خدعة الألفية الثالثة..تلاشت
عابد حمزة
في الماضي وتحديدا في سبعينات القرن الماضي صنعت الاستخبارات الامريكية والباكستانية والسعودية تنظيم القاعدة في افغانستان بهدف محاربة الاتحاد السوفيتي وما هي إلا سنوات حتى استطاعت القاعدة ومعها عشرات الآلاف من الشباب العربي المهاجرين تحت مسمى الجهاد الحاق الهزيمة بالسوفييت واخراجها من أفغانستان وبهزيمة السوفييت أصبحت الولايات المتحدة سيدة العالم وصاحبة القطب الأوحد بلا منازع
مع بداية الألفية الثالثة أختلف المشهد وظهرت القاعدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كأكبر قوة مناهضة لأمريكا لا حديث لوسائل الإعلام إلا عن القدرة العجيبة والخارقة التي تمتلكها وكيف استطاعت أن تخترق السياج الأمني والاستخباراتي للولايات المتحدة وتضربها ضربة ما كان لأحد أن يضربها لو لم يكن مؤيد بقوة غيبية من الله سبحانه وتعالى ولا حديث أيضا للإعلاميين والمحللين والسياسيين إلا التنبؤ بقدوم حرب عالمية لن تنتهي إلا بسقوط الإمبراطورية الأمريكية وزوال هيمنتها على العالم حينها صدق الكثير من المسلمين بفعل الضخ الإعلامي الأمريكي ومن يسبح في فلكه من الإعلام العربي أن القاعدة فعلا قد أرسلها الله رحمة منه بالمستضعفين وتخليصهم من الهيمنة والوصاية والاستعمار الغربي وما هي إلا أسابيع حتى دقت طبول الحرب وأعلن الرئيس الأمريكي بأنه سيقود حربا صليبية على بلاد الإسلام عندها رفع المسلمون أكفهم إلى السماء داعين ومبتهلين إلى الله بأن يعجل بالنصر لقاعدة الاسلام ورمزها الملهم أسامة بن لادن وبينما هم على هذه الحال من الدعاء والابتهال والاستغفار إذا بأمريكا في بضع أيام تفاجئ العالم باجتياح واسع وفي لمح البصر لأفغانستان وإذا بالقاعدة تتلاشى وتسقط سقوطا مخزيا ومذلا شوهت به الإسلام وقدمته دينا ضعيفا يقبل الهزيمة والانكسار وفي نفس الوقت صدمت المسلمين صدمة كبيرة ما كانوا ليفيقوا منها لولا ظهور نجم حركات المقاومات الإسلامية على رأسها في ذلك الوقت حزب الله الذي ثأر لأبناء الأمة وهزم الصهاينة والأمريكان شر هزيمة في حرب تموز وما ما تلى ذلك من هزيمة نكراء لحقت بأمريكا في العراق ثم ظهور المسيرة القرآنية شمال اليمن التي استطاعت بدورها في أقل من عشر سنوات أن تبتر يد الوصاية الأمريكية وان تكشف للعالم حقيقة القاعدة وهم يشاهدونها تقاتل جنبا إلى جنب مع الأمريكان وقرن الشيطان والصهاينة في عدوانهم على اليمن
لقد تجلت الاحداث وأكتشف العالم مع اشتداد المعارك اليوم في أكثر من بلد عربي وتخندق أمريكا مع القاعدة وداعش في مترس واحد في اليمن ولبنان وسوريا والعراق أن القاعدة مجرد أداة جاسوسية أنيط بها مطلع الالفية الثالثة مهمة تمهيد أرضية العالم الإسلامي للاحتلال الأمريكي وأن كل جريمة ارتكبتها على مدى عقدين من الزمن هي بالأساس جرائم أمريكية أرادت من ورائها أن تشوه قيم ومبادئ الإسلام وأن تحتل العالم الإسلامي باسم تخليصه من هذه الجرثومة الخبيثة التي تآكلت اليوم مع ضعف الموقف الأمريكي في العراق وسوريا وفي طريقها نحو الزوال من اليمن بعد أن خسرت عشرات الآلاف من مقاتليها وبعد أن اكتشف اليمنيون حقيقتها وانها مجرد أداة قذرة تقاتل من أجل اعادة الهيمنة والوصاية الخارجية على اليمن