خطابُ قائد الثورة وَجمعة رجب.. محطةٌ إيمَانية لمواجهة الضلال والانحراف
في أول جُمعة من شهر رجب الأغر، يُعَظِّمُ اليمنيون هذا اليومَ الذي دخلوا فيه دينَ الله أفواجاً؛ ولما لهذا اليوم من مكانة تاريخية أصيلة في قلوبهم وذكرى مهمة في تعزيز الهُــوِيَّة الإيمَانية والتمسك بها، يعبّر اليمنيون عن فرحتهم بهذا اليوم بمختلف الجوانب والطقوس الدينية الأصيلة.
ويعتبر عيد جمعة رجب حدثاً مهماً لتجديد العهد والولاء والارتباط بالإسلام وتعزيز القيم والمبادئ واستحضار الفضائل التي اعتاد أهل اليمن منذ القدم على إحيائها بزيارة الأهل والأقارب وصلة الأرحام والتوسع على الأهل بالذبائح ولبس الثياب الجديدة.
إن اليمنيين يحظَون بمكانة عظيمة في تاريخ الإسلام ولهم أصول عريقة في الفتوحات ونشر دين الله، لذلك تعد هذه المكانة سبباً في تكالب العالم المتصهين عليه منذ أكثر من 7 أعوام في محاولة لطمس الهُــوِيَّة الإيمَانية التي يتمسك بها اليمنيون منذ القدم في محاولة لإدراجه في مستنقع الضلالة والاستعباد والانحراف بالحرب الناعمة، ولكن اليمنيين مُستمرُّون كما عهدهم التاريخ الإسلامي في تمسكهم بالهُــوِيَّة والقيم ورفض الخنوع والإذلال والاستسلام ومواجهين كافة الصعوبات والتحديات مهما بلغت.
ورغم محاولات أعداء الأُمَّــة وسعيهم لطمس الهُــوِيَّة الإيمَانية اليمنية وتبديلها بهُــوِيَّة وثقافة لا تتفق مع تعاليم الإسلام، يجدد أبناء اليمن بإحياء ذكرى جمعة رجب تمسكهم بالهُــوِيَّة الإيمَانية وتجسيدها سلوكاً وعملاً.
وفي عشية جمعة رجب، أطلَّ قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، إطلالةً مشرقةً ليذكر اليمنيين بتاريخهم العظيم ومواقفهم المشرفة وهُــوِيَّتهم الإيمَانية الأصيلة والتي يحاول الأعداء طمسها من على الوجود.
ومع استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، يشدّد قائد الثورة على أهميّة التمسك بالهُــوِيَّة الإيمَانية؛ كونها مرتكزاً أَسَاسياً في الصمود والمواجهة ومصدراً من مصادر القوة والغلبة والتمكين على الأعداء والمعتدين.
ويحث على مواصلة الكفاح والنضال على أسس إيمَانية راسخة وأنه كلما ابتعدنا عن هُــوِيَّتنا وقيمنا الإيمَانية سوف يتمكّن الأعداء منا ويسلبوننا الحرية والكرامة والإيمَان بأكمله.
وفي أكثر من خطاب لقائد الثورة نجد تركيزه المُستمرّ على الهُــوِيَّة الإيمَانية؛ لما لها من أهميّة كبيرة في نفوس المجاهدين وكذا الأجيال القادمة ولما لها من أهميّة في تعزيز الروابط الأخوية وتماسك الجبهة الداخلية ودرع حصين من الوقوع في مستنقع الرذائل والضلال والانحراف.
لذلك تعتبر جمعة رجب محطةً إيمَانيةً للعودة إلى تاريخ هُــوِيَّة اليمنيين ويوماً مقدَّساً لديهم يحتفلون به جيلاً بعد جيل عبر التاريخ.
مناسبةٌ مقدسة
ويقول الأُستاذ يحيى قاسم أبو عواضة: إن جمعة رجب هي مناسبة مقدسة من أعظم وأقدس الذكريات لشعبنا اليمني العزيز وصفحة من أنصع الصفحات في تاريخ شعبنا؛ لأَنَّها مناسبة تاريخية مهمة تحكي التحاق عدد كبير من أبناء شعبنا بالإسلام تذكرنا بهُــوِيَّتنا الإيمَانية العظيمة تذكرنا بذلك الوسام الذي شرفنا به رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- عندما قال: “الإيمَان يمان والحكمة يمانية”.
ويشير أبو عواضة في تصرح خاص لصحيفة “المسيرة ” إلى أنه عندما أرسل الرسول محمد -صلوات الله عليه وآله- ابن عمه الإمام علياً -عليه السلام- إلى اليمن أنها ليست من باب الصدفة وإنما تعمد الرسول أن يرتبط به اليمنيون ويتمسكون به، موضحًا هذا له علاقة بدور هذا الشعب في قادم الأيّام سواء في مواجهة الجاهلية الأولى أَو الجاهلية الأُخرى فالعلاقة التي تربط الشعب اليمني بالإمام علي -عليه السلام- هي علاقة محبة إيمَانية وتول وتأس واقتدَاء واهتداء في كُـلّ زمان؛ باعتبَار الإمام علي هو البوابة التي نصل منها إلى الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ثم إلى الله سبحانه وتعالى.
