خططٌ لتنمية وإنتاج الحبوب.. التوجُّهُ نحو الاكتفاء الذاتي
خطة تشغيلية لاستيعاب المحاصيل المحلية وإنشاء سوق مركزي وتجهيز البنية التحتية للتسويق
مشاريعُ مستقبلية تُعنى بإنشاء مراكز لاستقبال المنتجات من المزارعين
عن طريق أكاديمية “بنيان” وبمشاركة مدراء عموم الإدارات وإدارة التخطيط والمتابعة، بدأت المؤسّسةُ العامة لتنمية وإنتاج الحبوب بوضع خطة استراتيجية 2021-2022م نوقشت مع الجهات المعنية مجلس الإدارة وممثلين عن اللجنة الزراعية والسمكية العليا إلَّا أنها تحتاج إلى بعض الإضافات والمصادقة عليها بالشكل النهائي وإن شاء الله تفعل ويتم استكمالها وإقرارها؛ لأَنَّها تعد الركيزة الأَسَاسية لعمل المؤسّسة.
وفي ما يخص برامج وخطط الإدارة التجارية تم إعدادُ أولى الخطط التشغيلية للإدارة للعام 2018م تضمنت إنشاء شركة مكونة من ثلاثة قطاعات (قطاع الحبوب والبذور، قطاع الآلات والمعدات الزراعية، قطاع المبيدات والأسمدة) وبموجب إعداد دراسة جدوى اقتصادية، إلَّا أنه لم يتم الموافقة على الخطة من قبل مجلس الإدارة؛ بسَببِ عدم قدرة المؤسّسة على الاستيراد المباشر لمستلزمات الإنتاج الزراعي نتيجةً للعدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، وكذلك خضوع المؤسّسة لقانون المناقصات والمزايدات.
خططٌ لتنمية وإنتاج الحبوب
خلال بقية الأعوام تم إعداد خطط تشغيلية تمثلت في مشاريع شراء وتسويق محاصيل الحبوب المحلية وإنشاء السوق المركزي للحبوب، وتجهيز البنية التحتية للتسويق ومشاريع ضبط الجودة.
كما تم إعداد خطة استراتيجية للمؤسّسة بالتنسيق مع أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل ومن ضمن المشاريع التجارية إنشاء مراكز لاستقبال وشراء المنتجات من المزارعين في الجوف وتهامة.
تشارُكٌ وتعاوُنٌ لتحقيق الاكتفاء الذاتي
لا تستطيعُ المؤسّسةُ لوحدها أن تصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وإنما بالتشارك مع الهيئات والمؤسّسات التابعة لوزارة الزراعة والجهات الأُخرى التي لها علاقة بهذا الجانب سيتم تحقيق الاكتفاء الذاتي بإذن الله خلال العشر السنوات القادمة، ولتحقيق هذا الهدف الذي تحدث عنه الرئيس الشهيد صالح الصماد، في أحد خطاباته بأنه ينبغي إعداد خطط قريبة الأمد ومتوسطة وطويلة المدى وبحسب الإمْكَانيات الفنية والمالية المتاحة.
ومما روي عن النبي الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: (إذا هممت بأمر فتبين عاقبتَه) وهذا الحديث يعتبر ركيزةً أَسَاسيةً للتخطيط وللوصول إلى الأهداف المنشودة.
الخدماتُ المقدَّمة للمزارعين
فيما يتعلق بنشاط الإدارة التجارية فَـإنَّ أبرزَ الخدمات التي تقدمها المؤسسة هي شراء محاصيل الحبوب من المزارعين أثناء مواسم الحصاد وانخفاض الأسعار بالشكل الذي يعزف المزارعين عن الزراعة في المواسم القادمة، فتقوم المؤسّسة بالتدخل للشراء بأكثر من سعر السوق كما حصل في شراء الذرة الرفيعة من السهل التهامي عام 2019م، وشراء القمح من محافظة الجوف عام 2021م.
القائمةُ السعريةُ لأنواع الحبوب تجزئةً وَجُملة
عندما انخفض سعر الذرة الرفيعة في السهل التهامي إلى أقل من 7000 ريال للكيس قامت المؤسّسة بالتدخل والشراء بسعر 11.000 ريال للكيس وزن 55 كجم وبعد نقلها وغربلتها وطحنها وتعبئتها تم توزيعها وبيعها لبعض المخابز والأفران في أمانة العاصمة بسعر 12.500 ريال للكيس وزن 50 كجم.
