خطورة التطبيع السعودي مع كيان العدو الإسرائيلي
تجلت الحقائق بشكل جلّي أكثر من أي وقت مضى، وأصبحنا في زمن كشف الحقائق يتجلى فيه بوضوح تام الايمان الصريح والنفاق الصريح، وصار الجميع منا يرى بأم عينيه النفاق الصريح مع قوى الاستكبار، ويرى في الجانب الاخر الايمان الصريح ضد قوى الاستكبار واليهود الذين عاثوا في الأرض فسادا.
طيلة المدة الماضية، كانت المملكة العربيّة السعوديّة تتستر عن وجهها القبيح حيال علاقتها مع عدو الأمة كيان العدو الإسرائيلي الغاصب، إلا أن الاحداث والمستجدات الحاصلة في المنطقة في الآونة الأخيرة كانت كفيلة بكشف الحقائق الجلّية، وازالة اللثام عن ذلك الوجهة القبيح، ولم يعّد هناك مجال للبعض أن يتعامى عنها، بعد إن تدحرجت الاحداث بصورة متسارعة جداً، فمن العلاق الخفية بين النظام السعوديّ والعدو الإسرائيلي الى تداول الاخبار عن التطبيع بينهما مروراً بالكشف عن ذلك التطبيع واجراء زيارات لمسؤولين بينهما وصولاً الى تبني النظام السعوديّ بما بات يعُرف بصفقة اقرن وبيع القضية الفلسطينية برمتها!!؟.
وفي هذا السياق، أطلق مُحلّلين في الشؤون السياسة على العلاقة السريّة بين النظام السعوديّ والعدو الإسرائيلي بأنها قصّة غرام نصف مخفيّة، لاسيما وأن العلاقات السريّة بين المملكة العربيّة السعوديّة والعدو الإسرائيلي كانت فيما مضى تعيش مرحلةً من الغزل والتحالف، وبالرغم من أنه كان يُقال إن بوادر تطبيع العلاقات بين السعودية والعدو الإسرائيلي يلوح في الأفق، الا أن علاقة الغزل الحميمة اسقطت هذه المقولة من الأفق، وبدأت تتضح تلك العلاقة بشكل جلّي وجرئ أكثر من أي وقت مضى، فلم تقتصر تلك العلاقة المشبوهة على مجرد الزيارات المتبادلة وتصريحات مسؤولين سعوديين في سائل اعلام العدو الإسرائيلي تارة، وتصريحات مسؤولين صهاينة في سائل الاعلام السعودي تارة أخرى، وصولاً إلى التطبيع الكامل بينهما، ومحاولة قلب جميع المبادئ والمفاهيم الراسخة لدى الأمة العربية والإسلامية منذ نشوء الكيان الصهيوني الغاصب والتي محورها “الصراع مع الكيان الغاصب “، بل تعدى ذلك وصولاً الى تبني النظام السعودي بكل جراءة تصفية القضية الفلسطينية برمُتها، الامر الذي ينذر بخطر كبير قادم على الأمة العربية والإسلامية يهدد مصيرها ويعكس مساندة النظام السعودي مع العدو الإسرائيلي في أهم المسائل والقضايا التي تدور رحاها في المنطقة، بعد إن كشف النظام السعودي بفجور عن القناع الذي ضل يرتديه طويلاً
وكان البعض يتساءل عندما يتم تسريب أخبار من هنا وهناك عن طبيعة تلك العلاقة المشبوهة بينهما، هل هذا صحيح ؟!، لاسيما وأن السعوديّة كانت تتشدق وتصدّر نفسها على أنها زعيمة العرب والمسلمين، وأنها المدافع الأول عن قضايا الأمة، فكيف إذا كانت هذه القضية هي “فلسطين”!!؟ الى إن جاء بن سلمان وأجاب عن تلك التساؤلات.
بن سلمان يتجاوز التطبيع الى بيع القضية برمتها
تجلت بوضوح حقيقية النظام السعودي ومشاريعه المؤيدة لكيان العدو الإسرائيلي وهذه المرة على يد بن سلمان، الذي نطق أخيراً، وأعلن مواقف النظام السعودي صراحة من القضية الفلسطينية في تصريحه لمجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية، ونفي وجود أي مشكلة مع اليهود، لتأتي مفاجئة للجميع، بمن فيهم رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية «جيفري غولدبرغ»، الذي نقل موقف بن سلمان من إقامة دولة قومية للشعب اليهودي على أرض أجداده، معلقاً عليه بالقول: “لم يعترف أي زعيم عربي بهذا الحق”.
تصريحات بن سلمان واعترافه بحق “الشعب اليهودي” في أن تكون له دولة قومية خاصة به، وضعت حداً فاصلا لمن لازال في قلبة ذرة شك في حقيقة هذا النظام المتصهين، وفتحت الأبواب المغلقة على مصراعيها لفصل جديد في العلاقات بين النظام السعودي من جهة، وبين كيان العدو الصهيوني من جهة أخرى، سيتجاوز في مضامينه السياسية والعسكرية والاقتصادية، كل ما سبقه من فصول “التطبيع” بين كيان العدو الصهيوني وبين بعض الدول العربية ويصل الى بيع القضية الفلسطينية برمتها.
وتنكر بن سلمان حق الشعب الفلسطيني الثابت بأرضه التاريخية وتنكر ايضاً للدين الاسلامي والتاريخ العربي والصراع العربي الصهيوني، ومسقطاً في الوقت ذاته أصحاب الأرض الأصليين وكل ما جاء في الدراسات والبحوث التاريخية التي نفت وجود أية صلة لليهود بأرض فلسطين التاريخية.
كيان العدو الغاصب ومعه الاميركي لا يفهمان الا لغة القوة والمقاومة
في مقابل ذلك ، لن يثني ما تقوم به الأنظمة العميلة بإيعاز من الاحمق ترامب وصهرة، سوى لغة القوة والمقاومة الانتفاضة ،واليوم ،وفي اللحظة التي يعلن فيها بعض العملاء العرب الخضوع الكامل لأميركا والحفاظ على أمن ومصالح كيان العدو الغاصب، وفي تلكم اللحظة لم يعد أمام الامة العربية والاسلامية من خيار، سوى أن ننتفض لمقدساتها وكرامتها، وأن تصدع بالشعار، وترفع القبضات والهتاف الواحد: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، بعد أن اتضح جلياً أن كيان العدو
دو الغاصب ومعه الاميركي لا يفهمان الا لغة القوة والمقاومة الذي وحدها ستحرر الارض وتعيد الحرية لفلسطين وهو ما ثبت في تحرير جنوب لبنان وقطاع غزة والانتصارات الاخرى في مواجهة غطرسة وعدوانية “اسرائيل” ومعها الغطرسة الأميركية.
المصدر/انصار الله