خلال ورشة بناء وتطوير أداء المؤسسات لمحافظي المحافظات ومدراء الأمن: رئيس الجمهورية يحث جميع الجهات على النزول إلى المجتمع وملامسة همومه
أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، الحرص خلال العام الحالي، على تكثيف عملية البناء والتأهيل والإصلاح على المستوى الإداري والثقافي وكل المستويات.
وأشار الرئيس المشاط في كلمته امس خلال ورشة بناء وتطوير أداء المؤسسات لمحافظي المحافظات ومدراء الأمن، إلى أنه تم تنظيم ورشتين للجهات المركزية لتكون هناك انطلاقة لإصلاح النفوس، كمنطلق لإصلاح الحياة.
وقال” إن المفهوم الصحيح للمسؤولية هو أن تتحمل الظروف الصعبة وتتجاوز الوضعية الصعبة في محافظتك مهما كانت الصعوبات، وهذا هو المفهوم الصحيح للمسؤولية”.. لافتا إلى أن المطلوب من كل مسؤول خاصة محافظي المحافظات، تشغيل الجميع سواء على مستوى المكاتب التنفيذية والمحلية والمجتمع، واستغلال كل الطاقات الموجودة.
وأكد الرئيس المشاط، على أهمية تشغيل الجميع كلا في مستواه وفي إطار مسؤوليته لأن البديل سيكون الانزواء في إطار مجموعة كبيرة أو صغيرة، يمثل بداية المشكلة، وعليه يجب تجاوز ذلك والانفتاح على الجميع لأن العمل الجماعي فيه بركة كبيرة وثمرة ونتيجة أفضل.
وأشار إلى أهمية التفهم للوضع والصعوبات القائمة وأن يساهم كل واحد في تجاوزها مع طاقم عمله في إطار مسؤوليته .. وقال” نحن بدأنا في الرؤية الوطنية عملية البناء والتخطيط بشكل ملحوظ لم يكن موجود في الأعوام السابقة، وأرجوا أن تحرصوا عليها وتعملوا على تنميتها وتحديثها بشكل مستمر، لأن ميدان عمل الدولة هو المحافظات”.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالخطط ومتابعة التنفيذ والتحديث والتطوير وعدم الاستمرار في الإشكاليات المتكررة كل سنة، وذلك من خلال التحديث والتطوير، والإلتزام بالتوقيت في التخطيط والتحليل ودراسة الموازنات.. موضحا أنه تم التوجيه هذا العام بإطلاق موازنات المحافظات ليكون هناك تحرك أكبر ويكون لدى الجميع الوقت لعملية التحليل والتقييم والتخطيط للأعوام القادمة كون التنفيذ بدأ من شهر يناير.
وأكد الرئيس المشاط، على أهمية تفعيل خدمة الجمهور والشكاوى.. داعيا الجهات المركزية والمحلية للاهتمام بالاستماع لمشاكل وهموم المواطنين.
وحث المحافظين على تفعيل خدمة الجمهور كلا فيما يخص عمله ومساندة جهود هيئة رفع المظالم، والوقوف معها سواء الأجهزة الأمنية أو محافظي المحافظات كون الإنصاف من أهم المسؤوليات.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام ببناء وتقوية إدارات الدواوين في المحافظات.. وقال” مما يؤسف له أن كثيرا من مؤسسات الدولة لا يوجد لديها مقرات سواء في السابق أو كانت موجودة ودمرها العدوان وهذا إرث يجب أن نتحمله جميعا”.
وشدد الرئيس المشاط، على ضرورة التركيز على عملية البناء والتطوير والتحديث والمتابعة والتقييم للمكاتب التنفيذية ومدراء المديريات، وهذا من مسؤولية كل محافظ أن يصلحها ضمن رؤية مزمنة مع الجهات المركزية بدءا بالجهات الخدمية في المكاتب التنفيذية وخاصة الأشغال والتعليم والصحة والكهرباء والمياه وغيرها من الجوانب التي يلمس اثرها المواطن وتؤثر على حياته .
وحث على الاهتمام بالمكاتب التنفيذية ككل والبدء بالمكاتب الخدمية .. وقال” نحن سنساهم في مع الجهات المركزية لإنعاش هذه المكاتب خاصة التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر”.
