حلباً للسعودية وحماية للكيان الاسرائيلي.. أمريكا تعزز من تواجدها في الشرق الاوسط
تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توسيع رقعة الانتشار الأمريكي في الشرق الأوسط من جديد وتحديداً في دول الخليج، عبر إرسال عشرات السفن العسكرية والمعدات القتالية، فضلاً عن تعزيز القوة البشرية بنحو 14 ألف جندي؛ لمواجهة ما تسميه بالخطر الإيراني المحتمل.
وسعى الرئيس الأمريكي منذ توليه رئاسة البيت الابيض إلى تعميق الخلافات وادارة الصراعات في الشرق الأوسط، وارسال المزيد من الاسلحة الى المنطقة بما ينسجم مع مصالح امريكا في حلب السعودية ويضمن الحماية الازمة للكيان الاسرائيلي، مستغلا علاقته الحميمية مع ال سعود وال زايد في الشرق الاوسط .
وبحسب المعلومات الواردة من البيت الابيض فإن القوات الإضافية المقرر ارسالها الى المنطقة ستنضم إلى حوالي 14000 جندي تم إرسالهم إلى عدد من الدول العربية منذ مايو؛ لا سيما بعد الضربة الجوية التي استهدفت مصافي شركة ارامكو في السعودية، ما دفع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ماركن ماكنزي، للمطالبة بسفن إضافية و منصاتٍ للدفاع الصاروخي و قوات دعم .
الكذب الامريكي
ترامب الذي بات معروفاً بالكذب والتناقض مع نفسه، اعلن في شهر أكتوبر وبشكل مفاجئ سحب كامل القوات الأمريكية الموجودة في الشرق الأوسط.
وقال وزير الدفاع مارك إسبير في وقتٍ لاحق أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية الحفاظ على وجودٍ بريٍ صغير بالقرب من حقول النفط في المنطقة لحمايتها من التنظيمات الارهابية.
ومن اجل تنفيذ مخططها لإرسال المزيد من القوات الى المنطقة زعمت القوات الأمريكية بأنها احتجزت قارب صغير على متنه اسلحة إيرانية كانت في طريقها الى اليمن، وقد سخر نائب مدير مكتب الرئاسة في صنعاء، سليم المغلس من مزاعم البحرية الأميركية حول اعتراض شحنة صواريخ إيرانية قادمة إلى اليمن.
ووصف المغلس في تصريحات نقلها تلفزيون الميادين هذه المزاعم بالـ “كذبة الوقحة”
وقال المغلس إن “الأميركي يريد من هذه المزاعم استعادة سمعته المفقودة بعد فضيحة الباتريوت”
وأضاف: “العدوان الأميركي السعودي لا يسمح بدخول شحنات الغذاء والدواء إلى اليمن”
المبرر للتواجد الأمريكي
ولا يهدف التواجد الامريكي في المنطقة الى حماية السعودية فقط بل يسعى كذلك الى اعلان الحرب على الدول العربية التي سترفض وضع يديها مع المحتل الأمريكي.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد كشفت عن مساعي تقودها الولايات المتحدة مع عدد من الدول العربية، من اجل التوقيع على اتفاقية “عدم اعتداء” مع إسرائيل.
مصادر أمريكية، وإسرائيلية، وأخرى عربية، ذكرت للقناة الثالثة عشرة العبرية، أن أمريكا تهدف إلى جعل هذه الخطوة مقدمة لتطبيع شامل بين الدول العربية، وإسرائيل.
الصحافي الصهيوني “باراك ديفد” أكد للقناة العبرية أن البيت الأبيض التقى بعدد من الديبلوماسيين العرب اغلبهم خليجيين والذين ابدوا موافقتهم على التطبيع مع اسرائيل.
وكان وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” قال في تدوينة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الأثنين: “لقد حان الوقت للدول العربية للتخلي عن المقاطعة، وإشراك إسرائيل”، مضيفا أنه “لا ينبغي أن يواجه أصحاب الفكر العرب، الذين يخاطرون بحياتهم للدعوة بشجاعة إلى رؤية إقليمية للسلام، والتعايش، خطر الانتقام”.
وعلى رغم محاولات المسؤولين الأميركيين، الذين يزورون تل أبيب حالياً، طمأنة الإسرائيليين إلى أن الولايات المتحدة ماضية في مواجهة إيران واليمن، إلا أن ذلك لم يمنع بنيامين نتنياهو من التعبير ولو – ضمناً – عن امتعاضه من الاستراتيجية الأميركية في هذا الإطار، ورفع مستوى التحريض ضد طهران من بوابات عديدة، لعلّ أكثر ما يلفت فيها هذه المرة هو اليمن.
