خارطة الإسناد اليمني وفق المراحل التصعيدية: 220 عملية بـ (1.000) صاروخ وطائرة مسيرة
منذ انطلاق عملية إسناد معركة طوفان الأقصى، كان اليمن واضحاً في الموقف، رافعاً لسقف المناصرة، وثابتاً عليه بوتيرة تصعيدية، وبرؤية تصاعدية ضبطت إسناده لفلسطين على مدى عام الطوفان الأول، وفق معادلة طرفاها القدرة والقرار؛ القدرة بما توفر من مقدرات عسكرية وأمكن لليمن الوصول إليه تصنيعاً وتطويراً، والقرار وقد اتخذ بجلاء وجرأة من اليوم الأول لمعركة الطوفان، فما هي طبيعة عمليات الإسناد اليمني وفق خارطة المراحل التصعيدية التي أعلنها السيد في غير خطاب؟!.
220 عملية بـ (1.000) صاروخ وطائرة
إجمالاً بلغ عدد عمليات الإسناد اليمني خلال عام كامل أكثر من (220) عملية، وباستخدام أكثر من (1000) صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيرة، ما يجعلها واحدة من أكبر وأكثر العمليات العسكرية زخماً في تاريخ الحروب الحديثة، فضلاً عن كونها أكبر عملية قصف لأراضي فلسطين المحتلة في تاريخ الصراع مع كيان العدو الاسرائيلي ؛ وقد طاولت هذه الضربات أهدافاً عدّة على امتداد مسرح عمليات هو الأوسع والأكبر من بين كل ساحات محور المقاومة، ويبدأ من البحر الأحمر من شماله باتجاه أم الرشراش ومينائها الشهير “إيلات” بوابة العدو الإسرائيلي باتجاه دول الشرق، وجنوبا ناحية باب المندب “المنفذ المائي ذو الأهمية الاستراتيجية العالمية للتجارة الدولية الرابط بين شرق العالم وغربه” وكذلك صوب خليج عدن، والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، ولاحقا وعلى المسرح المائي، البحر الأبيض المتوسط في أوسع اتساع ناري يحدث للمرة الأولى في تاريخ المنطقة والصراع وتقوده اليمن، مع العدو الصهيوني، ويُلحظ هنا أن المواجهات اليمنية مع العدو شملت شركاؤه الدوليين الأمريكي والبريطاني وحتى الأوروبي فيما بات يعرف بالتحالفات البحرية الدولية التي تشكلت تباعاً مع بدء العمليات البحرية اليمنية.
فشل التحالفات الغربية
تحالف الازدهار ١٨ ديسمبر نهاية العام ٢٠١٣ والآخر التحالف الأوروبي المعروف بأسبيدوس في الشهر الثاني من العام ٢٠١٤م.
ويشار هنا إلى أن القوات المسلحة اليمنية تدرجت في التصعيد البحري ضد ملاحة العدو الإسرائيلي بدءاً من إعلانها منع السفن الإسرائيلية تماما من العبور، بعدها قررت منع السفن المتوجهة الى موانئ فلسطين المحتلة أيا تكن جنسيتها، ولاحقا وإثر الاشتباك البحري مع السفن الحربية الأمريكية والبريطانية قرر اليمن منع السفن التي تتعامل شركاتها الأم مع كيان العدو الإسرائيلي من العبور من البحر الأحمر، وقد أخطرت الشركات المالكة والدول بشكل قانوني وفق قانون الملاحة الدولي وعبر القنوات الرسمية بالقرار، ويمكن الجزم هنا أن اليمن حقق أهداف إسناده المعلنة على الصعيد المائي في الشهرين الأولين من العمليات، وكانت أهم تمظهرات هذا النجاح إعلان إدارة ميناء أم الرشراش إغلاقه الكامل وتسريح أكثر من نصف العمال، والتحول لاحقاً إلى موانئ الأبيض المتوسط ” حيفا واسدود”.
في خضم هذه المرحلة سجلت اليمن أعنف اشتباك بحري شهده العالم منذ عقود، حيث اشتبكت القوات اليمنية بمختلف تشكيلاتها مع الأساطيل والقطع البحرية الأمريكية والبريطانية في معارك وصفتها الأوساط الغربية بغير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية سواء لناحية الزخم الناري المستخدم أو لنوعية الذخيرة ومن بينها الصواريخ البالستية البحرية التي كشف اليمنُ عن امتلاكها وسجل أول استخدام لها في التاريخ، ولا تزال تداعيات هذا الاشتباك مدار حديث مراكز الأبحاث والدراسات المختصة و المهتمة، ولعل أهم وأخطر اشتباك كان مع الحاملة الامريكية آيزنهاور وهو ملف على فرادته و استثنائيته إلا أنه لم يأخذ حقه من البحث والدراسة.
في مسار ناري إسنادي آخر استهدف اليمن عمق كيان العدو الاسرائيلي بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والمجنحة ومؤخرا بصواريخ فرط الصوتية وجميعها طاولت أهدافا حساسة داخل فلسطين المحتلة بدءا من أم الرشراش جنوبا وصولا إلى عسقلان ويافا وحيفا وسواها من مدن فلسطين المحتلة.
ويمكن هنا إعادة ترتيب العمليات وفق خارطة المراحل التصعيدية كالتالي:
– المرحلة الأولى
بدأت أولى عمليات المرحلة الأولى أواخر شهر أكتوبر من العام ٢٠١٣م أي بعد أيام من انطلاق عملية طوفان الأقصى، واستهدفت بمجموعة كبيرة من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة مناطق وأهداف داخل كيان العدو الإسرائيلي دون تحديد أماكن محددة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفق ما جاء في البيان الأول للمتحدث باسم القوات المسلحة، وكان لافتا إشارته إلى أن العملية تعد الثالثة.
في المرحلة ذاتها كان اليمن قد حظر على العدو الإبحار من البحر الأحمر وشرع فعلاً في استهداف السفن التي حاول الإبحار بحماية من السفن الحربية الأمريكية والبريطانية وحتى الأوروبية، ونلفت هنا إلى تفاجئ العدو والمجتمع الغربي عموما وحتى الأوساط الدولية المختلفة بفاعلية القرار اليمني وامتلاكها القدرة النارية على تنفيذ تحذيرات السيد القائد وقرارات القيادة العسكرية اليمنية وقد كانت عملية الاستيلاء واقتياد سفينة (جلاكسي ليدر) في التاسع عشر من نوفمبر للعام ٢٠٢٣م و المملوكة لكيان العدو فاتحة هذه المرحلة في صعيدها البحري ومحط تحول غير مسبوق في تاريخ الصراع، وقد حظيت بمباركة شعبية وجماهيرية واسعة في مختلف الدول ، كما أنها مثلت ورقة قوية للمقاومة الفلسطينية وضربة قاتلة للعدو الصهيوني ولشركائه وداعميه الغربيين٠