(حياة شهيد)
كتب/ عبدالمجيد إدريس
في مضمار الحياة ومسيرتها تولد العظمة والكمال لتضفي جمالاً وبهاءً ونورًا عليها، ولولا ذلك لكانت الحياة صحراء قاحلة، وأرضاً مجدبة، وغابة تحكمها الوحوش، وكما أن للشر أئمة يدعون إلى النار، فإن للخير قادة يهدون بأمر الله ويدعونه رغباً ورهباً، ابتلاهم الله فأتموا كلماته، وكتبوا للناس بدمائهم الزكية عنوانا كبيرا بداخله كل معاني الرفعة والسمو، إنه: عنوان العلم والجهاد، ومن هؤلاء العظماء العلامة الشهيد: عبدالرحمن حزام اللاعي، من مواليد قرية بني اللاعي محافظة حجة عام 1410 للهجرة، استشهد وعمره 29 سنة 4 ذي القعدة من العام 1439 للهجرة، وفي هذا العمر سنجد العطاء الزاخر واللامحدود في حياة مرشدنا و قدوتنا، فقد رسم لنا لوحة جميلة خلال عمره المبارك اكتملت بالشهادة في سبيل الله الذي هو أعظم العطاء، ومع كل مرحلة عاشها عبدالرحمن يمكن أن نختصر وظيفته في عنوانِ اسمه المبارك، وهي الرحمة بكل المخلوقات، انطلق مرشدنا مبكرا ومنذ نعومة أظفاره لطلب العلم الشريف، فاستقى ثقافته ودينه من علم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحمل بين جوانحه نهج الإمام زيد عليه السلام؛ وهو ((البصيرة البصيرة ثم القتال)).
فكان أستاذا مدِّرسا في مركز العارف بالله الشهيد عمار اللاعي، ولأنه من العلماء الذين حملوا العلم ونفوا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين لم يكتم علمه فقد حتّمت عليه المرحلة أن يغادر قريته ليكون مبلِّغا ومرشدا في المناطق النائية؛ فكان مرشدا في منطقة المشاريق لمدة سنتين، ثم في منطقة عفُره، وبعدها توسعت دائرة عمله فكان مشرفا للمرشدين على بعض المناطق في ثلاث مديريات؛ ناهيك عن تنقلاته وزياراته لغيرها، ولم يقف الحال به عند هذه الأعمال، فإدراكه الكبير والواسع والشمولي جعله ينظر لهذه الأمة ككل، يُعِين المحتاجين ويواسي أسر الجرحى والشهداء، ويَحُضُّ على طعام الفقير والمسكين، ويمسح على رأس اليتيم، إنه مدرسةٌ يتعلم منها الأحرار ومن يبحث عن الفضائل والمكارم.
العلامة عبدالرحمن حزام اللاعي أحد أعضاء الملتقى الإسلامي النشطين، فهو مدير إدارة التثقيف بالملتقى فرع محافظة حجة، ويشغل الكثير من الأعمال غيرها، وباختصار هو العطاء والرحمة، فهما يتفجران من جوانبه، ستجدونه أمامكم أينما توجهتم شاعرا ومنشدا وكاتبا ومدرسا ومرشدا وخطيبا ومحاضرا وأخلاقا وحكمةً وتقوى ومجاهدا في سبيل الله، فانظروا في ما حواه من المواهب لعلكم تعلمون.
إن سيدنا المرشد والمجاهد هو صاحب همة وعزيمة منقطعة النظير، رجل من الجنة، وملاك في هيئة بشر، كل جامعات الدنيا لم تستطع أن تقدِّم لنا النماذج والقدوات كما قدَّمه شهيدنا المرشد وجميع الشهداء، فعطاءاتهم لا تقارن بأي عطاء!؛ ولذا فالمهندس والطبيب والمخترع وغيرهم يقومون بأعمالهم ويزاولون أنشطتهم بفضل الشهداء.
العلامة عبدالرحمن لم يكن عالما فقط فهو المجاهد الذي تعرفه ميادين القتال وجبهات النزال والتي لطالما كان يتردد عليها، وبعد هذا العمر الحافل بالعطاء كان له موعد مع الشهادة حيث إنها كانت تبحث عنه؛ وشتان بين من يبحث عنها وبين من تبحث عنه، فأَسرع سيدنا ليلتقي بها في المكان المناسب، وكأنها أوحت إليه أن هلم يا ولي الله، وكأن شهيدنا المرشد فهم وأدرك ذلك، فترك كل شيء خلفه ولسان حاله يقول: سراعا سراعا إلى من طلبني! فتَوج عمره بالشهادة في سبيل الله، وبذلك قدَّم نموذجا لأمة نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله مفاده: أن إذا أردتم العزة والحرية والرقي والتقدم فهاكم العلم، فخذوه وتعلموه وعلموه الناس، وأن أجيبوا داعي الله واستجيبوا لما يحييكم وجاهدوا في سبيله وابتغوا إليه الوسيلة، وأن تحرروا من الذاتية وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وأن أفيقوا من غفلتكم واحرسوا عقيدتكم واحموا دينكم من شبهات المضلين بعلم أهل البيت، ودافعوا عنه وانشروه وقدموا أنفسكم قرابين لله حتى يرضى، وقد أفلح وفاز من اتقى.