منظومةٌ متكاملة
وخلال هذه الأعوام التي نعيشها مع استمرار العدوان على اليمن بكافة أشكاله العسكرية؛ نحن بأَمَسِّ الحاجة في التمسك بالهُــوِيَّة للتسلح بمنظومة الإيمَان المتكامل، كما يوضح ذلك الأُستاذ يحيى قاسم أبو عواضة والذي قال إنه وبالعودة إلى هُــوِيَّتنا الإيمَانية نتمكّن من التصدي لكافة مخطّطات الأعداء، مُشيراً إلى أن الهُــوِيَّة هذه هي منظومة متكاملة من القيم والأخلاق والالتزامات والمسؤوليات وفي المقدمة المسؤولية الجهادية، هذه القيم الإيمَانية عندما نعمل بها هي تؤهلنا لنكون محط رعاية الله وتوفيقه ونصره.
وفيما يتعلق بمساعي الأعداء بكل أساليبهم لحرف الأُمَّــة عن مسار دينها القويم وكذا ظهور العدوّ الإماراتي مؤخّراً لترويج مفهوم الدين الإبراهيمي، يجيب أبو عواضة أن هذا جزءٌ من الحرب الناعمة بشقيها التضليلي والإفسادي، مبينًا أن هذه الحرب الحامية الوطيس التي تستهدف الأُمَّــة في جوهرها القيمي والأخلاقي حتى يتحول أبناء الأُمَّــة إلى دمى يستغلها العدوّ كما يريد.
ويؤكّـد أبو عواضة أنه وبالعودة الصحيحة والعملية الواعية إلى الهُــوِيَّة الإيمَانية الأصيلة التي قدمها القرآن الكريم وجسدها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وأعلام الهدى عبر التاريخ بدءاً بالإمام علي -عليه السلام- وانتهاء بالسيد القائد عبد الملك حفظه الله؛ يمكن تعزيز الانتماء الإيمَاني لدى الشعوب ومنها بلادنا مقابل مخطّطات التطبيع والولاء للصهاينة.
مكانةُ أهل اليمن
ويحتل اليمنيون مكانة كبيرة عند رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- سواء ما يتعلق بالأنصار أَو بالشعب اليمني، لذلك فقد اختص أبناء هذا البلد بأحب الناس إليه وأكرمهم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مبعوثاً من قبله إليهم يدعوهم إلى الإسلام وترك عبادة الأوثان.
وفي دلالات نص حديث “الإيمَان يمان” عن الرسول الأعظم يقول أبو عواضة: إن هذا الحديث له دلالات مهمة جِـدًّا من أبرزها أنه أعطى خصوصية للشعب اليمني في إيمَانه وأنه سيكون متميزاً في إيمَانه ووعيه فقوله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- الإيمَان يمان أفاد وكأن اليمن موطنُ ومنبعُ الإيمَان والتاريخ والحاضر، يثبت تميُّزَ الشعب اليمني في إيمَانه وحكمته.
ويبعث الأُستاذ يحيى قاسم أبو عواضه رسائل إلى الشعب اليمني قائلاً: “لقد تجلت عظمة عودتنا إلى هُــوِيَّتنا الإيمَانية فيما نعيشه اليوم من الحرية والاستقلال والعزة والكرامة والنصر والتمكين، فعلينا أن نحافظ على هذه الهُــوِيَّة بكل امتداداتها وشموليتها وارتباطاتها في كُـلّ مجالات الحياة وأن نواصل التحَرّك الجاد في أداء مسؤولياتنا الجهادية حتى يتحقّق لشعبنا النصر الكامل الكبير إن شاء الله”.
ويؤكّـد أبو عواضة على ضرورة تعزيز الهُــوِيَّة الإيمَانية في كُـلّ شؤون حياتنا وتحصين مجتمعنا بهذه الهُــوِيَّة والتصدي بحزم ووعي للحرب الناعمة بشِقَّيها التضليلي والإفسادي ونحصّن مجتمعنا بهذه الهُــوِيَّة الإيمَانية العظيمة أمام الاستهداف بكل أنواعه وأشكاله.
وهنا نجد صمود الشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي لأكثر من 7 أعوام نتيجة لتمسكه بالهُــوِيَّة الإيمَانية وحفاظه عليها رغم التضحيات والمخاطر، وأن هذا الصمود الأُسطوري الذي أذهل العالم هو ثمرة من ثمار هذه الهُــوِيَّة التي استطاع بها الشعب تحقيق البطولات وتطوير القدرات على مختلف الأصعدة.
ويؤكّـد أبو عواضة أنه مهما تكالب العدوان الأمريكي على اليمن ستظل الهُــوِيَّة الإيمَانية راسخة لدى اليمنيين متمسكين بها بكل قوة وإرادَة وصلابة ولن يستطع العدوُّ إركاعَ الشعب اليمني أَو إخضاعه؛ كونه مرتبطاً بأسباب الغَلَبة والقوة والصمود.
المسيرة :