وكذلك محصول القمح السمراء انخفض سعر الكيس إلى أقل من 20.000 ريال وقامت المؤسّسة بتوجيهات اللجنة الزراعية العليا بشراء الكيس بأسعار من 25.000 إلى 26.000 ريال وبعد نقل الكميات وغربلتها وتعبئتها تم بيع كميات بمبلغ 30.000 ريال للكيس وكميات بمبلغ 27.500 ريال للكيس، وكميات بمبلغ 25.000 ريال للكيس، وآخر تخفيض بسعر 20.000 ريال للكيس.
تفاعُلُ المزارعين مع برامج المؤسّسة
هناك تجاوُبٌ لا بأسَ به من بعض المزارعين، وقد لمسنا ذلك عند شراء القمح من محافظة الجوف بشكرهم للمؤسّسة وحمايتهم من احتكار التجار وتدخلها لشراء محاصيلهم.
آثارُ قلة الترويج وضعف الإقبال
هناك عدةُ أسباب لقلة الترويج وضعف الإقبال، منها عدم القيام بحملات إعلامية مُستمرّة في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، واقتصرت الحملة أثناء افتتاح السوق فقط، وعدم وجود آلية عمل أَو لائحة تنفيذية للسوق فيما يتعلق بعمليات الشراء والبيع، وعدم قدرة بعض المواطنين البعيدين للحضور إلى السوق لشراء احتياجاته ويكتفي بشرائها من أحد محلات البهارات القريبة منه، إضافةً إلى ارتفاع أسعار محاصيل الحبوب المحلية ما أَدَّى إلى عزوف بعض المواطنين لشرائها، وكذا ضعف الوعي المجتمعي بأهميّة استهلاك محاصيل الحبوب المحلية من الناحية الاقتصادية.
المشاريعُ المستقبلية للمؤسسة
إنشاءُ مخازن لاستيعاب الكميات الواردة إلى المؤسّسة، وشراء وتسويق وبيع محاصيل الحبوب المحلية.
وهناك مشاريع تقدَّمُ لخدمة المزارعين تتمثل بمشاريع البذور المحسَّنة محلياً، والمشاريع الإنتاجية، ومشاريع استصلاح للأراضي التي تحتاج إلى استصلاح، إضافةً إلى مشاريع القروض المتمثلة في استكمال تقديم قروض مشاريع بدائل منظومات الطاقة الشمسية، وتقديم قروض مشاريع إمدَاد أنابيب نقل مياه الري، وكذا استكمال العمل في مشروع تطوير وتنمية البذور المحلية المتمثل في “بنك البذور” بالتنسيق مع الجمعيات التعاونية من خلال تأهيل وتدريب مزارعي الجمعيات على كيفية تقديم الخدمة المثالية للمحاصيل المزروعة لإنتاج بذور نقية، وكيفية انتخاب واختيار البذور، والطرق العملية في تعقيم وتخزين وحفظ البذور، وكذلك تقديم الدعم في تجهيز مخازن حفظ البذور على سبيل المثال “طبليات، معقمات، مبيدات، ومعدات أُخرى”.
وبفضل الله خلال المرحلة الأولى من تنفيذ المشروع تم تدريب أكثر من “450” مزارعاً في “17 جمعية زراعية ” في كُـلٍّ من “صعدة وعمران والمحويت وحجّـة وإب وذمار وتعز والحديدة”.
إضافةً إلى مشروع زراعة الصحراء المروية بمياه سيول الأمطار في الجوف وتهامة أَيْـضاً، وكان إجمالي قروض الحرث المقدمة في محافظة الجوف لـ 1554 مزارعاً في مساحة 5053 هكتاراً خلال عدد 10167 ساعة عمل، بمبلغ قدره “101.668.570”، إضافةً إلى قرض البذور من الذرة الرفيعة بنوعيها السمحي والفهدي التي بلغ عدد أكياسها 755 كيساً وتغطية زراعة مساحة تقديرية بلغت 2500 هكتار بمبلغ 25.661.000 في الحزم وخلق والسيل وسهول الجوف وغيرها من المناطق ذات الخصوبة.
