رئيس الجمهورية: عملية التقييم لن تقتصر في المستقبل على التقارير والجوانب الفنية والشكلية ولا مكان بيننا للمحبطين والسطحيين والمنظرين.. الميدان الآن للعمل
أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، ضرورة الاهتمام بإصلاح النفوس والانطلاق في هذا الجانب لإصلاح واقع الحياة.
وقال الرئيس المشاط، خلال لقائه قيادات الدولة: “هناك قضايا عامة لأنفسنا جميعاً، منها مصارحة النفس، بمعنى لا تسمح لنفسك، ولا للشيطان، ولا لقرناء السوء أن تعيش وتعيّش الآخرين في وهم، وهذا أكبر كارثة وأكبر مدخل للهدم ولعدم الإنتاج، أن تسمح لنفسك الانطلاقة إلى واقع غير صحيح وخيالي، لكن صارح نفسك وحدد مستوى معين، وتكون واقعي معها، غير التطبيل والمدح الذي تتلقاه من الآخرين، لأنه في الأخير تصبح سموم”.
وحث على استشعار رقابة الله تعالى في كل التصرفات والأعمال، باعتبارها العمود والمحرك للجميع في واقع العمل والمسؤولية.. معتبراً ذلك حافزاً مهما لكل المنغصات والسلبيات غير المشجعة، في إطار مسؤولية كل واحد في إطار عمله.
وأضاف: “فرصة سعيدة لانعقاد مثل هذه الورش، والتقينا بالدفعة الأولى وكانت النتائج والانطباعات إيجابية وملموسة، وهو ما نحرص عليه، أنه نعكس كل الأجواء الإيجابية لتلامس هموم واحتياجات المواطن”.
وتابع: “إذا لم ينعكس انطباعك وتفاعلك في أداءك العملي الذي يصل في نهاية المطاف إلى المواطن، سيكون التفاعل محدوداً، ولا جدوائية منه، وهذا شيء مهم يجب أن نركز عليه، حتى في عملية التقييم”.
وجدد رئيس المجلس السياسي الأعلى، التأكيد على أن عملية التقييم لا تقتصر في المستقبل على التقارير والجوانب الفنية والشكلية.. وتابع: “أفضل تقييم وأفضل تقرير هو انعكاس أدائك العملي، وهذا يلمسه الكل، عند المواطن، إذا الأداء بالشكل المسؤول، إذا وقف كل واحد منا مع نفسه وضميره في كيف يستغل كل طاقاته أو إمكاناته، أو ما لديه من مكانة ومهارات وخبرات، في أن ينتج، ويصلح واقع الحياة، هذا شعور إيجابي”.
وأوضح أن “المحرك الأساسي لكل تلك الأفكار الالتزام وفقاً لهدى الله، وتعليمات أعلام الهدى”.. ومضى قائلاً: “نتشرف بلقائكم والنقاط التي وردت في محاضرة الليلة يجب أن تكون برنامج عمل نفسي مع كل واحد منا، فالخطاب موجه للكل، وعندنا نعمة كبيرة أن يكون يعني بما لديه من هموم ومشاكل، وما لديه من أعمال، وعاد يشرفنا بالتعليمات التي تنطلق إلى نفوسنا، ما يفرض علينا مسؤولية في أن نوجد وعاء يتقبل هذه التعليمات وتكون لدينا إرادة وانطلاقة ونية في أن نعكس تلك التعليمات على واقع الحياة كل في مجال عمله”.
وقال: “الحرص الشديد الذي نلمسه من السيد شيء إيجابي، ويبعث على أن نكون أكثر حرصا للاستفادة مما ورد من التعليمات والنصائح، لتساعدنا في الانطلاق لإصلاح واقع الحياة، وكذا ما يتعلق بموضوع الانعكاس في واقع المجتمع أيضا، يعني لا تبقى أنت مع نفسك فقط حتى لو تأثرت أنت حاول أن تعكس كل الأثر الإيجابي في واقع المجتمع الذي يحيط بك”.
وأشار الرئيس المشاط إلى أن “من ضمن برامج العدو استهداف قواعد المجتمع الصامد” .. وأضاف: “لدينا أكبر سلاح لا يمكن أن يوجد لديهم في قضية الاهتمام بالهدى وتربية النفوس، وهذا أكبر ضامن، وعامل فشل للمؤامرات التي يستهدف بها العدو مجتمعنا”.
