خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي في يوم عاشوراء .. تعبئة وطنية وقومية وإنسانية لمواجهة جالوت امريكا وفرعون اسرائيل ويزيد السعودية..
عين الحقيقة/ كتب /عبدالفتاح حيدرة
خطاب السيد عبدالملك في ذكرى يوم عاشوراء هو خطاب القائد الوطني اليمني والقومي العربي والإسلامي الملهم الإنساني للوقوف مع مشروع هدى الله ضد مشروع ضلال الشيطان ومحاربة الباطل والشر والانتصار للحق و الخير ، خطاب يجسد روحية الثورة على الظلم والإستبداد بكل ما تعنية الكلمة من معنى، إنه خطاب تدشين لعمل حكمة الله لتنفيذ سنن تغييره في الكون، كخطاب طالوت وخطاب موسى وخطاب الحسين (عليهم السلام) ، بفارق ان خطاب السيد عبدالملك جاء في هذا الزمان، الذي اجتمع فيه جالوت امريكا وفرعون اسرائيل ويزيد السعودية في حربهم وحصارهم على اليمن واليمنيين ..
تلخص خطاب السيد في مقدمته إلى تجسيد موقف ووعي وقيم ومشروع الحسين (عليه السلام) في وعي وقيم ومشروع التحرر الثوري والصمود في وجه الظلم والإستبداد والإستكبار، ليكون ذلك الوعي وتلك القيم وذلك المشروع هو المنطلق اليوم، لتحقيق الهدف الأول والأسمى من وجود وخلق الانسان ومهمته السويه لتواجده في هذا الكون، وخلق ذلك الانسان الذي يقتل الباطل فيه الحق، لكنه يقف مع الحق ليبقى الحق حيا و الباطل هو ما يموت ويندثر ..
خطاب السيد يقول لنا اليوم إن الحفر فى طبقات الثقافة العربية يلفت الأنظار إلى أن الاستبداد الذي يحاول ان يحكم العلاقة بين (الثائرين الاحرار و الخانعين الإذلاء ) وصياغة الثقافة والوعي والقيم التى تتقبل دون كبير عناء عدم التمييز الظالم بين طرفيها، ان هذه الصياغة ومحاولة دمج مشروعين متناقضين اذا ما نجحت، لن تمانع فى تقبل أي نوع آخر من الاستبداد والظلم بين أي طرفين (الحاكم والمحكومين)، حتي تصبح تلك الثقافة التى تقبلت ذلك التمييز الإستسلامي، بل وحولته إلى كيان شرعي على المستوى الوعي المعرفي والقيم الاجتماعيه معا، مما يُمكن هذه الثقافة من أن تقوم بالتأصيل للقبول بالحاكم والمحكوم الاستسلامي والتبعي والإرتهاني الذليل على كافة المستويات، ولم لا يكون ذلك ما دام المنبع الثقافي واحد، وهو منبع سيطرة وعي ومشروع الشيطان وادوات ودول وجيوش الباطل والشر..
خطاب السيد عبدالملك يدشن اليوم مرحلة مهمة جدا في الوعي والقيم والمشروع كحزمة وكتلة واحدة، ويطلقها اليوم ليفصل فيها بين بداية تلك العلاقة الشائهة التي تؤصل للقبول بالظلم والاستبداد والتبعية والإرتهان، واعتبار ذلك أفضل من الفتنة، (سلطان غشوم خير من فتنة تدوم)، ليصبح الخيار لدينا هو الخيار القادم من التراث السياسي العربي والاسلامي المخزون في جريمة يزيد بن معاويه بحق الحسين بن علي، الذي حدد خيارات ما بين الاستبداد و الفتنة ، وليس خيار الانسان السوي صاحب الحق ورافض الباطل ومحارب الشر والداعي للخير ليكون المعيار والمحدد له هو ما بين الإذلال و الحرية..
توج السيد عبدالملك خطابه اليوم بإطلاق مجموعة محددات لبناء منظومة روحية متكاملة من وعي وقيم ومشروع اليمنيين القادم في المنطقة ،حددها اولا بموقف الشعب اليمني من القضية الفلسطينية الثابت ووقوفه إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين وعدائه للكيان الصهيوني، وهذا محدد اساسي اصبح يمثل نقله نوعية كبيرة لتأثير القرار اليمني في مواجهة الهيمنه العالمية وكسرها ، ثانيا دعوته إلى تعزيز الجبهات الداخلية، وتكليف المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطنيه إلى تفعيل مؤسسات الدولة وتفعيل دورها بمواجهة العدوان وخدمة المواطنين، وهذا المحدد هو الضامن الاول لبناء روحية وعي وقيم المجتمع اليمني ككل في مواجهة مشاريع الظلم والاستبداد والإنتصار عليها وبناء سلطة الحق والخير وهزيمة سلطات الباطل والشر، من خلال دعوته ثالثا المكونات السياسية المناهضة للعدوان إلى المزيد من التعاون وتعزيز الروابط الأخوية والحفاظ على وحدة الصف، وإفشال مساعي الأعداء لشق الصف مختتما بالاشادة بالقبيلة اليمنية التي تحمل قيم الكرامة والشرف ومحذرا المجتمع اليمني ككل من مساعي قوى العدوان وادوات الباطل والشر لتخريب السلم الاجتماعي اليمني المواجه والصامد لهذه القوى والادوات التي تصنع في الوطن العربي والاسلامي كل يوم كربلاء جديدة ..