خلال فعالية عاشورائية بمديرية بني الحارث رئيس الثورية العليا : يثمن تضحيات الشعب ويؤكد إن الثورة الحسينية مستمرة في وجه كل الطواغيت
أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، أمس الجمعة، أن ثورة الـ 21 من سبتمبر ولدت لكي تستمر، وجاءت لكي تستمر.
وقال في كلمة له خلال فعالية عاشورائية بمديرية بني الحارث في العاصمة صنعاء، “لأننا نحمل وعي الحسين ونحمل أيضا ثقافة الثورة، الثقافة التي تجعلنا نتحرك وأن نستمر في تحركنا، التحرك الواعي ولا يمكن لطاغية على الإطلاق بإذن الله تعالى أن يحكمنا”.
وأشاد رئيس اللجنة الثورية العليا بالقبائل اليمنية التي تساند الثورة وتقف إلى صف الثورة، مؤكداً أنها ستسقط كل المشاريع التدميرية وكل الباطل الذي يحاول العدوان ومرتزقته فرضه على أبناء اليمن، ومذكراً بدور القبائل في إسقاط الإمبراطورية العثمانية.
كما لفت رئيس الثورية العليا إلى الأوضاع التي تشهدها المناطق التي يزعم العدوان تحريرها، من خطف وقتل وتفجير وتفخيخ، مؤكداً عدم تكمن العدوان من تحقيق أي هدف غير قتل النساء والأطفال وتدمير البيوت.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرف عظيم أن نلتقي بلجان حشد الواحد والعشرين من سبتمبر ومع مشائخ وشخصيات اجتماعية في هذه المديرية والمعروفة بثوريتها وبمساندتها للثوار، مديرية بني الحارث من المديريات التي لها سبق ثوري مثلها مثل المديريات المجاورة، وكان هناك مخيم في بني الحارث، هذا مخيم ضم الكثير من الثوار، والبعض منهم الآن شهداء ذهبوا في درب الشهادة.
نحن هنا أتينا لنثمن مواقفكم ونشكركم على كل عطائكم وعلى كل بذلكم، سواء أبناء المديرية الأصليين أو القاطنين أو الساكنين، كل المشائخ والشخصيات الاجتماعية البارزة الذين أسهموا بدور فعال سواء في عيد الثورة أو أيام التصعيد الثوري وكانت لهم مواقف مشرفة يستحقون أن نشكرهم عليها، كما نشكر بقية القبائل الذين استضافوا من حضر إلى احتفال عيد الواحد والعشرين من سبتمبر في ليلة الأربعاء وصباح الخميس، كل الشكر لجهودكم التي تبذلونها من أجل الحفاظ على ثورتكم، من أجل الاهتمام بمواطنيكم وبشعبكم، من أجل تحقيق أهداف ثورتنا المجيدة بإذن الله تعالى.
نحن في مواجهة العدوان لا يمكن أن نركع ولا يمكن أن نخنع ولا يمكن أن نتراجع ولا يمكن بحال أن يلتفوا على ثورتنا، الثورة هذه ولدت لكي تستمر، وجاءت لكي تستمر، لم تأت من أجل مطامع مالية، ولا من أجل شيء آخر، وإنما أتت الثورة من هموم المواطنين، من تطلعاتهم، من حبهم لوطنهم، من تضحياتهم التي يقدمونها.
الثوار قدموا تضحيات جساما، وهذه التضحيات لا يمكن أن تذهب في يوم وليلة، أو أن أحدا يمكنه أن يلتف عليها، راحت عليهم، انتهت انتهت، الآن نحن في عصر نستطيع أن نتواصل كثوار في كل المناطق ومع أبناءنا الثوار في كل المناطق، ونستطيع أن نحشد أكثر مما حشدنا في الخميس الماضي، لأننا نحمل وعي الحسين ونحمل أيضا ثقافة الثورة، الثقافة التي تجعلنا نتحرك وأن نستمر في تحركنا، التحرك الواعي ولا يمكن لطاغية على الإطلاق بإذن الله تعالى أن يحكمنا مهما يملك من قوة، ومهما يملك من تجبر، وكيفما كانت ترسانته العسكرية، لذلك نقول لدول العدوان مهما فعلتم لن تنتصروا على شعبنا اليمني، وهذه القبائل التي أقف اليوم بين أبناء إحداها هي من وقفت أمام الإمبراطورية التركية وأمام غيرها من الامبراطوريات، الإمبراطورية العثمانية أسقطتها هذه القبائل وغيرها من القبائل اليمنية التي تساند اليوم الثورة وتقف إلى صف الثورة وتعلم بمخططاتكم الاستعمارية وتستيقن منها، وبفضل الله فإن الوسائل التي لدينا في هذا العصر تنقل لنا كل جديد عنكم، كل سيئة عنكم، كل مشاريع الدمار والتخريب عنكم.