(حياة شهيد)
بقلم/ عبدالمجيد إدريس
في مضمار الحياة ومسيرتها تولد العظمة والكمال لتضفي جمالاً وبهاءً ونورًا عليها، ولولا ذلك لكانت الحياة صحراء قاحلة، وأرضاً مجدبة، وغابة تحكمها الوحوش، وكما أن للشر أئمة يدعون إلى النار، فإن للخير قادة يهدون بأمر الله ويدعونه رغباً ورهباً، ابتلاهم الله فأتموا كلماته، وكتبوا للناس بدمائهم الزكية عنوانا كبيرا بداخله كل معاني الرفعة والسمو، إنه: عنوان العلم والجهاد، ومن هؤلاء العظماء العلامة الشهيد: عبدالرحمن حزام اللاعي، من مواليد قرية بني اللاعي محافظة حجة عام 1410 للهجرة، استشهد وعمره 29 سنة 4 ذي القعدة من العام 1439 للهجرة، وفي هذا العمر سنجد العطاء الزاخر واللامحدود في حياة مرشدنا و قدوتنا، فقد رسم لنا لوحة جميلة خلال عمره المبارك اكتملت بالشهادة في سبيل الله الذي هو أعظم العطاء، ومع كل مرحلة عاشها عبدالرحمن يمكن أن نختصر وظيفته في عنوانِ اسمه المبارك، وهي الرحمة بكل المخلوقات، انطلق مرشدنا مبكرا ومنذ نعومة أظفاره لطلب العلم الشريف، فاستقى ثقافته ودينه من علم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحمل بين جوانحه نهج الإمام زيد عليه السلام؛ وهو ((البصيرة البصيرة ثم القتال)).
فكان أستاذا مدِّرسا في مركز العارف بالله الشهيد عمار اللاعي، ولأنه من العلماء الذين حملوا العلم ونفوا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين لم يكتم علمه فقد حتّمت عليه المرحلة أن يغادر قريته ليكون مبلِّغا ومرشدا في المناطق النائية؛ فكان مرشدا في منطقة المشاريق لمدة سنتين، ثم في منطقة عفُره، وبعدها توسعت دائرة عمله فكان مشرفا للمرشدين على بعض المناطق في ثلاث مديريات؛ ناهيك عن تنقلاته وزياراته لغيرها، ولم يقف الحال به عند هذه الأعمال، فإدراكه الكبير والواسع والشمولي جعله ينظر لهذه الأمة ككل، يُعِين المحتاجين ويواسي أسر الجرحى والشهداء، ويَحُضُّ على طعام الفقير والمسكين، ويمسح على رأس اليتيم، إنه مدرسةٌ يتعلم منها الأحرار ومن يبحث عن الفضائل والمكارم.
العلامة عبدالرحمن حزام اللاعي أحد أعضاء الملتقى الإسلامي النشطين، فهو مدير إدارة التثقيف بالملتقى فرع محافظة حجة، ويشغل الكثير من الأعمال غيرها، وباختصار هو العطاء والرحمة، فهما يتفجران من جوانبه، ستجدونه أمامكم أينما توجهتم شاعرا ومنشدا وكاتبا ومدرسا ومرشدا وخطيبا ومحاضرا وأخلاقا وحكمةً وتقوى ومجاهدا في سبيل الله، فانظروا في ما حواه من المواهب لعلكم تعلمون.
إن سيدنا المرشد والمجاهد هو صاحب همة وعزيمة منقطعة النظير، رجل من الجنة، وملاك في هيئة بشر، كل جامعات الدنيا لم تستطع أن تقدِّم لنا النماذج والقدوات كما قدَّمه شهيدنا المرشد وجميع الشهداء، فعطاءاتهم لا تقارن بأي عطاء!؛ ولذا فالمهندس والطبيب والمخترع وغيرهم يقومون بأعمالهم ويزاولون أنشطتهم بفضل الشهداء.
العلامة عبدالرحمن لم يكن عالما فقط فهو المجاهد الذي تعرفه ميادين القتال وجبهات النزال والتي لطالما كان يتردد عليها، وبعد هذا العمر الحافل بالعطاء كان له موعد مع الشهادة حيث إنها كانت تبحث عنه؛ وشتان بين من يبحث عنها وبين من تبحث عنه، فأَسرع سيدنا ليلتقي بها في المكان المناسب، وكأنها أوحت إليه أن هلم يا ولي الله، وكأن شهيدنا المرشد فهم وأدرك ذلك، فترك كل شيء خلفه ولسان حاله يقول: سراعا سراعا إلى من طلبني! فتَوج عمره بالشهادة في سبيل الله، وبذلك قدَّم نموذجا لأمة نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله مفاده: أن إذا أردتم العزة والحرية والرقي والتقدم فهاكم العلم، فخذوه وتعلموه وعلموه الناس، وأن أجيبوا داعي الله واستجيبوا لما يحييكم وجاهدوا في سبيله وابتغوا إليه الوسيلة، وأن تحرروا من الذاتية وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وأن أفيقوا من غفلتكم واحرسوا عقيدتكم واحموا دينكم من شبهات المضلين بعلم أهل البيت، ودافعوا عنه وانشروه وقدموا أنفسكم قرابين لله حتى يرضى، وقد أفلح وفاز من اتقى.