خمسة اسطر بِمثابةِ حشوّدٍ هائلة تُميّتهم رُعباً
بقلم :- رؤى الحمزي
في ليلةٍ وضُحاها فيما العالم يسيرُ في حالةٍ من التنويم المغناطيسيّ للطاعةُ العمياء لمن لعنهم الله وشرع إظهار ذلك في بيته أقدس مكان على وجه الأرض ، وذلك جاء في مطلع سورةٍ كريمة للتأكيد لِمَ يجبُ على المؤمن فعله فابتدأها لا برحمةٍ ولا بصفة الرحمن عليهم؛ ليشير جل شأنه على غضبه وسخطه على اليهود والنصارى في تلك السورة، إلا أن البُعدِ عن كتابه جعلنا ككُل في حالةِ انقيادٍ لهم ونسيان ذاك الموقف الذي أراده الله منّا.
ظهر مالم يتوقع في دولة كريمة في حيٌ بسيط من أسرةٌ متواضعة في بيت علمٌ ودين أخرج الله بذرةٌ حسنة لأبٌ تقيٌ زكي، جعل الله من صلبه رجلٌ وأخيه عرفا الله حق المعرفة فأرادا الصحوة لخلقه، الحسين أولاً ومن بعده أخيه، خوفاً وخشيةٌ على الوقوع في عذاب الله وسخطه مثلهما كمثل ذاك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة لقومه، فتحرك سيّدي وقائدي شهيدُنا المغوار تحركٌ قرآني فبخمسةِ اسطر زعزع كيانهم و امنهم وعكر صفو بالهمّ وجعلهم في حالةٍ من الخوف الذي جعلهم يخشونه فلو كان خلاف ذلك لمَا تحركوا لقتله واسكاته بكل ما أوتوا من قوة .
شهيّدُنا القائد جعل من الصرخة سلاح وموقف فبذلك السلاح جعلهم يهبوا إلى من ظنوا أنه سيوقفه ويطمس موقفهُ وعزمه، فأمروا حثالتهم قتله فخابت ظنونهم وخافت سلطاتهم ؛ اختل تخطيطهم فلم تكن عقولهم تفكر إلا بالقتل! بأي وسيلة وبأي ثمن؛ لتهدأ افئدتهم وتأمن رؤسائهم.
فحالت قدرة الله على أن يخّيبُ امآلهم ولم يمت بالسهولة التي ضنوها، لان ذاك الرجل الذي أحبه الله لم يشاء له الموت، بل أراد له الشهادة من بعد انتشار ما أراد نشره، وأن يبلغ مبلغه في أرجاء المعمورة، ولم يشاء الله الإلتقاء به إلا وقد جعل له من يمشي دربه وينهج نهجه ويحبه وأن يسير على دربه حاملاً موقفه فتكون له أمة تحمل قضيته وتثأر له.
فاستخلف من بعده خليفته الذي سيسير بأولئك الذين احبوا اخاه من قبله، فعبروا الطريق تلك التي رسمها القائد الشهيد الذي قرر خالقه ارتقاءه بعد أن يدبر الأمر من بعده، ومن بعد تلك المهمة والرسالة التي أوصلها دبر كيف سيكون مصيرها من بعده على أيدي خلفائه وجنده.
ذلك الخليفة الذي وضع في مكان أخيه يمشي دربٍ يفوح بمسك دماء الاطهار وعلى رأسهم القائد الشهيد، هاهو خليفته يعبر درب طريقه قد فُتِح بأيدي من توكلوا وآمنوا وتآخوا وتحابوا وحملوا مبدأ وقضية الله أمرهم بها، هاهو قائدنا يمشي درب اخيه ونحنُ خلفه نحمل السلاح والموقف المخبأ تحت ذلك الشعار الذي جعل من أعداء الله في حالة بؤس وخوف وجعلنا اعزاء بمبدأ توعد الله بمن سار عليه أن يجعله في حالة عزٍ وكرامة.
نحن الآن اعزاء اقوياء نصنع الصواريخ ونأكل مما نزرع أصبحنا اقوياء واقفون بسبب تضحيات الشرفاء الشهداء وقائدهم الشهيد، نرى مسيرة قائدها وجنده في نفس المستوى كلهم شهداء فهل هناك تشكيك في صدق رسالته والسير عليها! فمن جانب اخيه المُخلَص واتباعه المُخلَصِين هاهم يمشون ببأس وصبر يواصلون طريقاً شقها قائدهم الاسبق، فحالنا حال قوة وتوفيقٌ من الله وذلك لإخلاص قائدنا وإخلاص جنده فكما نرى النصر حليفهم.
شعارك يا سيدي كان فعلاً سلاح وموقف كما نرى اليوم، وتلك الخمسة الاسطر المعروفة بالشعار قد اعزّت قومٍ رغم الم التضحية وفقد النبلاء؛ ولكن بالمقابل ذلّ الآخرين كما أراد الله لهم ولأتباعهم ونصر جنده من لم يحالفه حظ الشهاده كما كرم الأسبقون بها من قبله