نحن نلاحظ ماذا يحصل في المناطق التي تزعمون تحريرها، الخطف والقتل والتفجير والتفخيخ، ولم تجد تلك المناطق أي شيء على الإطلاق نستطيع أن نقول عنه إنه نموذج، تسمعون أهالي عدن أنفسهم ماذا يقولون عن عدن اليوم، اسمعوا أيضا أهالي مارب ماذا يقولون اليوم عن مارب، واسألوا أيضا أهالي تعز ماذا يقولون أيضا عن تعز اليوم. الاغتيالات مستمرة، وعدم الاستقرار الأمني موجود لديهم، ولا توجد لديهم أي خدمات، وبالتالي الشخص الذي لم تستطيعوا أو لم تأذنوا له أو لم تستطيعوا أن تعيدوه إلى عدن لا زال ينام في فنادقكم، وتريدون أن تركعوا شعبا تعلم التضحية من الحسين، وعشق الثورة من الحسين، واستمر في درب النضال إلى اليوم!؟.
آباء هؤلاء كانوا ثوارا، وآباء آبائهم كانوا ثوارا وهكذا، هذا هو خط الثورة مستمر من عهد الحسين وإلى اليوم، نحن في ثورة مستمرة لأنكم بطغيانكم بعتوكم لا تستطيعون أن تركعونا على الإطلاق.
نحن نقول لهم ماذا فعلتم، وماذا حصدتم، وما هي الأهداف التي حققت لكم منذ أن شننتم العدوان على الشعب اليمني وإلى اليوم؟ لا يوجد أي هدف استطعتم تحقيقه، لا يوجد أي هدف استطعتم تنفيذه، لا يوجد أي هدف استطعتم إيجاده.
ما هي أهدافكم غير التدمير لبلدنا، غير التخريب لوطننا، غير استهداف مقدراتنا، غير استهداف بنانا التحتية، غير استهداف أيضا مواطني الجمهورية اليمنية؟ هل لديكم أهداف غير استهداف المدنيين؟ غير قتل الأطفال والنساء، غير تدمير البيوت؟ لا يوجد لديكم أي شيء غير ذلك.
لذلك فأبناء ثورة 21 سبتمبر هم انطلقوا من وعي ولم ينطلقوا من مال كما تفعلون أنتم مع مرتزقتكم، سواء المرتزقة الذين أتوا من الدول الأجنبية الخارجية أو المرتزقة من الداخل، اقطعوا عنهم ما تعطونهم ثم انظروا هل يستطيعون أن يصمدوا؟ هل سيستمرون في القتال؟ أتحداهم، بينما هؤلاء الرجال وغيرهم من أبناء القبائل يأتون حتى إلى الاحتفالات وهم يحملون معهم القوافل، قوافل العطاء وقوافل الكرم لأولئك المجاهدين من أبنائهم ومن إخوانهم الثوار في كل الجبهات، يحملون معهم قوافلهم ويحملون أيضا أبنائهم ليجاهدوا وليواجهوا مشاريعكم وباطلكم، مشاريعكم التدميرية، وباطلكم الذي تحاولون أن تفرضوه عليهم، ومن يقدم ماله فهو بالتأكيد يستطيع أن يقدم دمه، ومن يقدم دمه ودم أبنائه فهو بالتأكيد لن يقبل بمشاريع العدوان، لذلك نحن نقول لكم يا ثوار 21 من سبتمبر نحن نكن لكم الشكر الكبير، ونشكركم على الجهود التي تبذلونها سواء أنتم أو من حضر في 21 من سبتمبر، سواء انتم كرجال حشد في هذه المديرية أو في غيرها من المديريات وفي غيرها من المحافظات، الشكر الكبير لكم، الشكر لله ثم لكم أنتم أيها الأحرار الذين تقدمون نماذج حقيقة ستحتذي بها بإذن الله تعالى كل الشعوب العربية والإسلامية بما فيهم شعب الجزيرة سيحتذي بأذن الله بكم، انطلقتم بلا شيء وحققتم ما لم تستطع 17 دولة تحقيقه، حققتم الأمن والاستقرار في المناطق التي تسيطرون عليها، وحققتم أيضا السكينة، وحققتم التكافل الاجتماعي، وهو ما لم تستطع أن تحققه أو أن توفره دول العدوان، فهذا فضل من الله كبير لكم، ومن نضالكم ومن تحرككم المستمر وبإذن الله تعالى سيتحقق على أيديكم وعلى أيدي إخوانكم الثوار في كل المحافظات وفي كل جبهات العزة جبهات الكرامة جبهات الحرية سيتحقق الانتصار لشعبنا اليمني.
كل التحية لمن حضر هنا ولبقية اللجان في جميع الجمهورية اليمنية، ولكل من حضر إلى السبعين، ونخص أولئك الذين أيضا استضافوا الثوار من المحافظات، وكان نموذجا مشرفا للتكافل الاجتماعي لأبناء الثورة في كل المديريات، كتب الله أجركم، وشكر سعيكم، وكثر خيركم، وحفظكم ورزقكم، ورزق كل الخيرين في هذا الشعب، ونسأل الله أن ينصرنا وأن ينصر شعبنا، وأن يحفظنا جميعا، وأن يحفظ المجاهدين في كل الجبهات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.