حضورٌ عظيمٌ وخطابٌ أعظمُ …بقلم/أشجان الجرموزي
فاضت العينُ دمعاً عند رؤية حبِّ رسول الله -صلواتُ الله عليه وآله- في حضور الشعب اليمني، وانشرحت الصدورُ بهكذا أفواج، تعالت الصرخاتُ والتلبياتُ من كُـلِّ بقاع اليمن السعيد؛ شوقاً وحبًّا واقتداءً وتولياً لخاتمِ الأنبياء والمرسلين وليد شهر ربيع الأول، ومحيي نفوس البشرية والرحمة المُهداة من الله للعالم أجمع.
في تلك الأثناء وفي خضمّ تلك الاحتفالات الواصلة أصواتُ فرحتها عنانَ السماء، أطلَّ البدرُ السيّدُ القائدُ كعادته وكما عهدناه حاضراً فرحاً معلّماً وموجّهاً قائداً مدافعاً، تكلّم وأصغى له الجميعُ في كُـلِّ أنحاء العالم والجميع يترقّب ما لدى هذا الشاب الهمام في هذه المناسبة؛ لأن لحضوره أهميّةً كبرى ولكلامه وزناً، فكلماتُه ذات مغازٍ كبيرة لا يدركها إلّا مَنْ أدرك صدقَ القضية وأحقّية المظلومية لدى الشعب اليمني والشعب العربي المسلم، الذي لا زال ينهجُ بالنهج المحمدي وليس من اتّخذ اليهودَ والنصارى أولياءَ من دونِ الله.
كلماتٌ فهم محتواها الصغيرُ المدركُ قبلَ الكبير الواعي، وصايا حثَّ فيها الجميعَ على اتّباع النهج المحمدي والسير على نهجه وشرح دقيق لما يجب أن تكون عليه كُـلُّ الشعوب العربية والإسلامية، وَأَيْـضاً رسائل جابت كُـلَّ بقاع الأرض كلاً باسمه وصفته وعمله، وأبرزُها ما قاله -سلامُ الله عليه- لإسرائيلَ مباشرةً، ذلك العدوُّ الدخيل الذي يعيث في الأرض الفسادَ، والورمُ الذي ينخر في عظم الأمة العربية والإسلامية ووجب اقتلاعه، رسالةٌ أَو بالأصحِّ تهديدٌ مباشرٌ وقويٌّ لإسرائيل، خُصُوصاً فيما يقوم به الصهيونيُّ نتنياهو من تصريحات وتهديدات وربط اليمن بإيران، كان للسيّد القائد كلامٌ عظيمٌ، ونصُّ ما قاله -سلامُ الله عليه-: “إننا في هذا المقام نؤكّـدُ على أنَّ موقفَنا في العداء لإسرائيل ككيانٍ غاصبٍ ومعادٍ لأمتنا الإسلامية، هو موقفٌ مبدئيٌ إنسانيٌ أخلاقيٌّ، والتزامٌ ديني، نلتقي فيه مع الأحرار والشرفاء من أمّتنا الإسلامية، وَإذَا تورَّط العدوُّ الإسرائيليُّ في أية حماقةٍ ضدَّ شعبنا، فإنَّ شعبنا لن يتردّدَ في إعلان الجهاد في سبيل الله ضدَّ هذا العدو، كما لن نتردّدَ في توجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحسَّاسة جِـدًّا على كيان العدوّ الإسرائيلي”.
كلامٌ لم يعدْ بحاجة لشرح وتوصيف، فقد وصلت الرسالةُ وأحدثت حالةً من الرعب في قلوب الصهاينة بأنَّ هذا الرجلَ جادٌّ في كلامه، وأنَّ إسرائيلَ باتت في خطر محدق من كُـلِّ الجهات، وأنّه بالفعل قد عاد محمدٌ بنُ عبدالله للحياة من جديد بإحيائهم سنته التي اندثرت منذُ مئاتِ السنين.
وها هم الأنصارُ اليومَ قد عادوا بنهج محمد، عادوا لينشروا رسالته ويسيروا على دربه، نعم في اليمن عاد محمدٌ رسولُ البشرية، عاد في أفواه الملبّين بذكره، عاد في بنادق المصلّين عليه، عاد في صرخة طفل أرعبت كُـلَّ الطغاة والمتكبرين، عاد الأنصارُ من جديدٍ لمبايعته حتى ولو لم يكن حاضراً، فبقلوبهم ذكره وفي جهادهم ولاؤهم له، وفي طاعتهم السير على نهجه، فها هم اليوم الأنصار يرسمون لوحةً محمديّةً فنيّةً أصيلةً، فما زال الأنصارُ وأحفادُ الأنصار باقين لنصرة دينك ونهجك يا رسولَ الله -صلواتُ ربي عليك وعلى آل بيتك الكرام-.