حقيقة أمريكا ودعم العناصر الشابة ….بقلم/ علي السراجي
ذكر المؤلف اشمدت في كتابه “اليمن الحرب المنسية” ، مبررات اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالجمهورية اليمنية في 19 ديسمبر 1962م عقب الانقلاب بأشهر ، واشار ان من ضمن احد المبررات كان التوجهات والسياسات الامريكية الجديدة في المنطقة ،
“ان الاعتراف الامريكي بالنظام الجمهوري في اليمن 1962م ، جاء بعد نقاش داخل الادارة الامريكية وان العناصر المتحررة كانت ترغب ان تثبت للعالم ان الولايات المتحدة الامريكية ليست بالضروره ملزمة بدعم الأنظمة الرجعيه والمتخلفه وأنها دائماً تسعى لدعم ومساعدة العناصر الشابة التقدمية والتى تمثل موجة المستقبل “
وهو توضيح او تبرير منمق وجميل يخدم امريكا المتحررة والديمقراطيه لكنه يخفي زيف وخداع هذا الكلام وبالذات بعد الأحداث الاخيرة التى حصلت في اليمن وبعض الدول العربيه .
وللتوضيح اكثر فان اليمن يعيش في اسوء الأوضاع منذ سنوات فالسلطة ظلت تحت سيطرت قوى دكتاتورية وقمعية وإرهابية مهيمنه على العمل السياسي والعسكري والاجتماعي وفاسدة وناهبه للمال العام ، أنتجت حالة من الفقر والجوع والبطاله والمرض والتخلف و زاوجت بين السلطة والمال فأنتجت معادلة دمرت المجتمع والبلاد .
ورغم كل هذا ظلت ولازالت وستظل كما يبدو هذه الأنظمة الفاسدة تنال دعم وتأييد وحماية الادارات الامريكية المتعاقبة ، وهو فعل وتوجه وسياسة تتناقض كليا مع امريكا المتحررة والديمقراطية التى تدعم العناصر الشابه التقدمية وموجة المستقبل كما تزعم .
ولمزيد من التاكيد نجد ان الادارة الامريكية لازالت تعترف و تدعم هادي وحكومته على الرغم من فشلهم في إدارة البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا باجماع العالم دون استثناء بما فيها اعتراف تلك الدول العشر التى قدمت الدعم الكامل لهم خلال المرحلة الانتقالية ، ونجدها وقفت معهم ودعمتهم لتدمير كل مقدرات البلد وقتل الشعب اليمني ، طبعا بدعم وقيادة امريكا المتحررة والديمقراطية والتى تدعم العناصر الشابه التقدمية وموجة المستقبل .
كما ان الادارة الامريكية المتحررة والديمقراطية والتى تدعم العناصر الشابه التقدمية وموجة المستقبل تقف جنبا الى جنب مع كل الجنرالات العسكرية العجوزة والمتطرفة والتى طالما اعتبرتها الادارات الامريكية المتعاقبة مصدر لدعم الارهاب والجماعات المتطرفة في اليمن والجزيرة العربية والمنطقة ،
بل نجد أمريكا تدعم و تحمي كل الجماعات الارهابيه و المتطرفه في اليمن وتمكنها من السيطرة على أراضي الجنوب عبر قصف الجيش واللجان الشعبيه وتمنعهم من التقدم لملاحقتها ، فهل هذه العناصر الارهابيه هي العناصر الشابه التقدمية وموجة المستقبل التى كانت تقصدها الادارة أمريكية ؟؟ ربما ان هذا هو المقصود .
والحقيقة ان العناصر الشابة التقدمية وموجة المستقبل هي التى تحركت ومارست حقها الشعبي والانساني لاسقاط هذه القيادات والنخب السياسية العفنه التى أهلكت الحرث والنسل بفسادها وفشلها الاداري والمالي والتنموي وأسقطت الشعب والمحافظات في مستنقع الاٍرهاب والتطرف الديني .
ان العناصر الشابة التقدمية وموجه المستقبل هي التى طالبت بقيادات مؤهله ذات خبرات ومهارات ، وطالبت بالشراكة السياسية للجميع دون استثناء وطالبت بمعالجة القضايا والملفات الوطنيه بما يكفل الحقوق والحريات ودعت الى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بما يحقق التوافق والتفاهم والمصالحة الوطنيه ويحقق انتخابات نزيهة تعكس التمثيل الشعبي وتحقق تطلعاته ، وهي التى طالبت بالتعديلات والاصلاحات الاقتصادية التى تحقق التنمية المستدامة .
ان العناصر الشابة التقدمية وموجة المستقبل هي التى خرجت في فبراير عام 2011م والتى تم الاحتيال عليها وإسقاط ثورتها بالمبادرة الخليجيه بين النخب السياسية الفاسدة والعفنة المدعومة أمميا ومن سفراء الدول العشر وبالذات من امريكا المتحررة والديمقراطية ، كما ان العناصر الشابه التقدمية وموجة المستقبل هي التى ايضا خرجت في 21 من سبتمبر 2014م لاسقاط الفساد والمفسدين والتى تم استهدافها بالحرب السعودية الامريكية ،
ان العناصر الشابة التقدمية وموجة المستقبل هي التى تواجهه القوى التى دمرت اليمن باستجلاب العدوان السعودي الامريكي الذي يقصف ويقتل ويحاصر ويتآمر معها لتفتيت وتقسيم اليمن طائفيا ومناطقيا الى مساحات وكنتونات صغيره ، وهي التى تقتل وتشرد بسبب الطائرات الامريكية والدعم من قبل أمريكا المتحررة والتقدمية والديمقراطية .
ان هذه العناصر الشابة التقدمية وموجة المستقبل ، كما تزعم الادارة الامريكية الديمقراطية ، تستحق ان تحصل على حياة أفضل كما يحصل في العالم كله او انها ملزمة بالانصياع للمزاجية والتناقض الامريكي والزيف بين القول والفعل ،
عقب انتخاب الرئيس الامريكي السابق باراك اباما إلقاء خطابه قال انه عصر الديمقراطية والتغيير وإسقاط الأنظمة الديكتاتوريه والفاسدة وفي كل مرة اتذكر ذلك الخطاب أقارن ما قاله بالوضع الحالي للبلدان العربيه بصورة عامة ولليمن بصورة خاصه ،
وبالفعل لقد كان عصر التغيير لولا التدخل الامريكا الذي دائماً تنحاز للانظمة الفاسدة ضد الشعوب ويساعد تلك الأنظمة في قمع شعوبها وتقتل أحلامها وتغتال تطلعاتها ،
وما يجري في اليمن اليوم من وقوف امريكا ضد الشعب والعناصر الشابة التقدمية التى تمثل موجة المستقبل هو خير مثال ودليل على كذب وزيف الادعات الامريكية بدعمها للتغيير والحريّة والديمقراطية ودعمها للعناصر الشابة التقدمية وموجة المستقبل في اليمن وغير اليمن .