حين يصبح سمسار التهريب رئيساً.. كيف قوض عفاش اليمن وسلّمه رهينة بيد الأمريكيين والسعوديين؟
الحقيقة/إعداد: صادق البهكلي
المآسي والحروب والنكبات والفشل الذي عانى ويعاني منه اليمن ليس وليد اللحظة إنها ثمار ونتائج عقود من التآمر والخيانة واللصوصية التي ميزت شخصية رئيس اليمن السابق علي عفاش فمنذ عرفه الشعب اليمني لم يعرف الاستقرار أو يرى النور يوماً واحداً فكل عام كان للأسواء وصولاً لأن يصبح اليمن فريسة سهلة للطامعين والمتآمرين ولصوص الثروات، فيقينا أن لولا عفاش لما كان اليمن بهذا الضعف والسوء والفقر والعوز والمشاكل والأزمات..
في هذا التقرير سنحاول باختصار التعرف على محطات من تقويض الدولة اليمنية التي قاد المهمة علي عفاش بكل كفاءة:
بوابة الموساد طريق صالح للوصول إلى الحكم
مسيرة عفاش الذي حكم اليمن أكثر من 33 عاما بدأت مهرباً للممنوعات وخلال عمليات التهريب التي كان يقوم بها توطدت علاقاته مع الموساد الصهيوني الذي كانت انشطته تنطلق من القاعدة الصهيونية في اثيوبيا “وبحسب الوثائق الصادرة عن جهاز الأمن القومي بصنعاء، فَـإنَّ عفاش كان يتطلع للوصول إلى الحكم منذ بداية السبعينيات، وكان يرى أن إقامة علاقة مع اليهود الذين يعتبرهم «أولاد العم» يعد بوابة الوصول إلى سدة الحكم، ولأن اليهود كان يعلمون بطموح عفاش في الحكم والنفوذ داخل اليمن وتولية منصب الرئاسة، فقد سعوا لتمكينه من ذلك عبر إقناع أمريكا وبريطانيا.”
منذ انضم عفاش للجيش تسلق في فترة وجيزة درجات السلم العسكري حتى وصل لقائد لواء تعز ثم تصاعدت شهرته من خلال توطيد علاقاته برموز القبائل وبالنظام السعودي الذي ظل مركزاً على اليمن ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة منذ اغتيال الحمدي وإلى وأد النظام العفاشي.
تصفية الحمدي وتقويض الدولة اليمنية
كان الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي قد تمكن من إرساء قواعد الدولة اليمنية الحديثة وفق رؤية نهضوية يسعى بكل جد إلى تحقيق نهضة شاملة واستطاع إرساء مؤسسات النظام والقانون وعاش الشعب اليمني في ظل حكمه زمنه الذهبي ولكن أيادي الغدر والخيانة التي كانت تشاركه مأكله ومقيله لم تدعه يواصل مسيرته النهضوية فقد أغراها هيلمان السلطة، ودفعه مكر الأعداء الذين رأوا في الشهيد الحمدي خطرا يهدد عروشهم فاشتروا ضعاف النفوس أمثال المهرب عفاش وبقية أخوياء الهديان فقتلوا الشهيد الرئيس الحميدي وأخاه بعد أن استدرجوهم لعزومة غداء..
وبمقتل الرئيس الحمدي تسلق اللصوص اكتاف الشعب وأتت السعودية بنظام المشيخة المتولية للرياض ليكون رديفا لنظام العسكر الموالي لها..فانهارت مؤسسات الدولة وضاعت إنجازات الحمدي ونهبت الثروة اليمنية وفقد الناس الامن وأدخلوا الشعب دوامة الصراعات والأزمات الاقتصادية وتحولت عصابات المافيا والمهربين إلى قادة للسلطة ورجال الدولة..
كرسي معمّد بالدم
لم تكاد أقدام عفاش تستقر في القصر الجمهوري حتى تعرض ـ كما نشره معهد مالكوم ديل كارينغي لدراسة الشرق الأوسط ـ لهزة عنيفة كادت أن تودي به من خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها الناصريون الموالين للرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي.
وكان (علي محسن الأحمر) أبرز من أفشل حركة الناصريين وقد كافأه عفاش بمكاسب سلطوية كبيرة وجعله أبرز شركائه في الحكم حتى تفكك تحالفهم الضمني في العام 2011.
