حفرة نفق جلبوع: معجزة الحرية الفلسطينية! “لا غرفة التوقيف باقيةٌ ولا زرد السلاسل*يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل”
Share
نجح 6 أسرى فلسطينيين فجر الاثنين، بوضع معتقل جلبوع خارج الخدمة، المعتقل الذي يُعد من أكثر السجون تحصيناً على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة. ما يجعل من هذه العملية عملية هجوم لا هروب، لما شكّلته من صفعة أمنية-استخباراتية-عملياتية ستكون بمثابة منعطف آخر في مسار التطورات الميدانية التي تشهدها أراضي الـ 48، وما يرتبط بها من معادلات مع الفصائل الفلسطينية التي ثبتتها بعد معركة “سيف القدس”.
معتقل جلبوع “غوانتنامو إسرائيل”
عند افتتاح معتقل جلبوع، صرّحت مصلحة السجون الإسرائيلية “لقد استخلصنا العبر من محاولات الهرب عبر الأنفاق من سجنيّ مجدو وشطة… لن يهرب أحد من جلبوع”.
سُمي هذا المعتقل الذي افتتح عام 2004 بـ “الخزنة الحديدية” نسبةً للطريقة التي شُيّد بها، والتي جعلت منه “قلعة حصينة” يصعب اختراقه، إضافة للإجراءات الأمنية المشددة المتواصلة على مدى 24 ساعة.
ويقع في غور بيسان ويتألف من 5 أقسام، في كل قسم 15 زنزانة تتسع إلى 8 أسرى وهو مخصص للأسرى المتهمين بالقيام بعمليات أمنية داخل أراضي 48 ما يجعل حالة الاستنفار الأمني حول المعتقل بأعلى مستوياتها.
أشرف على تشييده خبراء إيرلنديون، فكان التحصين عبر صب أرضيات الزنازين بطبقة حديدة خرسانية متينة، وإضافة “عنصر سري” تحت الأرضية لمنع عمليات الحفر فإن تم التعرض للإسمنت يتغيّر لون كامل الأرض المحيطة بإشارة إلى القيام بعملية ما، تزويد النوافذ بحساسات إنذار لمنع قص القضبان، بناء جدار داخلي بطول 8 أمتار بالباطون المسلّح ومغلّف بأسلاك شائكة وتثبيت كاميرات الكترونية حرارية عالية الدقة، بالإضافة لنشر كلاب الحراسة والدوريات العسكرية والتفتيشية على مدار الساعة.
الأسرى الفلسطينيون تاريخ من النضال
هذه ليست المرة الأولى التي يسخر فيها عقل الأسير الفلسطيني من العقل الاستخباراتي-الأمني الإسرائيلي، وينتصر في حرب الأدمغة والإرادة.
قص القضبان: منتصف أيار 1987 تلقى الأسير مصباح الصوري هدية من أحد أصدقائه عند زيارته، كان عبارة عن نصف منشار حديد مخبّأ داخل رغيف خبز. هذه الهدية كانت المفتاح ليسجل التاريخ عملية “الهروب الكبير من سجن غزة”.
وقتها قام المنصوري بعرض خطته على الأسيرين عبد السلام أبو السرهد وعماد الدين عوض التي تقضي بقص قضبان إحدى نوافذ الحمام، وتهيئتها لهروب الأسرى المحكومين بالمؤبد. استمرت عملية القص لـ7 أيام حيث كانوا يعملون لفترات قصيرة لا تتجاوز الـ10 دقائق في كل مرة حتى لا تثار الشكوك. ورغم أن الزنزانة 7 من القسم “ب”، كانت تضم 26 أسيراً يستخدمون الحمام نفسه الا أن العملية بقيت قيد الكتمان ونجحوا الأسرى الـ 6 من تجاوز الجدار الشائك والفرار ولم تعلم الإدارة الإسرائيلية بذلك إلا بعد مضي 4 ساعات.
الحفر بالملاعق: عام 2003 قام الأسرى أمجد الديك ورياض خليفة وخالد شنايطة بحفر نفق بطول 15 متراً بملاعق الطعام استغرق 17 يوماً رغم الرقابة والإجراءات المشددة ولم تكتشف العملية الا بعد 5 ساعات أثناء جولة التفقد الصباحي.
هذه العمليات ليست مجرد “هروب سجين من قبضة سجّانه” بل هي معركة وعي بأن عمر كيان الاحتلال أقصر من أحكام المؤبد التي تنطق بها محاكمه، وان عملية نفق الحرية هذه ما هي إلا امتدادا لعملية نافذة الجدار في غزة، وان المواجهة قد وصلت إلى المستوى الذي بات النور في آخر نفق الاحتلال أقرب من أي وقت مضى، والانتفاضة الأخيرة مسألة وقت لا أكثر.