حَراك روسي لإحياء السلام: القائد الحوثي يتوعّد بـ«عمليات جريئة»
حَراك روسي لإحياء السلام: الحوثي يتوعّد بـ«عمليات جريئة»
على رغم غموض الموقف الروسي تجاه صنعاء، إلا أن موسكو تعمل على تجاوز الشروط الأميركية التي ترهن أي تقدّم في مسار السلام، بقبول حركة «أنصار الله» وقف العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في البحر الأحمر. وفي سياق تلك المساندة، أكّد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، أمس، أن قواته «مقبلة على التحرك لتنفيذ عمليات عسكرية جريئة ضد العدو الإسرائيلي».وحاولت روسيا، أخيراً، لعب دور الوسيط بين صنعاء والرياض، لإحياء مسار السلام، مستفيدة من علاقتها المتوازنة مع كل الأطراف اليمنية. وتحدّثت مصادر سياسية مقرّبة من الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في عدن، إلى «الأخبار»، عن تصاعد الدور الروسي في اليمن، مشيرة إلى زيارة قام بها وزير خارجية حكومة عدن، شائع الزنداني، إلى موسكو، التقى خلالها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي عبّر عن رفضه للعمليات العسكرية الجوية الأميركية والبريطانية ضد اليمن. وكانت هذه الزيارة، وفق المصادر، بطلب روسي وتنسيق سعودي.
وفي الاتجاه نفسه، أكّد أكثر من مصدر في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن روسيا تقود وساطة منذ أكثر من أسبوع بين الأطراف اليمنية، محاوِلةً دفعها إلى تشكيل لجنتين اقتصاديتين بمشاركة صنعاء وعدن، وأن المسعى الروسي لإحياء مسار السلام يأتي مكمّلاً للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، منذ منتصف الشهر الفائت، لإحداث اختراق في الملف الاقتصادي والإنساني. ووفقاً لوكالة «سبأ» التابعة لحكومة عدن، فإن التحرك الروسي يأتي في ظل الحديث عن حراك فرنسي تجاه حكومة عدن، يتركز على مناقشة تدابير خفض التصعيد في اليمن.
الحوثي: الجغرافيا الواسعة لأنظمة عربية حالت بين اليمن والمواجهة المباشرة مع العدو
وكان باحثون في «مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية» في نيويورك، أكّدوا، في ندوة عُقدت عبر الإنترنت الأسبوع الماضي، أن روسيا تسعى للحفاظ على خطوط اتصال مع جميع الأطراف في اليمن، ما يمكّنها من لعب دور الوسيط، وتحاول أيضاً الحفاظ على توازن دقيق في مصالحها بين السعودية وإيران، مع التركيز على دورها المؤثّر في مجلس الأمن كمرجعية لأي تسوية سياسية في اليمن. واستبعد المشاركون دعماً عسكرياً روسياً لحركة «أنصار الله»، مشيرين إلى أن موسكو التي دانت أكثر من مرة الهجمات الجوية الأميركية والبريطانية في اليمن، لم تستخدم حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي أتاح للقوات الأميركية تنفيذ «عمليات دفاعية في البحر الأحمر».
وفي ما يتعلّق بالعمليات ضد العدو، أكّد الحوثي في خطابه الأسبوعي، أمس، أن «قواته مقبلة على التحرّك لتنفيذ عمليات عسكرية جريئة لضرب العدو باستخدام كل الإمكانات المتاحة ومن دون أي قلق أو خوف». وأشار إلى أن «الرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي قادم. وهناك أيضاً مع الرد مسار مستمر». وأوضح أن «كل أسبوع له محصّلته من القصف الصاروخي والاستهداف للأعداء بالصواريخ الباليستية والمجنّحة». وأشار إلى «أننا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة كنا نتلهّف لو أمكن لشعبنا التحرّك بمئات الآلاف، للالتحام المباشر في المعركة البرية مع العدو الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن «الجغرافيا الواسعة لأنظمة عربية حالت بين اليمن والمواجهة المباشرة مع العدو»، مضيفاً: «نتمنى على الأنظمة العربية لو يختبروننا، أو لو يكرهوننا ويسعون إلى التخلص منا بأن يفتحوا لنا الطريق إلى قطاع غزة. لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا». وتابع الحوثي أن «نتائج العمليات البحرية كانت كبيرة وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط»، لافتاً إلى أن «الأعداء يتحدّثون في ما يتعلق بمعركة البحر الأحمر بمفردة الهزيمة مع مفردة الفشل، لعدم قدرتهم على حماية السفن الصهيونية».
رشيد الحداد