وبعد أشهر أخرى، خاض صالح حرباً مع جنوب اليمن في أواخر سبعينات القرن الماضي، حيث واجه ضغطاً وصل حد الهزيمة من قبل نظام عدن الاشتراكي، لولا تدخل العراق وسوريا والسعودية والجامعة العربية أكثر من مرة لإنقاذه من تبعات تلك الهزيمة، على الرغم من استمرار الصراع مع عدن عن طريق “الجبهة الوطنية” أو حروب المناطق الوسطى التي استمرت حتى مطلع الثمانينات، وانتهت بحوار وطني بين الطرفين مهّد لفترة من الاستقرار.
تفكيك الوحدة اليمنية وتفجير الحروب الداخلية
كانت الجهود التي بذلها الرئيسان ابراهيم الحمدي وعلي سالمين ربيّع في تحقيق الوحدة اليمنية قد أتت أكلها في العام 1990م وللمصادفة أن عفاش كان قد اصبح الرئيس واعتبر تحقيق الوحدة انجاز حصري له ولكن اتفاق الوحدة تعرض بعد 4 سنوات لهزة عنيفة من خلال الحرب التي قادها عفاش ضد شركائه في الوحدة جنوباً من الحزب الاشتراكي اليمني، وقد اعترف الشيخ الأحمر في مذكراته ان عفاش وراء إنشاء حزب الاصلاح ليكون معارضا ضد أي نشاط للجنوبيين وبخاصة الحزب الاشتراكي الذين كانوا يعتبرون المنتمين إليه كفارا وبسبب سياسة عفاش الاقصائية تفجرت حرب 94م وقد اضطر الجنوبيون لإعلان الانفصال خلال الحرب وكان الخطأ الكارثي الذي وقع في الحزب الاشتراكي ولكن عفاش استغل موضوع الانفصال والشيوعية باعتبارها تحمل فكرا إلحاديا وماركسيا كما في ادبيات الاصلاح ليقود جناح الاصلاح والمشائخ ومن خلفهم السعودية الحرب لتنتهي بدخول قوات علي محسن الاحمر وعفاش إلى الجنوب وتتحول مؤسسات الدولة هناك إلى غنيمة وفيد لكبار تجار الحرب.
حروب صعدة الست خوفاً من العصا الغليظة
بعد سنوات قليلة من حرب 94م وقبل أن يتعافى الشعب من أثر الجرع الاقتصادية التي فرضها نظام عفاش بعد حرب الجنوب وبتوجيه ورغبة أمريكية اعلن حروبه على أبناء محافظة صعدة والمحافظات المجاورة التي استمرت اكثر من 6 سنوات وبـ 6 حروب اكلت الأخضر واليابس وقد اعترف مؤخراً أن حروبها التي كان يدعي ان يواجه إيران في صعدة لم تكن سوى من أجل شعار الصرخة جدير ذكره أن السفير الفرنسي آنذاك “جيل غوتييه” في مقابلة مع قناة “فرانس 24” أن الحكومة اليمنية في عهد صالح اعترفت له خلال فترة عمله في اليمن أنها تتعمد ادعاء دعم إيران لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) لتبرير الحروب التي كانت تخوضها ضد محافظة صعدة.
وأضاف أن الوزير اليمني آنذاك قال له إنهم في الحكومة يدعون أن شن الحرب على صعدة بحجة دعم إيران لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وأنه لا يوجد لدى الحكومة أي دليل على وجود دعم إيراني للجماعة.
ولم يحدد السفير الفرنسي اسم الوزير اليمني غير أنه تعاقب على وزارة الداخلية خلال فترة حروب صعدة بين عامي 2003 و2009 وزيران، هما رشاد العليمي وأعقبه مطهر رشاد العليمي، واستمر الأخير من 2007 إلى 2012.
وفي حديثه عن الوجود الإيراني في اليمن قال: “لا يوجد إيرانيون في اليمن وهذه دعاية كبرى والأمريكان يعرفون ذلك جيدا، ولا يوجد هناك أي دليل يثبت الوجود الإيراني”.
