خديعة الإعلام في حرف البوصلة وَإرجاف النفوس

بشرى المؤيد

يقول سيد الأُمَّــة/ حسن نصر الله “لا تصدقوا ما تسمعون ولكن ما تشاهدون” كأن إحساسه وشعوره كان يعلمه وَيخبره بالأحداث التي ستقع بعد استشهاده -سلام الله عليه-، وجعله في الفردوس الأعلى في الجنة مع النبيين والصديقين وَالشهداء.

فحين تقع الحروب وَالعدوان على الدول التي هي على مسار الحق يشتد العدوان عليها إعلامياً، وَتتكاثف الشائعات، الأراجيف، القيل والقال، النزاعات، كثرة البلبلة، وغيرها من الحروب النفسية وَالمعنوية؛ كي تضعف معنويات من هم واقفين مع الحق وَتكون نظرتهم سليمة للأمور؛ كي يحبطون همم المجاهدين والمدافعين عن البلاد، كي تتزعزع الثقة بينهم البين، كي يبثون سموم الكلام في كُـلّ مكان يرتادوه بوسائلهم المتعددة وَالمتنوعة والمتشعبة، وهذه ظاهرة يجب على الشعوب المقاومة التنبه لها جيِّدًا كي لا ينخدعوا بوسائل الإعلام المعادية والتي لها مصالح مع الأعداء.

من يفرحون، ويسرون، وَيبتهجون بما يحدث في سوريا وَما يحدث من تآمر عليها؛ إنما هم جهلاء وَأغبياء وَمتخاذلون يبحثون عن مصالحهم ويسيرون في طريق النفاق الذي لن ينفعهم هذا الطريق فجهتهم معروفة ومساره منحرف يؤدي إلى أسفل نار جهنم أي أشد عذاباً من الكفار.

▪ ما الذي يفرحكم في مشاهدة هذه الأحداث حين ترون القتل وَالدماء تسفك ويجرون الأسرى كلهم في حفرة كبيرة كأنهم في “الأخدود” ويرمون عليهم الرصاص حتى الموت؟

▪ ما الذي يبهجكم حين ترون وجوهاً مكفهرة متوحشة لا تمد لإسلامكم الرحيم الذي ينهى عن الذبح، والقتل، وَالاغتصاب، والذل والهوان، والانكسار؟

▪ ما الذي يسركم حين ترون الدمار والخراب وَالفزع في قلوب الناس؟

▪ أين الرحمة وَالإنسانية، وَالشفقة التي وضعها الله سبحانه في القلوب؟ هل استبدلت بالقسوة والشدة؟ إن ما هو في “دار غيرك سيأتي إلى دارك” لا تفرحوا بهذا؛ فإن كنتم تحدثون أنفسكم أنكم بعيدون ولا دخل لكم عن هذا الذي ترونه وَتشاهدونه سياتي إليكم؛ لأَنَّكم فرطتم، خذلتم، تهاونتم، لم تكونوا مع الحق كي تنقذوا أنفسكم من جحيم مرعب سيأتي وَيطالكم.

إنهم لا يمثلون ديننا الحقيقي؛ فديننا هو دين الرحمة والعطف وَالإنسانية، هو دين البناء وَالعطاء لا التدمير وَالخراب، دين الرقي وَالحضارة لا دين التخلف وَالهمجية، هو دين العدل وَالقسط لا الظلم وَالإجرام؛ إن تخاذلتم مع سوريا وَنسيتم غزة التي عمدوا إلى فعل وَافتعال الأحداث فيها “حتى يحرفوا بوصلتكم وَتركيزكم على العدوّ، حتى لا يركز العرب والمسلمين في قضية فلسطين التي أذابت الطائفية بكل أشكالها وَأنواعها؛ فالأعداء أعادوها الآن باسم السنة وَالشيعة، حتى لا يلتفت العالم إلى ماذا يعملون بغزة؟ وينسون قضيتها بعد أن كانت “عيون العالم” تحدق عليهم وَيخرجون ويهتفون باسم فلسطين، ويطالبون باسم الإنسانية بإنهاء العدوان عليها، حتى ينسى العالم هزيمة الصهاينة وَانتصار لبنان الحبيبة، حتى ينشغل الناس كُلٌّ بهمه وينسون ما وحدهم، ما جمعهم، ما جعلهم متراحمين فيما بينهم، ما جعلهم أُمَّـة واحدة ذابت فيهم الفوارق وجمعهم قرآنهم على الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين، بحبل الله العظيم، بحبل الله القوي الذي يمدهم بالقوة وَالعنفوان وَالانتصار.

ألا تدركون إن تفرقت الأُمَّــة تشتت شملها، ضعفت قواها، فشلت خطاها ومساعيها وأهدافها، أمتنا واحده، وقرآننا واحد، ولغتنا واحده، وبوصلتنا واحده؛ فلا تتركوا الشيطان يبدد عقولكم، وَيطعن في ظهوركم، وَيشمت في وجوهكم، ويغزوا دياركم فعندها لا ينفع الندم.

وحدوا صفوفكم، واجمعوا قلوبكم، وتناسوا أحقادكم وكرهكم لبعضكم البعض، فالعدوّ لن يترككم حتى يمزقكم وَيحرفكم عن مساركم، ويشتت تركيزكم عما كنتم مركزين عليه، وكما قال سيد الأُمَّــة/ حسن نصر الله “نحن قريبون جِـدًّا من الانتصار”. وكما قال السيد القائد عبدالملك: إن “غزة ليست وحيدة” فحين تجتمع العصي لا تستطيع أية قوة أن تهزمها أَو تكسرها وما سبب هذا الحقد على سوريا إلا أنها كانت مدداً لمقاومة فلسطين ورفضوا أن يكونوا مطبعين مع الصهاينة.

قد يعجبك ايضا