخيله
شوق عيني على لقياك يالداعشي..باقنصك قنص والا انهيك بافضل وسيلة
قل لسمان لا هادي ولا المقدشي..ينفعك تغتصب أرضي وتأخذ حصيله
شوف جيشك في الخوبة ترك كل شي..فكهن قبلما المغرور يلقى قتيله
ويلك الويل لاقد بندقي رجشي..جاك بالموت يا صهيون دم وفصيله