خطاب الفصل .. والرسائل المتعددة ..
عين الحقيقة/ احمد عبدالحق
من اجل ان لا يكون هناك إسهاب في الكتابه لن نتطرق الى لغة الجسد والى المظهر الذي بدا به سماحة السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ولا عن الإشارات التي أطلقها بأصابعه ولا عن الهدوء والتسلسل في الحديث والمحطات ولا عن دلالية المناسبة واهميتها سنكتفي بالتطرق والخوض في صلب الموضوع وعلى اهم الرسائل .. فمساحة السيد هو غني عن المدح والثناء والتعريف فهو خطيبا مصقعا وبارعا وإشاراته لها المدلول الكبير ولغة الجسد تعبر في كل مرة وفِي كل خطاب على قائد أتسم بروح العطاء والبذل والتضحية وتجسيد القيم والاخلاق والمعنويات العالية فكيف لا وهو القائد الذي اذا قلت ان كل من يتابعة في الداخل والخارج منبهر يتسأل من اي مدرسة تخرج فهو ذاك القائد المحنك والسموح والشجاع والمخطط والمدبر والمجاهد الذي لا يهدء له بال يعمل ويجتهد من اجل وطنه وشعبه لا يكل ولا يمل ولا يبحث عن المكاسب الشخصية او الدنيوية فهو ذاك القائد المتواجد بين أوساط شعبة يألم ويعاني ويجاهد ويسهر ويجوع ويتلقى المخاطر وحاله من حال شعبه لم يذهب الى أماكن بعيدة كأولئك المجرمين الموجودين في فنادق الرياض يبحث عن وسائل الراحة والتكسب على حساب شعب باكملة ولا مقارنة فقط نريد ذكر هذا من اجل ان يفهم كل من يغالط نفسه ان مثل هؤلاء القادة هم من يصنعون التاريخ والمجد للأمة والأجيال المتعاقبة ..
وبالتالي اطل علينا اليوم عبر قناة المسيرة سماحة السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ليتحدث في مناسبة الذكرى السنوية للشهيد وقبل ان نقراء مضامين الخطاب وفك شفرات الرسائل الموجهة للخارج والداخل علينا ان نقف قليل على محطة هامة وهي ان سماحة السيد حرص كل الحرص ان يكتفي بالكلام الهام في هذه المناسبة الهامة حيث سبق هذا الخطاب محاضرة عرضتها قناة المسيرة وحاول الأعداء ان يشوهوا ويستغلوا بعض ما ذكر في المحاضرة وبالأخص في أبواقهم الإعلامية فالبعض ذهب ليتحدث ويركز على مظهر السيد في المحاضرة والبعض تحدث عما أسماه واستنتجه من كلام السيد في المحاضرة بانه ضعف وانه بدا يائس وضعيف ومرتبك وكان كل اعلام الأعداء يَصْب في هذا الاتجاه فيما الواقع ان الحدث الذي ذكره سماحته في المحاضرة كان مهم ولابد من ذكره سيما وان السيد عود شعبه بالصراحة والوفاء في تقييم الواقع ومن جهة ثانية سماحة السيد كان شجاعا في طرحة ولا يخشى شيء وليس لدية حسابات سيما وان العلاقة التي بنيت بين القائد والشعب هي علاقة وفاء وصراحة فيما الآخرون لايمكن ان يتحدثوا لشعوبهم مثلما يطرحه سماحته فالسعودي يكتم ويظلل شعبه عن مجريات الاحداث ويخادعة بالكذب والتزوير في الاعلام ايضا بقية الأدوات الاخرى كالإماراتي وغيره لا يمتلكون الشجاعة والجراءة في مصارحة شعوبهم مثلما يعمل سماحة السيد مع شعبة اليمني الوفي والعظيم والصامد وهنا المفارقة رغم ما يمتلكه العدو من إمكانات وقدرات ويقدم نفسه الرابح في الاعلام إلا انه لا يتحدث عن خسائره وعما يجري بصدق فيما السيد يطلع ويتحدث وبصوت عالي عن مجريات الاحداث وعن واجب الجميع وعن كل شيء رغم الامكانات المتواضعة التي يمتلكها بلدنا وجيشنا اليمني ولهذا سماحة السيد يعد من اشجع القادة الذي عرفتهم الانسانية عبر العصور الماضية والحاضرة وهنا ما يؤكد ان القيادة لها دور كبير في تعزيز الصمود والتحدي والمواجهة فيا شعبنا اليمني لا تكترث ما دام وقائدكم سماحة السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظة الله فالنصر باْذن الله حليفكم وانتم باذنه منتصرون .
اليوم وما أكده سماحة السيد في هذا الخطاب التاريخي يثبت وبجلاء عظمة القيادة ودورها في مواجهة المستكبرين والطغاة فالمضامين كانت واضحة ولا تحتاج الى تفسير فالسيد حرص كل الحرص على ان توصل الرسائل واضحة وبدون لَبْس ولا تكون المضامين غامضة وتحتاج الى فك شفراتها فكان الخطاب على عدة اتجاهات الاول ركز على مضامين ونقاط ورسائل هامة للعدو الخارجي وتحدث وبشكل واضح على ان هذا العدوان أمريكي إسرائيلي بامتياز وان الآخرين لايمثلون إلا اداة قذرة وفوق هذا يستثمر المشاكل الداخلية ويستغل الفراغ السياسي الذي احدثه عملائهم وبهذا قطع السيد الطريق على كل من لازال متشكك في الوقوف ضد العدوان وانه حان الوقت ليقف الجميع لمواجهة الاحتلال والغزاة لان بلدنا يتعرض من خلال هذا العدوان الى استعمار واحتلال اخطر مما حصل في الماضي .