تهديدات اليمن للعدو الإسرائيلي
وقال نتنياهو إن وجود صواريخ باليستية دقيقة مع هامش خطأ لا يتعدّى خمسة أمتار، باستطاعتها أن تطال أيّ هدف في المنطقة، في أماكن مختلفة، ومن بينها اليمن، ستستهدف الأراضي الإسرائيلية. مشيرا الى أن الصواريخ التي اطلقت على المملكة العربية السعودية، ستطال تل ابيب.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو علناً عن استخدام الأراضي اليمنية لشنّ هجمات ضد إسرائيل، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول رغبة تل أبيب في توسيع ساحات استهدافها المحور المقابل، لتشمل أيضاً الأراضي اليمنية.
ويتضح في التحريض الإسرائيلي، أن ثمة محاولة واضحة جداً لدفع الأميركيين وأطراف في المنطقة إلى التعامل مع اليمن بوصفها عدواً مباشراً لهم، على اعتبار أن تهديدها لهم لا يقلّ عن تهديدها لإسرائيل نفسها.
رئيس منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي سابقًا، عوزي روبين، لخص من جانبه أهم الدروس المُستفادة بالنسبة لإسرائيل من حرب الصواريخ في اليمن، حيث تخشى إسرائيل من الصواريخ اليمنية، والتي قد تأتي دون سابق إنذار، ومن جهات مختلفة ومن أهم الدروس في نظر روبين، ما يلي:
الدرس الأول
هاجم سلاح الجو السعودي مقرات تخزين الصواريخ والأسلحة لليمن في مارس من عام 2015، وأعلن أنه تم تدمير جميع مقرات التخزين، ومع ذلك توالت شن الهجمات وإطلاق الصواريخ على السعودية بالصواريخ التي من المُفترض أنها دُمرت. وهذا هو الدرس الأول الذي أشار إليه روبين، لتتعلمه إسرائيل، وهو يتمشى مع تجارب مُخيبة للآمال في الماضي بالنسبة لها، مع حزب الله وحماس.
الدرس الثاني
ويرى روبين، إنه على الرغم من قلة إطلاق الصواريخ نسبيًا، إلا أن ما يُمكن تعلمه هو سياسة اختيار الأهداف التي وضعها انصار الله، والتي تشتمل على ضرب أهداف القوة، والمراكز الاقتصادية، والقواعد اللوجستية لجيوش التحالف داخل الأراضي اليمنية، وقواعد سلاح الجو السعودي داخل أراضي المملكة، وكبار قادة التحالف وبطاريات باتريوت المستخدمة لاعتراض الصواريخ الهجومية.
الدرس الثالث
الدرس التالي بالنسبة لإسرائيل، هو أهمية الطائرات بدون طيار في تقدير الحرب ومقاييسها، ودورها في أي حملة مستقبلية. وتم استخدام ذلك من قبل حزب الله ضد إسرائيل في حرب لبنان الثانية. وفي أعقاب تلك الحرب، أرسل حزب الله أربعة طائرات إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأرسلت حماس العديد من الطائرات بدون طيار من غزة إلى تل أبيب أيضًا. هذه النتائج لا تشير بالضرورة إلى ما سيحدث في المستقبل.
ويمكن الاستفادة من حرب اليمن، بأنه سيتم استخدام الطائرات بدون طيار على نطاق واسع لتقويض قدرات إسرائيل الدفاعية وتحديد مواقع ومهاجمة بطاريات السهم، ومقلاع داود، والقبة الحديدية من خلال مفجرين انتحاريين واستخدام الصواريخ الدقيقة، وسيعمل العدو على ضرب البنية التحتية الحيوية، بحسب روبين.
تحذيرات يمنية
قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، وفي خطابه الذي القاه في التاسع من نوفمبر بمناسبة ذكرى المولد النبوي، أطلق في تهديدات واسعة لكل من إسرائيل والمملكة السعودية، حيث أعلن رفضه للتصريحات التي قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو، والتي زعم فيها أن إيران بدأت في إرسال صواريخ دقيقة إلى اليمن، الأمر الذي يُشكل تهديدًا لأمن إسرائيل.
وأكد السيد في خطابه على استيائه من تهديدات نتنياهو، وشدد على إقدامه على مهاجمة إسرائيل في حال هاجمت الأخيرة اليمن، حيث قال: “لن يتردد شعبنا في إعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي، وإنزال أقصى الضربات ضد الأهداف الحساسة الخاصة بالكيان الصهيوني، في حال تورط في أعمال عدائية ضد شعبنا”، وأردف: “موقفنا العدائي تجاه إسرائيل هو موقف أساسي وإخلاقي وإنساني وديني في المقام الأول”.
انصار الله