وأكد الرئيس المشاط، على المحافظين والمسؤولين ضرورة مساعدة اللجنة الزراعية، للبدء بعملية الإصلاح الزراعي والنهوض بهذا القطاع واستغلال هذا الموسم لأن هناك متغيرات دولية قد تحدث بعض الصعوبات إذا لم يتم التحرك من البداية.
وقال” يجب أن يكون هناك اهتمام وتعاون من المحافظين والأجهزة الأمنية مع هيئة الزكاة وأن تحظى بمتابعة واهتمام، لأن عملية التحصيل مرتبطة بغيث السماء وهذا من أكبر المسؤوليات علينا جميعا”.. مشيرا إلى أن لدى الهيئة برنامجا يبدأ من المديريات وهي مسؤولية دينية قبل أن تكون مسؤولية إدارية.
ولفت إلى أهمية الربط الشبكي والأتمتة ولدى وزارة الإدارة المحلية مشروعا في هذا الجانب .. مؤكدا على ضرورة الاهتمام هذه السنة بالربط مع الجهات المركزية والربط بالمكاتب التنفيذية في إطار المحافظة، وحتى في إطار المديريات مما يساعد على الإدارة السلسة والسريعة لخدمة المواطن.
وفيما يتعلق بالمخطط العام، ذكر الرئيس المشاط، أن لدى الهيئة العامة للأراضي برنامجا وقد بدأت بإعداد المخططات في بعض المحافظات “المستر بلان” .. مشيرا إلى أن المخطط العام يمثل أهمية كبيرة خاصة في المحافظات التي تشهد هجرة غير طبيعية.
وأكد على ضرورة أن تكون عملية التخطيط محكمة وإلا ستكون هناك كارثة إذا لم يتم الإسراع في عملية التخطيط الحضري سواء في الحديدة أو إب وقبلها العاصمة صنعاء والمحافظة وغيرها نتيجة العشوائيات التي ستنعكس على الخدمات وحياة المواطن بشكل كامل.
كما شدد الرئيس المشاط، على ضرورة الاهتمام بالتدريب والتأهيل .. لافتا إلى أن هناك برنامجا لهذا العام من خلال القطاع الإداري، يبدأ في إطار المحافظات للارتقاء بالأداء العملي لدى جميع المسؤولين.
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالمظهر العام، النظافة والمرور وإعطاء هذا الموضوع أهمية كبيرة.. مشيرا إلى أن التقييم الأولي لكل محافظ يكون من خلال المظهر العام كونه يمثل وجه الدولة وليس من خلال التقارير المرفوعة.
وقال” الاهتمام بالمجتمع مهم جدا، خاصة محافظي المحافظات كون المحافظ المسؤول المباشر أمام المجتمع، ما يتطلب الاهتمام بعملية النزول الميداني وحث كل المسؤولين ومدراء المديريات على النزول وملامسة هموم المجتمع لأن خلاصة مسؤوليتنا هي ملامسة هموم المجتمع وحل مشاكله ومواكبة تطلعاته”.
وأضاف” عندما يكون هناك عزوف عن صميم المسؤولية فكيف ستكون بقية التفاصيل”.. حاثا جميع الجهات وفي المقدمة محافظو المحافظات على الاهتمام بملامسة هموم المجتمع وتنظيم المبادرات المجتمعية”.. مشيرا إلى أن المجتمع اليمني نشيط وعملي ويحتاج فقط إلى من يدير ويرشد ويوجه ويرعى، ولكن إذا تم اعتماد آليات غير صحيحة أو تعرض للابتزاز فإنها ستقتل هذه الطاقة لدى المجتمع.
وحث المحافظين على الاهتمام بالجانب الإعلامي بالمحافظات، وأن يكون هناك اهتمام بالمجتمع ومساعدته بالإرشاد والتوجيه والتوعية.
واختتم الرئيس المشاط كلمته بالتأكيد على ضرورة أن يحرص كل مسؤول على أن يقدم النموذج الراقي والصحيح في إطار مسؤوليته، وأن يكون هذا جل همه سواء على مستوى المحافظات أو المستوى المركزي.