ايضا وفِي سياق الاتجاه الاول وللعدو الخارجي ذكره بانه في اول خطاب لسماحته في بداية العدوان قال له ان هذا العدوان خاسر وسيجر الويلات على المعتدين ليتحدث سماحته بشكل متدرج عن خسائر العدو البشرية الكبيرة وعن خسائره في الميدان من معدات طائرات ودبابات واليات وغيرها دمرت واحترقت وان العدو اضطر الى عقد صفقات وشراء المرة تلو الاخرى للتعويض عما خسروه في هذا العدوان وهذا ما انعكس سلبا على وضعهم الاقتصادي وبدأت دول العدوان تتخذ سياسة الجرع والتقشف وابعاد حالة الترف فهل ستأخذ دول العدوان هذا الكلام بعين الاعتبار بعد عامين من عدوانهم الظالم على اليمن أرضا وإنسانا ..
الاتجاه الثاني وهو الحديث بشكل مباشر للداخل وموجه لبعض القوى السياسية التي تسخر كل امكاناتها في تشوية انصارالله للحصول على مكاسب سياسية وقال السيد الجميع معروف والشعب يعرف كل شيء كفى مزايدة المفترض الجميع يحافظ على لحمة الصف الداخلي ولأنه لابد من اتخاذ تدابير لكل المهرجين من اي مكون كان وانه لابد من الاتجاه لرفع معاناة الشعب ومن خلال تفعيل مؤسسات الدولة وتجسيد الشراكة بمعناها الحقيقي والاتجاه الاخر تعزيز الصمود والمواجهة ورفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال وأضاف الى انه الى هنا يكفي كلام نفعل و نصحح مؤسسة الرقابة والمحاسبة ومن ظهر عليه فساد فاليتحاسب ولن نكون مظله لأحد وهو بهذا رمى الكرة الى ملعب المكونات السياسية الاخرى الذي تعمل هذه الأيام الى افتعال الضجيج الاعلامي والبهرجة الإعلامية لتشوية انصار الله ودورهم الشريف المرادف لابناء الشعب في مواجهة العدوان وتفعيل مؤسسات الدولة والى هنا يكفي الوقت وقت عمل مش هدره فاضية تخدم العدوان .
الاتجاه الثالث والاهم وهو الحديث عن القدرات العسكرية المتطورة التي وصلت اليها مؤسسات الجيش والأمن حيث حرص سماحة السيد على ذكر التطورات والصناعات اليمنية العسكرية وان لدينا صناعات متطورة الذي تجعل صواريخنا تصل الى ما بعد بعد الرياض وكذلك صناعة الطائرات الاستطلاعية وصناعة المدافع والقذائف والصناعات العسكرية المختلفة وأنه ومن خلال هذا العدوان اكتسب جيشنا ولجاننا الشعبية خبرات كبيرة وأضاف الى تطوير الدفاعات الجوية وانه لن يطول الوقت في انتهاك سيادة بلدنا ولا يحسب العدو انه متفوق في هذه المعركة وذكر الاستهداف للبوارج وتدميرها والقدرات اليمنية التي جعلت سواحلنا وشواطئنا عصية على المحتل وهذا كلة يدل دلاله واضحة للعدو انه مهما حاصرتوا البلد ودمرتوا بناه التحتيه فأبناؤه يعتمدون على الله وعلى سواعد الرجال المخلصين وأمام ما يتعرض له شعبنا اليمني ها نحن نستطيع ان نتطور وان نبني قدراتنا الدفاعية وصناعاتنا العسكرية التي تجعلنا ان ندافع عن حريتنا واستقلالنا والذي أكد عليها سماحة السيد كثيرا في الخطاب وقطع الطريق على العدو اننا لا يمكن ان نساوم على كرامتنا وحريتنا مهما كان ومهما كانت التضحيات فقد ضحينا بما ضحينا في سبيل الله وسبيل نيل حريتنا واستقلال بلدنا وأننا حاضرون ومستعدون للتضحية اكثر وأكثر حتى يتوقف المعتدون عن عدوانهم ويرفعوا اياديهم عن بلادنا .
الاتجاه الرابع : تحدث وبشكل واضح عما يجري في الجنوب وقدم نصحه للجنوبيين ولبعض من المكونات التي انخرطت مع العدوان انه مهما عملتم مخلصين مع المحتل والغازي فمصيركم العودة الى حضن وطنكم والى جوار اخوانكم ولكم عبرة بالتاريخ وما جرى في مناطق كثيرة عما يعمله المحتل في البلدان الذي يحتلها وعما يعمله مع من يتعاملون معه ضد وطنهم واخوانهم فعلى مدى عامين ماذا تحقق لكم ولم تربحوا على الإطلاق وستخسرون وستذكرون هذا الكلام وهذا النصح ان كُنتُم تعقلون ..
الاتجاه الخامس تحدث عن أهمية مناسبة ذكرى الشهيد وانه من الضروري الاهتمام بأسر الشهداء وابنائهم على المستوى الرسمي والشعبي وهذا واجب الجميع .