بيع السيادة والأرض اليمنية لقوى خارجية
كان اعتلى عفاش العميل المزدوج سدة الحكم في اليمن بداية تسليم اليمن سيادة وارض وثروات لقوى خارجية في المقدمة النظام السعودي وأمريكا اللذان كان لهما دور رئيسي في تنصيب عفاش رئيسا للجمهورية وقد أكد ذلك الشيخ عبد الله حسين الذي يعتبر الكاهن الأكبر للنظام السعودي في اليمن أن السعودية وراء تنصيب عفاش وأنه عندما زعل قالوا له بالحرف الواحد أي شخص يعارض سيتم التخلص منه ومما قاله في مذكراته” أصر الإخوان في المملكة العربية السعودية استدعوني إلي جدة فعلاً وجاءوا بطائرة تنقلني إلي هناك لإقناعي بعلي عبدالله صالح. لقد أيدت السعودية بشكل واضح ودعمت بقوة علي عبدالله صالح، وبذل العميد صالح الهديان الملحق العسكري للمملكة جهوداً كبيرة لإقناعنا، كما خرج علي بن مسلم من السعودية يقنعني ويقنع بقية المشائخ وجلس في صنعاء حتي تمت الأمور.
وقد كافأ عفاش النظام السعودي بأن تنازل لهم عن آلاف الكيلومترات من الأراضي اليمنية وتخلى نهائياً عن المطالبة باستعادة الأراضي اليمنية المعروفة (نجران ـ عسير ـ جيزان) كما كان جنديا مخلصا للنظام السعودي في تقويض الدولة اليمنية..
كما فتح البلاد أرض وسماء للتدخلات الأمريكية وظلت أمريكا تسرح وتمرح وتنهب وتقتل وتفعل ما تشاء لدرجة أنهم لم يستوعبوا انتصار ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر فتم شن الحرب عليها.
ثروة اليمن في أرصدة عفاش
ومع تمكن صالح من السيطرة على السلطة بدأ تغلغل أسرته ومقربيه وشركائه في الحكم أمثال آل الأحمر في نهب الثروة اليمنية وشراء العقود وعقد الصفقات ليتحول وضعهم من أسر غير معروفة إلى ثراء فاحش تمتلك مليارات الدولارات وآلاف المشاريع والشركات والمشاريع العقارية حول العالم وقد قدرت ثروة عفاش لوحده ما يزيد عن 70 مليار دولار من غير المشاريع العقارية كمدينة سام في دبي وغيرها كما تجذر الفساد في عهده وأصبحت رائحة الفساد تزكم الأنوف وكان يتشارك معه الأحمر وأولاده وبقية شلته العسكرية كعلي محسن الذي اشتهر بهامور الأراضي وقد كانت صفقة الغاز مع كوريا أشهر صفقات الفساد في عهد عفاش ويكفي أن نعرفه حقيقة ما يتملكه ابن أخيه توفيق عفاش الذي تبلغ مساحة قصر واحد من قصوره التي بنيت من ثروات الشعب والتي تقدر بمساحة عن 300,000 متر مربع، عبارة عن تبة كاملة والتي تعد من أرقى المناطق في العاصمة صنعاء والذي استولى عليها توفيق صالح عبدالله صالح عفاش نجل شقيق الرئيس المخلوع على عبدالله صالح. .
إضافة إلى امتلاك عفاش لمزارع ضخمة في تهامة منها مزرعة الجر التي تقارب مساحتها مساحة البحرين وكانت تمول نفقات زراعتها واجور عمالها من المؤسسة الاقتصادية اليمنية..
