خطاب قائد الثورة .. رسائل للداخل والخارج
المقولة الخاطئة التي تقول ان الثورات يخطط لها العباقرة ويقوم بها الشجعان ويستثمرها الانذال ينبغي ان يتغير هذا المفهوم وان تكتسب الثورة معان ومضامين تجسد أهدافها وتطلعات القوى المؤمنة والواعية التي نهضت بمهامها مستشعرة الواجب والمسؤولية حتى ترتقي الى مستوى تضحيات شهداؤها العظماء.
فهذه ثورة استثنائية تحررية وطنية إسلامية تتميز من حيث التوجهات و الغايات ’ وهنا من المهم التأكيد على حقيقة انها بدأت كمسيرة قرانيه لاستعادة وعي الامة حتى تتمكن من مواجهة التحديات والاخطار المحدقة بها والتي ظهرت واضحة في تلك المخططات التأمرية الاستعمارية الأمريكية البريطانية الصهيونية لتدمير الأمة في وعيها من اجل يسهل تفكيكها وتقسيمها ومسخ هويتها حتى يسهل نهبها والسيطرة على الموقع الاستراتيجي التي تتواجد فيه وهي بذلك أعطت املاً جديداً لأحرار اليمن و الامة العربية والإسلامية والعالم وحتى تكون كذلك يتوجب ان يكون الحامل لها في مستوى الأهداف والشعارات والعناوين التي ترفعها .
في هذا السياق يكون الوفاء لمن قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الله ومن اجل اعلاء راية الإسلام الحق العادل العظيم واي خروج عن هذا المسار تفريط وخيانة لدماء الشهداء الذين لا تنهض أية أمة الا بتجسيد الوفاء لتضحياتهم في أرقي معانيه والشهداء بكل تأكيد لم يكن في ذهنهم وهم يجودون بأرواحهم من اجل عزة وكرامة هذه الامة انهم ينتظرون منا تذكرهم او مكافاتهم فهذه لا ينتظرونها الا من الله سبحانه وتعالى الذي قال عنهم في كتابه العزيز (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ولكن هذا من اجلنا حتى تبقى ثقافة الشهادة والتضحية حافز لنا لمواصلة المسيرة حتى تحقق الأهداف و تبلغ غايتها .
وهكذا لا نهدر التضحيات ولا نكرر أخطاء الثورات الأخرى ويصبح الانذال او الجبناء من انتهازيين ومزايدين ودجالين ومتسلقين هم المستفيدين من تلك التضحيات العظيمة ومن هم أمناء على دماء الشهداء يواصلون دفع ثمن الأخطاء .
كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة بمناسبة أسبوع الشهيد كانت في هذا السياق تحمل رسائل للأعداء وللأنصار وكل الاوفياء لدماء الشهداء والى أولئك الذين دائماً يتسللون الى الصفوف الأولى في الثورات ويتصدرونها في اغلب الأحيان وينحرفون بمساراتها ,وفي هذا المنحى جاء حديث السيد القائد عن الوضع المزري لمؤسسات الدولة إشارة أولية للمؤمنين بهذه الثورة ومسيرتها القرآنية ليركزوا على هذه العبارة والسؤال لماذا يتحدث قائد الثورة في كلمته والبلد تتعرض لعدوان وحصار خلقت اوضاعاً صعبة زادتها مفاسد بعض من اؤتمنوا في مواقع المسئولية على هذا الشعب مأساوية ولم يعد الانسان العادي يلمسها بل وصلت الى ان قائد الثورة يتحدث عنها بانها مزرية في إشارة الى وجوب مواجهتها ومنع مواصلة أولئك الانتهازيين وبقايا المتسللون من الأنظمة السابقة يعبثون بمصير الوطن والشعب وثورته .
احمد الزبيري