“حماس” و”الجهاد الإسلامي”: المقاومة خيارنا الاستراتيجي الذي لا تراجع عنه
وجَّهت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” تحذيرًا للعدو الصهيوني من أن أي غدر تجاه الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، سيكون الرد عليه حازمًا وحاسمًا وموحدًا، مؤكدتين أنَّ المقاومة هي خيارهما الاستراتيجي الذي لا تراجع عنه.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الحركتان، في ختام اجتماع قيادي عالي المستوى، عقد امس الاثنين، شارك فيه قادة سياسيون وعسكريون وأمنيون من الحركتين، وتخلله نقاش مركّز ومعمّق حول سبل تطوير مشروع المقاومة الذي تتبناه وتتصدره الحركتان، إضافة إلى كل الفصائل الوطنية الفلسطينية، وآليات تعزيز حاضنته الشعبية والوطنية، بما يمهد الطريق نحو ثورة شعبية شاملة تخوض المواجهة مع الاحتلال في كل شبر من أرض فلسطين.
ولفتت الحركتان في بيانهما إلى أنَّ الشعب الفلسطيني الصامد يواصل مقاومته الباسلة منذ عشرات السنين، ما لانت له قناة، ولا ضعفت له عزيمة، متسلحًا بإيمانه العميق بالله أولًا، ثم بعدالة قضيته الوطنية، وحقه التاريخي في أرضه المباركة من نهرها إلى بحرها، مؤمنًا تمام الإيمان بأن المقاومة الشاملة بكل أشكالها، وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة، هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمسرى والأسرى وعودة اللاجئين، وأن ما سوى ذلك من حلول وتسويات، ما هو إلا سراب ووهم، لم يجلب لشعبنا إلا الويلات، وتكريس الاحتلال، وزيادة الاستيطان، وتهويد المقدسات.
وأوضحت الحركتان في بيانهما المشترك أن المجتمعين ناقشوا أيضًا العلاقات الثنائية بينهما في المستويات كافة، وتم الاتفاق على تعزيز أوجه العمل المشترك وتفعيل اللجان المشتركة بين الحركتين في المستويات السياسية والعسكرية والأمنية.
ووجهت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” “التحية كل التحية لشعبنا العظيم في كل مكان ولشهداء شعبنا الأكرمين، ونخص بالذكر شهداء معركة وحدة الساحات، أبطال سرايا القدس، القادة الشهداء تيسير الجعبري، وخالد منصور، وللأسرى الأبطال جميعاً وللأسير الصامد خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ 173 يومًا”.
كما وجهتا التحية للأجهزة الحكومية في غزة التي تعمل ليل نهار على حماية ظهر المقاومة وجبهتها الداخلية.
وأكَّد البيان أنَّ “المقاومة خيارنا الاستراتيجي، لا تراجع عنه، ولا تردد فيه، وهي مستمرة وبتنسيق عالٍ ومتقدم بين الحركتين، والفصائل كافة، وفي المقدمة منها كتائب القسام المظفرة، وسرايا القدس البطلة”.
وأضاف البيان: “ونحذر العدو من أن أي غدر تجاه شعبنا ومقاومته الباسلة، سيكون ردنا عليه حازمًا وحاسمًا وموحدًا”.
وأعلن البيان أنَّ “غرفة العمليات المشتركة منجز وطني، يضم فصائل المقاومة كافة في إطار موحد لإدارة المواجهة مع الاحتلال، وفي المقدمة منها كتائب القسام وسرايا القدس، وسنعمل جميعًا على تعزيز دورها ومكانتها حتى التحرير والعودة”.
وتطرق البيان إلى الذكرى الـ 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، فشدَّد على “أن القدس مركز الصراع، وهي قبلة المجاهدين والثوار، وسيف القدس لن يغمد وسنواصل – ومعنا شعبنا كله – معركة القدس حتى التحرير والعودة”.
ودعت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى “الكف عن ملاحقة المقاومين الأبطال، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وخاصة في سجن أريحا سيء الصيت، وإلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، والتحرر من مسار أوسلو الكارثي، وإلى إطلاق المقاومة الشاملة، حقيقةً لا كلامًا”.
وأكَّدت الحركتان حرصهما على إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية وذلك من خلال “تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يمثل شعبنا كاملًا في الداخل والخارج، ولتحقيق هذه الغاية ستواصل الحركتان جهودهما المشتركة لتشكيل تكتل وطني يوحد الجهود المبذولة على هذا الصعيد”.
ودعت الحركتان أبناءهما وأنصارهما إلى “مزيد من التلاحم والتقارب والانطلاق يدًا بيد في خدمة شعبنا ومقاومته البطلة”.
وشكرتا وقدَّرتا عاليًا “كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين وقفوا مع شعبنا ضد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، ونطمئنهم على وحدة المقاومة الفلسطينية، وقدرتها على فرض المعادلات، ووقوفها صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال”.
كما شكرت الحركتان الدول العربية والإسلامية التي ساندت حق المقاومة المشروع في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وخصتا بالذكر جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر والأحزاب العربية والإسلامية.