وفي تهامة بلغ إجمالي قروض الحرث المقدمة لـ133 مزارعاً في مساحة 5281 هكتاراً، خلال أكثر من ستة آلف ساعة في مديريات الجراحي وزبيد وبيت الفقيه واللحية والمنيرة 77.693.250، منها 71,777.500 قرض حراثة و5.915.750 قرض بذور.
وكذلك مشروع ترميم القنوات الترابية لوادي الخارد في المنطقة الشرقية في محافظة الجوف بمقدار 40 وحدة ترابية وبتكلفة 60 مليون ريال.
ومن الملاحظات في هذا الجانب أنه تم توقيف اعتمادات مشروعي قروض البذور والحراثة منذ العام 2020م وتسليمه لوحدتي الحراثة ومشروع إكثار البذور.
نحو تسويق زراعي و جمعيات تعاونية
تم تنفيذ برنامج الزراعة التعاقدية المتمثل في تخفيض فاتورة الاستيراد بنسبة 20 % وتوفيرها عن طريق إبرام عقود إنتاج بين الجمعيات التعاونية والتجار (شركة تلال اليمن)، وجاري التنسيق لتفعيل الجمعيات التعاونية لمنتجي الحبوب لتنفيذ عمليات شراء الحبوب عن طريقها والمساهمة في تخفيض تكاليف الشراء.
ما بين السعرِ التنافسي والجودة والقيمة الغذائية
من المعروف لدى أغلب المواطنين أن المنتجات المحلية ذات قيمة غذائية عالية، إلا أن هناك معوقات تمنعهم من شرائها أهمها ارتفاع أسعارها مقارنة بالمنتجات الخارجية، وهذا يتطلب إعداد وتنفيذ حملات إرشادية وتوعوية خَاصَّة باستهلاك محاصيل الحبوب المحلية لما لها من أهميّة من الناحية الغذائية، وكذلك الناحية الاقتصادية وما يترتب عليها من زيادة الطلب على المنتجات وتخفيف خروج العُملة الصعبة.
الصعوباتُ والمعوقات
هناك صعوبات ومعوقات تتمثل في عدم وجود دليل إجراءات بين الإدارة التجارية والإدارة المالية فيما يتعلق بتنظيم عمليات شراء محاصيل الحبوب وتخزينها وتسويقها وبيعها وتحصيلها وتوريدها، إضافةً إلى نقل مكتب الإدارة العامة التجارية إلى السوق المركزي للحبوب يؤثر سلباً على تنفيذ الأعمال والمهام بالشكل المطلوب.
إضافةً إلى عدم المصادقة على الخطة الاستراتيجية للمؤسّسة وتعتبر عاملاً مهماً جِـدًّا، وكذا صعوبة تنظيم العمل بآلية مناسبة دون اتِّخاذ العشوائية المطلقة في عملية التنفيذ، وصعوبة إيجاد مشاريع مدروسة سواء كانت إنتاجية أَو مجتمعية، وصعوبة إيجاد معايير مناسبة عند إعداد المشاريع الإنتاجية والمجتمعية.
الهندسةُ الزراعية والخبراءُ ومخرجات كلية الزراعة
مخرجات كلية الزراعة لا تلبي الاحتياجات المطلوبة؛ كونهم يحتاجون إلى مزيد من التدريب في كافة المجالات ويفترض أن يكون هناك تنسيق وثيق بين المؤسّسة والكلية لمعرفة احتياجات المؤسّسة من كوادر زراعية تلبي طلبات المؤسّسة، وكذا الخبراء والمركز البحثية المرتبطة بعمل وزارة الزراعة.
تنفيذُ برنامج الرؤية الوطنية
برنامج الرؤية الوطنية هي البرامج التي تقدم من قبل المؤسّسة البعض منها سينتهي بنهاية العام الهجري 1444هـ والبعض سيستمر إلى أعوام قادمة، وسيتم تحديد ذلك من خلال استبيان وحاجة المجتمعات الزراعية لمحاصيل الحبوب لتلك البرامج بالإضافة إلى المشاريع والوحدات الإنتاجية وقد يضاف برامج جديدة من خلال احتياجات المجتمع نفسه.
تقرير/ منصور البكالي