تاجر الآثار اليمني
اليمن كانت تملك من الآثار ما يؤهلها بأن تكون رقما كبيرا عالميا وموردا هاما يدعم القطاع السياحي و كثير من اليمنيين استغربوا الإهمال بل التدمير الممنهج بموضوع الاثار و عدم الاهتمام به على الاطلاق بل كان الوضع بمنتهى السوء و هناك ظواهر اكتشفها اليمنيون بأنفسهم بأن المسؤولين ضالعين بشكل كبير بالعملية و قضيه تدمير مقابر ملوك حمير اكتشف اليمنيون بعدها ان المسؤولين بالدولة سرقوا مقابر الملوك و بعد إتمام السرقة دمروا ماتبقى و اغرقوها بالمياه لضياع آثار الجريمة
ولكن الحقيقة التي ظهرت بعد هروب الشرعية و تكشف ما كان يحدث بأن عفاش اوكل إلى مهدي مقولة مهمة متابعة قضايا الآثار و الحصول عليها و التواصل مع جهات خارجية لبيعها
كان مهدي مقولة يقوم بالشيء هذا باحترافية كبيرة و يوكل كتابة التفاصيل لمختصين و يرسل التفاصيل و الصور إلى المشترين بالخارج و كان المنزل الذي اقتحمه الجيش و اللجان بصنعاء وفضح هذه الجريمة هو مركز لعملية استقطاب و تجهيز القطع للبيع بالخارج و يحصل مهدي مقولة على عمولة على كل قطعة بنسبة مئوية و تكون حصة الأسد لعلي عبدالله صالح
تدمير المؤسسة العسكرية اليمنية
كانت وزارة الداخلية قد كشفت مؤخرا فضيحة حارس البوابة الشرقية!! من خلال تدميرها الممنهج للقدرات الدفاعية اليمنية وفتح مخازن الأسلحة التي اشتراها بقوت الشعب اليمني للمجندات الأمريكيات ليقمن بتدمير الصواريخ اليمنية وإفقاد اليمن فاعليتها الدفاعية لتكون لقمة سائغة في أي تدخل أمريكي قادم وقد كشفت وثائق ويكليكس أن أمريكا بدأت بجمع الصواريخ وتعطيلها منذ أغسطس 2004م، وفي فبراير 2005م أدت الحملة الأمريكية إلى تعطيل وتدمير 1161 من صواريخ سام.
أول صوت نادى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني
لم يكن عفاش يعلَمُ أن محضرَ لقائه برؤساء الجاليات اليهودية سيخرُجُ للعلن في يوم ما؛ ولذلك تحدَّثَ دون حرج، معبراً عن ذاته وتطلعاته، مجدّداً التأكيدَ على شرطين للتطبيع مع إسرائيل، ومحدداً أن ما يخشاه فقط هو رد فعل الآخرين في اليمن، لكنه مستعدُّ دائماً لمواجهة أية عراقيل طالما حصل على الدعم الأمريكي والمال.
في هذا السياق، عرض رؤساء الجاليات اليهودية على صالح مسألة مصافحة السفير الإسرائيلي، فالكيانُ الصهيوني في ذلك الوقت كان يعتبر أن نجاحَه بمصافحة رئيس عربي يمثّلُ خطوةً كبيرةً لتعزيز وجود إسرائيل.
كعادته أجاب صالح قائلاً “نحن نعمل بالمكشوف، المطلوبُ منكم مساعدتنا لدى الإدارَة الأمريكية لنحصل على الدعم؛ لأنّنا مجرد أن نصافح أي يهودي يقوم علينا الإسْلَاميون”، ويضيف صالح “أنا التقيت الرئيسَ الأمريكي كلينتون في المغرب وكان جواره مستشار الأمن القومي الإسرائيلي وطلب مني مصافحتَه، فقلت له ليس لديّ مشكلة في ذلك بمجرد تحقيق السلام.. خلّونا نبدأ علاقات جيدة معكم وهذه الخطوة تليها خطوات”. كما جدّد صالح طلبَه للدعم قائلاً “أنتم ساعدونا لدى الإدارَة الأمريكية ويمكن أن نصل لنتائج إيجابية”.
خيانة الشعب اليمني والتآمر مع أعدائه
لم يكتف عفاش بما نهبه من ثروات الشعب وبما دمره من مقدراته وما فككه من منظومات ومؤسسات الدولة التي بناها وشيدها الحمدي ومن سبقه ولكن خسته ونذالته دفعته للتآمر مع الغزاة المعتدين ضد وطنه وشعبه الذي صبر عليه 33 عاما فكانت فتنة 2 ديسمبر 2017 م التي أعلن فيها صراحه وقوفه مع العدوان الإجرامي ودعا الشعب لينتفض ضد من يدافع عنه وعن كرامته وسيادته فكانت آخر حلقه من فصول التآمر العفاشي الطويل ليلقى في النهاية حتفه وجزاءه الذي يستحقه.