خطب التطبيع لن تنقذ قوى العدوان من المأزق اليمني والأسلحة الصهيونية لن تفك النظام السعودي من مخالب الجيش واللجان
الحقيقة/صادق البهكلي:
لا يمكن فصل الهرولة المفضوحة للنظامين السعودي والإماراتي للارتماء في الحضن الصهيوني عما يجري في اليمن وما تجرعه ويتجرعه النظامين الإجراميين من هزائم وانتكاسات واحباطات وخيبات جراء عدوانهم على الشعب اليمني وأمام بسالة وصمود مقاتلي الجيش واللجان الشعبية في وجوه رعاع الصحراء وأسيادهم من الأمريكان والبريطان..
فالحقائق تؤكد أن الفشل الذريع للنظام السعودي بالذات في حماية عمقه الاستراتيجي أمام التطور النوعي للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني إضافة إلى ما يتلقاه جيشه ومرتزقته من هزائم قاسية على الأرض هو ما أحيا هاجس التطبيع ودفع النظام السعودي للاتجاه نحو تل أبيب بحثا عن أكسير الحياة أمام طوفان الجيش واللجان الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرط بكل تلك الدماء الزكية الطاهرة التي سفكها النظام السلولي في لحظة زهو بترسانة سيده الأمريكي والبريطاني التي لا يعرف كيف يستخدمها و تأكد له مؤخراً أنها لن تعصمه من ضربة الثأر اليمنية فهو أصبح مثقل بملف إجرامي مرهق.
لقد رأى نظام نجد الشيطاني رأي العين أن كل تلك الأموال الباهظة التي أنفقها في شراء الصفقات العسكرية من المخازن العسكرية الأوربية والأمريكية وكذلك المليارات التي أهداها لترمب وأبنته وأشترى بها الصمت الدولي لم تجعله يطمئن ولا لحظة واحدة لمآل وعواقب عدوانه على اليمن وما ينتظره من مصير مستقبلي غامض خاصة وهو يرى طائرات الصماد تلاحقه إلى أحواش قصوره الملكية ويشم دخان مصافيه النفطية المحترقة بصواريخ اليمن من نوافذ غرف نومه..
إذاً لم يعد هناك من خيارات كثيرة لتجريبها سوى إعلان حالة المزواجة بين الكيان الصهيوني ونظامي نجد وساحل عمان وبدلاً من علاقات غير شرعية فلتكن بمباركة السيديس وآل شيخ كهنة الدين الوهابي.. لقد جرب النظام السعودي في اليمن كل الخيارات المرتزقة والعملاء وجيش الكبسة وخبراء بريطانيا وأمريكا وسلاح المانيا وكندا وطائرات الصين وفرنسا وجرب الشركات الأمنية واستأجر الجيوش التي تمرست على الحروب ولف الدنيا كلها وأخرج خزائن أرضه ومدخراته من أجل أن تصنع له نصراً ولو وهمياً في اليمن فكان كالباحث عن السراب ففي اليمن وجد كما قال الشاعر العربي أمل دنقل : سيولد من يحمل الدرع كاملة من يشعل النار شاملة من يطلب الثأر من يستولد الحق من أضلع المستحيل.
ولكن أمام شهوة التطبيع يحاول النظام السعودي أن يسوق علاقته المحرمة مع الكيان الغاصب بطريقة مناسبة كي لا تتأثر مكانته الدينية لدى عموم المسلمين الرافضين للتطبيع مع اليهود على حساب الشعب الفلسطيني المظلوم فهو يدرك جيدا أن التدهور التاريخي للحالة العربية وان قضايا الأمة العربية التي باتت على طاولته منذ فترة يتخذ فيها ما يحلو له من قرارات من خلال هيمنته على الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لكنها لا تشكل له ضمانة لأن يكون بعيدا عن غضب الشعوب الإسلامية وكراهيتهم له إذا هو مضطر لتشغيل اسطوانته الدينية المعروفة بشيوخ الوهابية ومن لف لفهم لتضليل الرأي العام العربي والإسلامي من أن التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يقتل ويشرد ويتآمر على الأمة منذ قرن من الزمان لا يشكل أي خطورة وهو ما رأيناه هذه اليومين من استغلال فضيع للحرم المكي من قبل شيوخ الوهابية للترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاولة تغطية خيانة وطعنات النظام السعودي بأستار الكعبة حيث كانت آخر تقليعات النظام السعودي خطبة الجمعة التي القاه المدعو السديس من الحرم المكي دعا فيها لتولي اليهود وألا أشكالية في الأمر باعتبارها علاقات دولية .. ويأتي ذلك بعد استقبال حافل لطائرة صهيونية تجارية في أبو ظبي ووفد صهيوني يقوده راعي ما يسمى صفقة القرن جاريد كوشنر صهر الرئيس الامريكي المتصهين.
وعن حقيقة التطبيع ونوايا النظام السعودي الذي سبق تأكيده في بداية التقرير هذا أن الكيان السعودي يبحث عن أسلحة من الكيان الصهيوني معتقداً أنها ستحقق له نصر في معاركه العدوانية ضد الشعب اليمني حيث ذكرت مجلة «إسرائيل ديفنس» أن النظام السعودي أبد رغبة في شراء عتاد من شركة «رافائيل» الصهيونية التي تنتج صواريخ «سبايك» المضادة للدروع والمضادات الأرضية.
وفي تقرير لها نشرته أشارت المجلة إلى أنه يمكن في حال حصلت الشركة على الإذن بذلك من الجهات الرسمية أن تزوّد النظام السعودي بمنتوجاتها عبر شركة متفرعة عنها تمثّلها في أوروبا، تعرف بـ»يورو سبايك».
وأوضحت المجلة أن السماح للشركة بالاستجابة لرغبة النظام السعودي وتزويده بوسائل قتالية متطورّة ينطوي على «تداعيات إشكالية»، مشيرةً إلى أن ما يسمى وزارة الأمن «الإسرائيلية» قد لا تسمح بتصدير صواريخ «سبايك» للنظام السعودي خشية أن تستخدم في يوم من الأيام ضد جيش الاحتلال.
ولفتت المجلة الانتباه إلى أنه على الرغم من المخاوف الإسرائيلية فإن سلطات العدو الصهيوني يمكن أن تسمح لشركات السلاح الإسرائيلية بتصدير هذه الصواريخ إلى مملكة آل سعود، على اعتبار أن عمر صاروخ «سبايك» لا يتجاوز 10 سنوات، وهي «مدّة لا يرجّح أن تنشب خلالها مواجهة مسلّحة مع الرياض».
وأضافت المجلة إن «رافائيل» ترى في المنافسة في السوق السعودية فرصة لتحسين قدرتها على تسويق منتجاتها في السعودية والخليج؛ وذلك عبر شركة «يورو سبايك»، «لا سيما بعد التطور الذي طرأ على العلاقة بين النظام السعودي وكيان الاحتلال الإسرائيلي.