وذكر أن “دعايات وأكاذيب العدو ستكون في المستقبل بشكل مكثف لاستهداف المجتمع اليمني ما يستدعي الانطلاق في تحصين أنفسنا”.. وتابع: “عندنا نعمة أيضا أنه نتيجة جهد السيد القائد -الله يحفظه- من البداية، وحرصه على المجتمع والدور الذي يقوم به أكثر منا فيما يتعلق بالاهتمام بالمجتمع، شكّل حتى الآن عملية تحصين كبيرة، من اختراق مؤامرات العدو في لاستهداف المجتمع، وهذا نعمة”.
وتطرق إلى أهمية تعزيز الوعي لتحصين المجتمع من الأكاذيب والأراجيف التي يبث سمومها العدوان .. وأردف قائلاً: “إذا لم نصنع من هذا الوعي صخرة تتحطم عليها الأكاذيب للمجتمع، اعتقد أنها كل مرة بشكل أفضح وأوقح، وتحتاج إلى وقاية كبيرة من الجميع”.
ونبّه الرئيس المشاط الجميع إلى نقطة مهمة قد تكون غريبة لدى الكثير في التوجّه لبناء الدولة، وهي فصل الموضوع عن الله تعالى، ما يعني اعتقاد الكثير في أن نجاح فلان يعود إلى ناس وجماعة وإمكانات، ويتم فصل توفيق الله تعالى في هذا الجانب.
وقال: “أعتقد أن هذا منطلق غير صحيح على مستوى نجاحك الشخصي، يجب أن نربط أمورنا بالله تعالى الذي يهيئ عوامل النجاح، على مستوى الشخصية، وفي اطار المسؤولية وعلى مستوى الأمة، أكبر خطأ أن ننساق للمعسكر الذي يريد فصل الأمور عن الله، بعيداً عن استشعار رقابة الله سبحانه، وهذه الأمور مهمة جداً قد تغنيك عن الإمكانات التي ليست موجودة حالياً في واقعنا”.
وأضاف: “هذه النقطة طرحها السيد القائد في خطابه، الله هو ملك القلوب، من يهيئ عوامل النجاح، إذا علم واطلع على نفسية كل واحد منا قد يمدك بأشياء ليست لدى الناس، ليست لديك في إطار امكاناتك ومسؤوليتك، والخلاصة أن يكون الله حاضراً وموجوداً”.
وعرّج على موضوع تقديس المسؤولية والعمل .. وقال: “لا بد أن تنطلق للعمل بقداسة في إطار استشعارك للمسؤولية، وأكدنا في لقاءات كثيرة، أنه لا يوجد على المستوى المادي ما يشجع الكثير منا في وضعنا الراهن، لكن هناك بدائل قد تكون عامل محفز ومحرك للإنسان للانطلاقة الصحيحة، فقداسة العمل في إطار المسؤولية ستكون عاملاً وحافزاً كبيراً، لكل واحد لتجاوز الإشكالات والصعوبات”.
كما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، ضرورة اضطلاع الجميع بالمسؤولية في حل مشاكل الناس وهمومهم وتقديم الخدمات لهم.. وأردف قائلاً: “اعتبر الكرسي الذي تجلس عليه لتحل كثير من مشاكل الحياة وهموم الناس، وتقديم الخدمات لهم، قدّس هذا العمل وانطلق معه بقداسه وفي نهاية المطاف تؤدي مسؤوليتك، الذي يعتبر من أهم مسؤولياتك إقامة القسط وإصلاح واقع الحياة”.
ودعا إلى الإسراع في عملية الإصلاح .. وتابع: “كل واحد منا نعتبر هذا موسم مهم جداً وبداية انطلاقة لنا جميعاً، نجعل من هذا الشهر تدشين، لعملية الإصلاح، لا نستثني أحدا كل واحد منا بحاجة لانطلاقة لإصلاح النفوس، واستغلال هذا الموسم للطلب من الله تزكية نفوسنا وتطهير قلوبنا كوننا بحاجة الرجوع إلى الله تعالى لنطلب منه تزكية أنفسنا وتطهير قلوبنا”.
وشدد على ضرورة التركيز على إصلاح المحيط من خلال بدء الانطلاق لإصلاح النفس أولاً، ومن ثم الواقع المحيط، وهي نقطة مهمة جداً يجب التركيز عليها في عملية التقييم.